أشهر معارك «حرب القرم» كانت على مدينة «سباتسبول» التى شارك بحصارها المصريون، فقد ارتوت تربة القرم قبل 160 سنة بدماء مصريين دافعوا عنها ضد الروس فى معارك طاحنة ودفنوا بأراضيها، مياه البحر الأسود المحيطة غربا وجنوبا بشبه الجزيرة الأوكرانية، شهدت أكبر كارثة حلت بالبحرية المصرية فى تاريخها، ففيها قضى غرقا 1920 مصرياً ساهموا قبلها بخسارة الروس لحرب شبه عالمية مصغرة شبت نيرانها فى 1853وانتهت بعد 3 اعوام بآلاف القتلى. مشاركة الجيش المصرى بتلك الحرب، توثقها صور رسمية أوروبية وتركية مثبتة وفى بعض ما كتبه الأمير المصرى متعدد المواهب والإنجازات، عمر طوسون، فقد ألف كتابا كاملا عنها، وابتعد فيه عن المبالغات الحماسية، ربما إدراكا منه بأن التاريخ قد يعود ليدقق فى تاريخ هذه المعركة. فى كتابه «الجيش المصرى فى الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم 1853-1855» «الجيش المصرى يمضى الى أشرس قتال» لوحة رسمها الروسى الكسى بوغوليوبوف لقتال بين الفرقاطة «فلاديمير» وأخرى مصرية بعلم عثمانى وأسرع السلطان إلى تشكيل تحالف دولى من أصدقاء الإمبراطورية العثمانية وولاتها، وأشهرهم كان عباس باشا الأول، والى مصر، فأسعفه بأسطول من 12 سفينة حربية، فيها 642 مدفعا و6850 جنديا بقيادة الأدميرال (أمير البحر) حسن باشا الإسكندراني، ومده أيضا بقوات برية من 20 ألف جندى و72 مدفعا بقيادة الفريق سليم فتحى باشا. وشاركت القوات البرية المصرية بأواخر 1853 فى معارك من الأشرس عند نهر الدانوب، فيما مضى الأسطول المصرى ليناور عند سواحل القرم، وعلى سارياته أعلام الإمبراطورية العثمانية، بانتظار بدء القتال، وبعدها بأقل من 6 أشهر انضمت فرنسا وبريطانيا إلى تركيا ضد الروس، وبدأت «حرب القرم» بشكل خاص على احتلال مدينة «سباتسبول» التى حاصرها التحالف بدءا من سبتمبر 1854 طوال عام كامل حتى استعادها من احتلال روسى دام 80 سنة. وذكر الأمير طوسون أن قوات التحالف العثمانى، من أتراك ومصريين وبريطانيين وفرنسيين بشكل خاص، ألحقوا الهزيمة فى 1854 بالجيش الروسى، وكان بقيادة الجنرال م نتشيكوف، فى إحدى أشهر ساحات القتال، وهى «معركة ألما» وبعدها عاد الأسطول المصرى فى أكتوبر ذلك العام إلى الاستانة «وأثناء عودته غرقت بارجتان مصريتان فى البحر الأسود، وفقدت البحرية المصرية 1920 بحارا، ونجا 130 فقط وكان اجمالى الضحايا 2500 جندى مصرى .