محمود عبدالعزيز: أختار لأعمالى فنانين أرتاح لهم نفسيًا

لم يقتنص النجم محمود عبدالعزيز ألقابًا كبيرة مثل «الساحر» و«سيد الدراما» من فراغ فهو فنان صاحب كاريزما خاصة يستطيع بكل عمل يقدمه سواء كان بالسينما أو التليفزيون أن يضع بصمته عليها مما يجعل الجمهور واثق من اختياراته وينتظرها. وطل الساحر على جمهوره هذا العام من خلال مسلسل «أبو هيبة فى جبل الحلال» الذى قام باختياره من بين عدة سيناريوهات ليعود لجمهور الدراما بعد النجاح الذى حققه مسلسله «باب الخلق» الذى قدمه منذ عامين. ومع دخوله لعالم الفيس بوك والتويتر استطاع عبدالعزيز أنت يتابع ردود أفعال نجاح مسلسله مما يضعه فى موقع مسئولية لتقديم الأفضل.. وعن اختياره للعمل والقضايا التى يناقشها وأعماله السينمائية الجديدة تحدث فى الحوار التالى:
■ كيف تلقيت ردود الأفعال حول مسلسل «جبل الحلال»؟
- حمدا لله كانت كلها جيدة وهذا النجاح نتيجة لمجهود كبير بذله فريق عمل المسلسل ككل، وهذا الأمر يجعلنى أفكر جيدًا فى اختيارى لعملى القادم لأنى سأحاول أن لا يقل عن مستوى النجاح. وفى النهاية التوفيق من عند ربنا احنا بنتعب ونجتهد ونعمل اللى علينا وربنا بيكرم. ومؤخرًا بدأت أتابع ردود أفعال الجمهور على مواقع «فيس بوك» و«تويتر» وفوجئت بردود أفعال كبيرة واكتشفت مدى تأثير هذه المواقع وتفاعلها مع الأحداث.
■ وما الذى جذبك لسيناريو العمل؟
- أبو هيبة شخصية مليئة بالتناقضات بين القوة المفرطة والضعف الإنسانى لخوفه على بناته بالإضافة لعمله المخالف للقانون والذى يحاول أن يقننه لنفسه هذا ما يخلق صراعًا داخل الشخصية بالإضافة لتناول المسلسل شرائح كثيرة فى المجتمع من المتعلمين والجهلة وتجار السلاح وتجار المخدرات واختلاف المعايير الإنسانية فى تحديد وخلط الحلال والحرام والتفكير الدائم بالانفراد والرغبة فى الحصول على كل شىء على كل شىء مما يخلق جبالاً متراكمة من الحرام.
■ معنى ذلك إن كل قضايا المسلسل تصب فى فكرة الحلال والحرام؟
- هناك أكثر من قضية فى العمل مثل أن هناك من يتعامل أن الحلال والحرام شىء نسبى وهذا مفهوم خاطئ فالحلال بيّن والحرام بيّن ولا يجوز الخلط بينهما بالإضافة إلى الصراعات التى تنشأ بين أفراد العائلة الواحدة للمنافسة على الزعامة بالرغم أن كل هذا فى النهاية لا يساوى شيئًا أمام راحة البال والتقرب إلى الله.
■ ولماذا تم وضع عنوان المسلسل «أبو هيبة فى جبل الحلال» بينما تدور أحداثه بالقاهرة والصعيد؟
- هذا تعبير ضمنى لأن المسلسل يحمل فكرة أن بداخل كل شخص جبل من الحلال وجبل من الحرام وهناك من يحاول أن يخلط بينهما ويضع قانون للحرام ليحلله لنفسه وهو ما يحاول أبو هيبة أن يقنع نفسه به برغم أن الدنيا أبسط من ذلك بكثير.
■ وهل بالفعل كنت ستقدم شخصية «أبو هيبة» فى عمل سينمائى منذ عدة سنوات؟
- بالفعل التقيت بالسيناريست ناصر عبدالرحمن منذ فترة كبيرة وأعطانى هذا السيناريو ولكن لم يتم البدء فى العمل فيه لتأجيله لعدة مرات وكانت إرادة الله أن يتم تحويله إلى مسلسل ليخرج للنور هذا العام.
