كثيرا ما نسمع أسماء شوارع وميادين وتماثيل شهيرة فى القاهرة والإسكندرية وسائر مدن مصر ومراكزها وقراها.. فلماذا لا توضع لافتات توضيحية شارحة على أول وآخر الشارع والحارة والزقاق والدرب والعطفة، وعند الميدان والتمثال، توضح سبب التسمية وتاريخها والأسماء السابقة ونبذة عن حياة وشخصية الشخص المسمى على اسمه الشارع أو الحارة أو الزقاق أو الدرب أو العطفة.. وكذلك لافتات موزعة فى الحى الواحد للتعريف باسم الحى وسبب تسميته وتاريخ الحى القديم والحديث.. وكذلك لافتات توضح تاريخ الشخص المنحوت له التمثال وتاريخ صنع ونحت التمثال ذاته.. وهذه الفكرة للعلم منفذة فى سوريا.. ويمكن الاستعانة للتزود بالمعلومات بمراجع مثل موسوعة القاهرة فى ألف عام للدكتور عبد الرحمن زكى.. وكتاب (أسماء ومسميات من مصر القاهرة) لمحمد كمال السيد محمد، وكتاب عباس الطرابيلى (خطط الطرابيلى، أحياء مصر المحروسة)، والخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك.. وبرنامج خطط التنويرى.. إضافة للمعلومات الحديثة التى تمت بعد صدور هذه المراجع.. وسأنقل لكم بعض المعلومات عن بعض الشوارع شارع شبرا : يبدأ من ميدان رمسيس وينتهى فى شبرا الخيمة. فتح فى سنة 1808 حينما أنشأ محمد على قصر شبرا بقرية شبرا الخيمة فى شمال فم الترعة الإسماعيلية، ليكون طريقا بين القاهرة وهذا القصر الذى اشتهر بحدائقه ونافوراته وأقيم على جانبيه الأشجار المظلة من اللبخ والجميز عرف أولا بجسر شبرا. شارع عبد العزيز : أنشئ فى أيام الخديوى إسماعيل وسمى باسم الخليفة العثمانى السلطان عبد العزيز الأول حينما زار مصر يمتد من ميدان العتبة الخضراء، وينتهى بميدان الجمهورية (عابدين سابقا). شارع القلعة (محمد على سابقا) : فتح عام 1872 ويبدأ من ميدان العتبة الخضراء وينتهى عند جامع ومدرسة السلطان حسن بالمنشية. وكان بأوله المقابر المعروفة بترب الأزبكية وبترب المناصرة، وقد أزيلت مساجد ومبان قديمة عندما شق الشارع، وهو يمر بعدة أحياء للمدينة القديمة. أقيمت واجهات المنازل التى تشرف عليه فوق بوائك تظلل المارة وتقيهم حرارة الشمس ومياه الأمطار. وما زالت بعضها باقية إلى اليوم. وهذا الشارع حافل بذكريات تاريخ القاهرة منذ منتصف القرن 19 حتى عام 1955. شارع كلوت بك : تم فتح هذا الشارع حوالى عام 1872 وسمى باسم الطبيب كلوت بك مؤسس مدرسة الطب بقصر العينى على أيام محمد على. يبدأ من ميدان رمسيس عند رأس شارع الفجالة (كامل صدقى اليوم)، وينتهى بميدان الخازندار عند الطرف الشمالى الغربى لحديقة الأزبكية. أقيمت واجهات منازله فوق بوائك جميلة وقد كان فى القرن 19 من أجمل شوارع القاهرة، تنتشر فيه الفنادق الصغيرة. شارع كورنيش النيل : كانت تعرف المسافة التى تمتد من كوبرى قصر النيل إلى كوبرى المنيل (محمد على سابقا) باسم شارع القصر العالى. وفى أيام ثورة 23 يوليو نزعت ملكية عدة مبان تمتد من بولاق إلى شبرا الخيمة، وعلى هذا النحو أصبح الشارع الكبير ممتدا بين شبرا الخيمة إلى حلوان مارا بمبان فخمة، نذكر منها : مبنى التلفزيون، ودار المعارف، والاتحاد الاشتراكى العربى (الحزب الوطنى الديمقراطى حاليا)، والكاتدرائية الإنجيلية، وفندق هيلتون، وجامعة الدول العربية، والنفق الجديد، وفندق سميراميس، وشبرد، والسفارة البريطانية، وفندق النيل، وسفارة باكستان، وقصر شريف صبرى، والسفارة الإيطالية، ومستشفى قصر العينى، ومجرى مياه فم الخليج... فمصر القديمة والمعادى إلى حلوان. شارع محمد فريد (عماد الدين سابقا) : يمتد من شارع رمسيس وينتهى عند الناصرية، مارا بميدان مصطفى كامل وحى عابدين. ويقع هذا الشارع مكان الشاطئ الشرقى الأصلى للنيل، وينسب إلى عماد الدين غلام صلاح الدين الأيوبى. أما محمد فريد فهو السياسى المصرى الذى خلف مصطفى كامل فى رياسة الحزب الوطنى. شارع مصر والسودان : يتفرع من شارع رمسيس عند كلية البنات الأمريكية مخترقا حدائق القبة حتى يصل إلى القصر الجمهورى بالقبة. كان يعرف سابقا بشارع الملك. يواجه شارع أحمد سعيد الموصل إلى شارع العباسية. شارع المبتديان : اختطه الملك الناصر محمد بن قلاوون وأقام على جانبيه القصور والميادين. يبدأ اليوم من شارع القصر العينى إلى السيدة زينب، أمام المدرسة السنية الثانوية للبنات. وبه دار العلوم ودار الهلال وكثير من المدارس، ومستشفى المنيرة. يعرف اليوم باسم شارع محمد بك عز العرب. شارع الهرم : كان هناك جسراً أمر بإنشائه صلاح الدين الأيوبى لينقل بوساطته أحجار الأهرام الصغيرة ليبنى بها أسوار القاهرة والقلعة وقد قام بهذا العمل الجبار الوزير بهاء الدين قراقوش. وقد عنى الخديوى إسماعيل بتحويل هذا الجسر إلى شارع حوالى عام 1863 حينما زار السلطان عبد العزيز الأول مصر فى أبريل 1863، وكانت تلك الزيارة سببا فى إصلاح هذا الجسر وجعله شارعا جميلا سمى بشارع الهرم وغرست الأشجار على جانبيه، ثم سارت عليه قطارات الترام حتى عام 1958، فأعيد تخطيطه وأصبح طريقين فى اتجاهين مختلفين ونزعت منه قضبان الترام.