تصوير - مايسة عزت السياحة عصب الاقتصاد المصرى فهي تساهم بأكثر من 11.3% من إجمالى الناتج القومى يعمل بها اكثر من 5 ملايين عامل اضافة الى انها تمثل 20% من إجمالى دخل البلاد من العملة الأجنبية وقد تلقت السياحة ضربات قوية على مدار الثلاث سنوات الماضية عصفت بالقطاع فأصابته بحالة من الركود بسبب الصراعات السياسية والاضطرابات وحالة الانفلات الامنى التى شهدتها البلاد, الامر الذى أدى إلى انخفاض عائدات السياحة من 12.5 مليار عام 2010 إلى 5.8 مليار فى عام2013 مما دفع الفنادق والشركات السياحية لغلق أبوابها وتسريح العمالة بها وتتعاقب الحكومات وتظل الازمة السياحية راكدة دون حراك ومع تصاعد حدة الهجمات الارهابية الدنيئة اغتيلت احلام العاملين بالقطاع فى سرعة عودة الحركة السياحية إلى معدلاتها مقارنة بالاعوام السابقة. ففى حوار مفتوح بدون قيود أو خطوط حمراء التقت «روزاليوسف» مع وزير السياحة هشام وعزوع لنقرأما مرت به السياحة خلال ال 3سنوات العجاف الماضية والتعرف على أهم التحديات والمعوقات التى تواجه القطاع السياحى وخطط الوزارة المستقبلية لأنعاش الحركة السياحية والخروج بها من النفق المظلم. ■ هل ترى أن إصرار الشعب المصرى على تطبيق خارطة الطريق بالموافقة على الدستور ثم إجراء انتخابات رئاسية ثم برلمانية سيؤثر على السياحة؟ - الاستحقاقات السياسية على المدى البعيد ستكون فى مصلحة السياحة لان الدول الخارجية ترى ان الوضع المصرى فى فترة انتقالية وتحتاج إلى كيان سياسى مستقر للتعامل معه وبتطبيق خارطة الطريق سيصب فى مصلحة القطاع والعالم سينظر إلى مصر بأن هناك مؤسسات منتخبة بطريقة ديمقراطية، وبالتالى سيصبح هناك تعاون فى جميع القطاعات.وأضاف أن القطاع السياحى «الخاص» المتمثل فى غرفة الشركات واتحادها أعلنوا تأييدهم ودعمهم للسيسى خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. ■ ما الأسباب التى أدت إلى تدهور الاوضاع السياحية خلال ال3 سنوات الماضية ومتى ستسترد عافيتها؟ - الصراعات السياسية وحالة الانفلات الامنى التى مرت بها البلاد بالاضافة إلى حكم الاخوان ساهمت فى تراجع معدلات السياحة وأيضا السماح لظهور بعض الشخصيات المتطرفة والمتشددة من التيار الاسلامى والتى تتبنى أفكارا تحرم العمل بالمجال السياحى ومطالبتهم بفصل الرجال عن النساء فى الشواطئ، وأضاف ان السياحة ستسترد عافيتها بمجرد عودة الامن إلى الشارع المصرى وعدم وجود مصر على الشاشات الدولية بشكل سيئ مشيرا إلى ان انتعاش الحركة السياحية مرتبط بالاستقرار الامنى والسياسى فى البلاد. ■ هل تفجيرات طابا الاخيرة كان لها تأثير سلبى على سمعة مصر خارجيا؟ - عقب تلك التفجيرات الدنيئة قررت 16 دولة أوروبية تحذير رعاياها بالسفر إلى مصر وخاصة فى منطقة سيناء وأوضح ان ألمانيا أولى الدول الأوروبية التى حذرت رعاياها ثم فوجئت فى 26 فبراير الماضى بأن الدول الأوروبية التى تمثل 73% من الحركة السياحية الوافدة أمرت رعاياها بالإخلاء التام من مصر. ■ هل ترى ان هناك مؤامرة خارجية لضرب السياحة عصب الاقتصاد المصرى؟ - هناك موقف سياسى بعد ثورة 30 يونيو يميل إلى تجميد اوجه التعاون فى العديد من القطاعات الا أن تطبيق خارطة الطريق سيجبر العالم على التعامل مع مصر. ■ قد يري البعض أن وزارة السياحة اتخذت قرارا تعسفيا ضد غلق أحد الفنادق بشرم الشيخ أساء لسمعة مصر عالميا، وما مدى صحة واقعة اغتصاب سائحة البريطانية داخل الفندق؟ - أشار إلى أن واقعة حادث اغتصاب السائحة البريطانية صحيحة ولم تكن ادعاء كما نشر فى بعض الصحف وتم تداوله عبر وسائل الاتصال المرئية، وأعرب عن استيائه من تصريحات بعض أصحاب الفنادق والشركات بالقطاع السياحى فى التعرض للحياة الخاصة للسائحة وذلك لتبرير وقوع الحادث، وأشار إلى ان الواقعة تم التأكد منها عن طريق رفع البصمات من داخل الغرفة وأخذ عينات من العاملين بالفندق وتحليلها ووجد أنها متطابقة مع أحد عمال الفندق وبمواجهته اعترف بارتكابه للواقعة وتم حبسه.. وقال إن السائحة لم تحرر محضرا بالواقعة ولكنها اكتفت بابلاغ السفارة البريطانية وطالبت المغادرة من مصر وأوضح أن وزارة السياحة لم تكن تعلم بتلك الواقعة الا من خلال القنوات الفضائية وهناك اتجاه طوال الفترة الماضية من إدارة الفندق للتعتيم على الحادث، فقررت معاقبة الفندق وكان القرار مدروس تماما وتم نقاش قضية التحرش الجنسى مع سكينة فؤاد مستشارة رئيس الجمهورية وأوضح ان القرار ليس تعسفيا وبعد تدخل العديد من الشخصيات السياحية ومن أجل الحفاظ على حقوق العاملين بالفندق تم التراجع عن ذلك القرار. ■ ما رأيك فى اتهام بعض الشخصيات السياحية للوزارة بأنها فشلت فى الترويج للمنتج السياحى المصرى عالميا لاعتمادها على الطرق التقليدية فى التسويق؟ - الوزارة تواجه تحديات وظروف خاصة بسبب االاحداث التى تمر بها البلاد ولكن هناك خطة فى الفترة القادمة لتطوير المنتج السياحى وعرضة بصورة تليق بحضارة وتاريخ مصر مشيرا إلى ان هناك وسائل تستخدم فى اوقات معينة لا تنفع فى اوقات اخرى موضحا ان الدولة تمر بظروف اقتصادية خاصة. ■ بما تفسر تراجع دور هيئة تنشيط السياحة فى الفترة الماضية؟ - هيئة التنشيط تحتاج لاعادة هيكلة وهناك تغييرات فى العديد من القيادات فى الفترة المقبلة وهناك مكاتب خارجية تعمل وأخرى لا تحقق الهدف المطلوب منها وامرت باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتخاذلين بالمكاتب الخارجية. ■ هل توافق على انشاء فكرة بنك خاص للسياحيين لارتقاء المنظومة السياحية؟ - فكرة انشاء بنك قائم بذاته خاص بالسياحيين علميا لا تنفع لان عمل البنوك يعمل بمبدأ التجارة لا يمكن تخصيصه لهدف معين ولكن ندعم فكرة انشاء صندوق خاص بالسياحيين فى احد البنوك يقوم بتمويل المشروعات ويكون هذا الصندوق خاضع للجهاز المركزى للمحاسبات أبدى بعض البنوك موافقتها على تبنى تلك الفكرة لان ذلك الصندوق يحتاج إلى اكثر من مليار دولار لدعم القطاع السياحى. ■ هناك من يرى ان دعم الطيران العارض لا يصب فى مصلحة الدولة وإنما يخدم مصالح الشركات الاجنبية؟ - الطيران يلعب دورا مهما وفعالا فى المنظومة السياحية وبدون الطيران لا توجد سياحة فى العالم مؤكدا أن منظومة الطيران العارض التى تدعمها وزارة السياحة ليست حكرا على الشركات الاجنبية ولكن الشركات السياحية المصرية لم تتقدم ببرنامج قوى وفعال لجلب سائحين من الخارج وأضاف ان تطبيق الطيران العارض يساهم بشكل فعال فى الاقتصاد المصرى. ■ هل أوقفت السياحة دعمها المادى لبعض خطوط الطيران؟ - وزارة السياحة تقدم الدعم المادى للشركة الوطنية «مصر للطيران» ولبعض شركات الطيران الخاصة وذلك بهدف إنعاش الحركة السياحية. ■ ما السبب وراء عدم وضع أسعار ثابتة للفناد ق واتباع سياسة البيع حسب الجنسية؟ - تلك الثقافة موروث خاطئ عند أصحاب الفنادق منذ سنوات عديدة ووزارة السياحة تحارب بشدة هذا النمط الذى يعتمد على استغلال السائح خاصة العربى موضحا أن هناك قرارات حازمة سيتم تطبيقها على الفنادق لالزامها بتطبيق أسعار موحدة غير مرتبطة بجنسية السائح. ■ هل تم وقف العمل بلائحة انتخابات الغرف الجديدة؟ - تم صدور قرار وزارى بتجميد العمل بلائحة الغرف الجديدة والعودة للائحة 216 وذلك استجابة لقرار الاغلبية من القطاع السياحى وبعد وصول خطاب الاتحاد العام للغرف السياحية لنا أصدرت القرار وأشار إلى ان وزارة السياحة لا تدعم أطراف بعينها فى القطاع ولم تتدخل فى انتخابات الغرف أو الاتحاد لكن الوزارة تراعى فى التعيينات عمل موازنة وأوضح أنه من الصعب إجراء انتخابات الغرف خلال الشهر المقبل بسبب تزامنها مع الانتخابات الرئاسية وهناك دراسة قانونية حاليا لوضع لجنة معينة مؤقتة تباشر أعمال مجلس الادارة لحين إجراء الانتخابات مشيرا إلى ان الفترة المقبلة ستشهد اجتماعات مكثفة مع اعضاء الجمعية العمومية والاتحاد لوضع تصور بشأن تأجيل الانتخابات شهرين أو أكثر. ■ فى حالة الاتفاق على تعيين لجنة مؤقتة لمباشرة أعمال مجلس إدارة الغرفة هل سيتم استبعاد كافة أعضاء مجلس إدارة الحاليين؟ - من الممكن اختيار البعض منهم أو استبعادهم ولكن لا أرغب أن تصبح الامور تصفية حسابات شخصية وإقصاء شخصيات بعينها. ■ هل الغرفة تخضع للجهاز المركزى أم لا؟ - الغرفة لا تخضع للجهاز لعدم وجود مال عام بها عكس الاتحاد المصرى للغرف السياحية الذى يخضع لمراقبة الجهاز المركزى بسبب ان أموال الاتحاد اختلطت بالمال العام والغرف السياحية لا تتلقى أية أموال من وزارة السياحة. ■ ما العائد على المواطن المصرى من استقطاع وفرض مبلغ 110 ملايين جنية عليه سنويا تدخل فى صندوق الحج والعمرة ولماذا لم تعرض ميزانية الصندوق على أعضاء الجمعية العمومية؟ - وزارة السياحة تعتمد ميزانية صندوق الحج والعمرة ولكن الصندوق يتبع الغرفة وليس الوزارة. موضحا أن عرض ميزانية الصندوق على أعضاء الجمعية أمر تنظيمى وخاص بالغرفة وهذا الامر ليس من اختصاص الوزارة ■ هل تم اعتماد ضوابط الحج لهذا العام وهل هناك أزمة فى قضية العمرة؟ - لم نعتمد ضوابط الحج لهذا العام الا بعد مناقشة ودراسة كافة المقترحات المقدمة من جميع الشركات السياحية ولكن هناك أمرين مهمين لا يمكن إغفالهما أو تجاهلهم وهما مصلحة الحاج ثانيا لا عودة لنظام الحصص ولا توجد ازمة للعمرة هذا العام لأن الشركات على علم بالأعداد المطلوبة وذلك على عكس الازمة التى واجهنها الشركات السنة الماضية بسبب القرار المفاجئ للسلطات السعودية بتقليص أعداد المعتمرين. ■ ما خطط وزارة السياحة فى الفترة المقبلة لدفع عجلة التنمية السياحية؟ - مناخ الاستثمار السياحى بمصر «آمن» ويحظى بمنافسة عالية، رغم أحداث العنف التى تشهدها البلاد، لافتًا إلى أن إقرار الدستور والمضى قدمًا فى الاستحقاقات السياسية سيسهم فى زيادة الإقبال على الاستثمار السياحى وأضاف أنه تم طرح 4 مواقع بمنطقة العين السخنة على مساحة مليون متر مربع للمستثمرين من خلال المفاضلة بين العروض، مشيراً إلى أن استطلاع رأى السوق الذى أجرته الهيئة بشكل رسمى أظهر وجود تزاحم من المستثمرين للفوز بتلك الأراضي، موضحاً أن غالبية تلك العروض مصرية وكشف عن أن الأراضى المطروحة مخصصة لإقامة مشروع للسياحة الاستشفائية والعلاجية، و2 منتجع سياحي، و2 مارينا بحرية، وأن الأراضى سيتم تخصيصها عن طريق الأمر المباشر وليس بنظام المزايدات، لأن الاستثمار السياحى «استثمار طويل الأجل» ولا يحقق عائدًا سريعًا مثل الاستثمار العقارى، وقال إن عروض المستثمرين ستعرض على اللجنة المختصة بالهيئة لوضع القيمة التقديرية للمشروع المعلن عنه، التى وضعت لها الهيئة تقييما سعريًا من قبل وهو ما يعنى أن كل العروض المقدمة ستخضع للمقارنة مع التقييمات الموضوعة. وأضاف أن الهيئة تمنح المستثمرين العديد من التسهيلات، حيث يتم تقسيط ثمن الأراضى على 10 سنوات، فضلاً عن تسليم الأراضى دون مشكلات إدارية مع أى من الوزارات والهيئات الأخرى، لافتًا إلى أن وزارة السياحة دعمت المشروعات السياحية تحت التنفيذ خلال السنوات الثلاث الماضية، نظرًا للظروف التى أدت إلى عدم استكمال المشروعات طبقًا لبرامجها الزمنية المحددة، حيث تم تأجيل أقساط ثمن الأراضى وكذلك الرسوم الخاصة بهيئة التنمية السياحية، كما تم منح مدد إضافية للمشروعات. وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد طرح أراضٍ جديدة بمنطقة البحر الأحمر ضمن خطة الوزارة لتنمية منطقة السويس والبحر الأحمر سياحيًا، منوهًا بأنه تم الانتهاء من تخطيط 40 مشروعاً سياحياً فى كل من العين السخنة ورأس سدر والبحر الأحمر على مساحة 82 مليون متر مربع. ■ ما الاجراءات التى اتخذتها وزارة السياحة لتشجيع وجذب السوق العربى لمصر خلال فصل الصيف المقبل؟ - الموسم الصيفى المقبل سيشهد تدفقا ملموسا للسياحة العربية، من خلال تطبيق العديد من الحزم الترويجية الرامية لاستعادة الحركة السياحية الوافدة إلى معدلاتها. وأضاف تم وضع برامج خاصة للسائح العربى بأسعار خاصة فى حزمة وهناك رعاية للعديد من الفعاليات الفنية التى بدأت باستضافة المطربة ماجدة الرومى، فضلاً عن استضافة المشاهير بما يكون له تأثيره فى دعم ملف السياحة. قال هشام زعزوع وزير السياحة، ان الوزارة تعمل جاهدة، لوضع خطط وبرامج لتنشيط السياحة، خلال موسم الصيف المقبل، وأكد أنها سيكون لها مردود ايجابى، وأشار زعزوع إلى أن الوزارة ستشارك فى معرض «الملتقى السياحى العربى فى دبى خلال شهر مايو المقبل، للترويج للسياحة فى مصر»، وأكد أن وزارة السياحة اتخذت عدد من الخطوات فى سبيل استعادة الحركة السياحية من السوق العربية والتى تعد ركيزة مهمة للسياحة المصرية حيث تمثل نحو 20٪ من إجمالى السياحة الوافدة حيث كان على رأس هذه الخطوات تقديم عدد من الحوافز لتشجيع السائحين العرب لزيارة مصر مثل تسيير خط طيران مباشر بواقع رحلتين أسبوعين من كل جدةالرياضالكويت إلى الغردقة وشرم الشيخ وذلك بأسعار تنافسية.