■ وما حقيقة تدخلك فى اختيار أبطال أعمالك؟
- بالفعل أبدى رأى فى اختيار الأبطال الذين يشاركونى العمل لأمور تتعلق بالراحة النفسية وخبرتى فى المجال ولكن يبقى الرأى النهائى للمخرج عادل أديب وشركة الإنتاج فنون مصر.
■ ما الذى جعلك تكرر التعاون مع المخرج عادل أديب؟
- أنا مقتنع جدًا بإمكانيات عادل كمخرج بارع وكنت رشحته فى مسلسل «باب الخلق» برغم أنه لم يعمل فى الدراما التليفزيونية من قبل ولكنى من تعاملى معه فى فيلم «ليلة البيبى دول» اكتشفت أنه موهوب ويستطيع تطوير نفسه وهو ما حدث هذا العام فبعد التجربة الأولى فى «باب الخلق» تطور أداؤه جدًا وهو ما ظهر فى «أبو هيبة فى جبل الحلال».
■ لماذا رفضت الاستعانة بدوبلير فى مشاهد الأكشن بالعمل؟
- وجدت أن هناك العديد من مشاهد الأكشن فى العمل وطلبت من المخرج عادل أديب عدم الاستعانة بدوبلير فيها وأننى سأقوم بأدائها بنفسى حتى يصدقها المشاهد وهو ما حدث وكنت سعيدًا به بالرغم من المجهود الكبير الذى استلزمته هذه المشاهد.
■ هل تشير شخصية أبو هيبة لشخص حقيقى فى الواقع؟
- لا يتناول شخصية بعينها ولكن المسلسل منسوج من الواقع ولا يتناول قصصًا أو أحداث أشخاص بعينها ولكن كل أحداثه من إبداع السيناريست ناصر عبدالرحمن الذى أبدع فى الكتابة بالرغم من أنها تجربته الأولى فى مجال الدراما بعد سلسلة من النجاحات فى مجال السينما.
■ هل كنت مع فكرة العرض الحصرى للمسلسل على قناة الحياة؟
- بالطبع أى فنان يتمنى أن يعرض عمله على أكبر كم من القنوات ليراها كل الناس ولكن هناك حسابات تحكم السوق والقنوات الكبيرة تهدف إلى الحصول على مسلسل كبير حصرى يعرض عليها فقط بالإضافة للتحالفات والانقسامات الموجودة بين القنوات وبعضها وهو ما يحتم فكرة الحصرى وفى النهاية الحمد لله المسلسل حقق أعلى نسب المشاهدة بالرغم من كونه حصريًا.
■ ألم يضايقك وجود كل هذا الكم من الإعلانات أثناء عرض المسلسل والتى تشتت انتباه المشاهد؟
- قد يسبب هذا بعض الضيق للمشاهد بسبب طول الفواصل الإعلانية لكن هذا حق القناة لأنها تدفع أموالاً كثيرة لشراء المسلسل ومن الطبيعى أن تحاول استرجاعها بالإعلانات خاصة وأن المعلنين يكثفون تواجدهم على الأعمال التى تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة فكثرة الإعلانات مؤشر على نجاح العمل.
■ هل مشاركة نجلك محمد فى شركة إنتاج فنون مصر كان سببًا فى تجديد تعاونك معها؟
- لا، فالبعض يظن أننى كررت التعاون مع فنون مصر لأن أبنى محمد شريك فيها مع المنتج ريمون مقار ولكن هذا غير صحيح ولكن الحقيقة هى أننى وجدت فى الشركة التزام وحرفية واهتمام بالعمل أراحنى جدًا فى التعامل الأول فى مسلسل «باب الخلق» وهو ما شجعنى على تكرار التجربة معهم ويشهد على ذلك كل العاملين فى المسلسل من الفنانين وطاقم العمل.
■ وما حقيقة ما تردد عن أنك قمت بتخفيض أجرك؟
- من أكثر الأمور التى تضحكنى هى الأخبار التى تنشر حول أجرى فكل جورنال يكتب عن أجر شكل والمفاجأة أن كل ما نشر حول أرقام أجرى عن المسلسل غير صحيح بالمرة. وعمومًا أنا لم أقم بتخفيض أجرى لأنه مفيش سبب لذلك الحمد لله آخر مسلسل ليا «باب الخلق» حقق نجاحًا وسط الناس الحمد لله فمن الطبيعى أن أزود أجرى مش أخفضه.
■ ما إحساسك هذا العام ونجلاك محمد وكريم يشاركانك فى التمثيل فى نفس العمل؟
- كريم أصبح من أبطال السينما وفيلمه الأخير حقق إيرادات كبيرة بالرغم من عرضه فى فترة حظر التجوال وهو من طلب العمل معى فى المسلسل برغم تحفظى على ذلك لأنه أصبح بطلاً ومن حقه أن يقوم ببطولات منفردة أما محمد فقد استطاع فى فترة قصيرة أن يكون من المنتجين المهمين فى مصر وأتمنى أن يحقق نفس النجاح على مستوى التمثيل.
■ ما المعايير التى تختار على أساسها أعمالك؟
- المعيار الوحيد أنى أحس بالدور ويشدنى ليه ساعتها أقرر أعمله فورًا وبدون تردد أما لو محستش بالشخصية عمرى ما أوافق أعملها مهما كانت المغريات.
■ كيف تقيم الحالة التى تمر بها السينما فى الوقت الحالى؟
- أرى أن السينما ستتعافى سريعًا لأن الفن والسينما فى دم الشعب المصرى والفن المصرى ملىء بالمبدعين والجمهور المصرى ذكى وستعود السينما لسابق عهدها وقت أن كانت ثانى مصدر دخل لمصر بعد قناة السويس وأنا متفائل لأن النظام الجديد يعيى دور الفن والسينما جيدًا ويحاول أن ينهض بهذه المنظومة.
■ هل هناك مشاريع تستعد لها؟
- استعد لمشروع سينمائى هو «أوضتين وصالة» مع المنتج محمد حفظى وهناك مشروع سينمائى آخر مازلت فى مرحلة القراءة فيه.
■ ما أكثر الأشياء التى أثرت فيك فى الفترة الماضية؟
- أصيبت بحالة من الحزن والإحباط فى الفترة الماضية بسبب الأحداث التى كانت مصر تمر بها وهو ما كان أصابنى بحالة شديدة من الحزن تصل لحد البكاء من أجل الناس التى التى تموت كل يوم فى الشوارع بدون أى ذنب لكن كان دائمًا عندى ثقة فى المولى عز وجل أنه لن يترك مصر للضياع.
■ كيف ترى المشهد السياسى الآن؟
- المشهد السياسى حاليًا مبشر بالخير بالرغم من حالة التوتر التى تسود الشارع حاليًا إلا أننا دولة قوية قادرة دائمًا على تخطى الصعوبات التى تقابلها وأعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعى جيدًا ما يفعله وإن كان مردوده لن يظهر حاليًا.
■ كنت من المؤيدين فى الانتخابات الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى كيف ترى قدرته على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التى تحيط بمصر الآن؟
- أنا أثق تمامًا بفكر الرئيس عبدالفتاح السيسى ومن ما رأيته منه أؤكد أنه شخص صاحب رؤية ويجيد التفكير والتخطيط المستقبلى ويستمع جيدًا لآراء الخبراء وهو ما كنا نفتقده فى الفترات السابقة لذلك إن شاء الله ستستعيد مصر ريادتها وتتخطى كل الصعوبات التى تعانى منها ولكن يجب أن نعطيه وقت لنرى نتيجة كما يجب أن نعمل جميعًا لنساعد مصر. بمعنى أن كل مواطن ركز أكثر فى عمله بلدنا ستتغير بأسرع مما نتصور.
■ وما دور الفن الفترة القادمة؟
- الفن دوره موجود دائمًا وهو التوعية ومحاولة إلقاء الضوء على السلبيات وطرح حلول لها وفى الفترة القادمة يجب أن تعود صناعة السينما بقوة لتعويض الهزة التى أصابتها الفترة الماضية.