أثار اختيار محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين لمحمد سعد الكتاتني كوكيل مؤسسي حزب «الحرية والعدالة» حالة من الغضب العارم داخل أوساط الجماعة خصوصًا الشباب الذين عبروا عن رغبتهم عبر الفيس بوك في اختيار عصام العريان. المهندس خالد داود أبرز رموز التيار الإصلاحي في الجماعة علق علي هذا الأمر قائلاً: «أنا كنت متشككًا من الأساس في أن تقوم المجموعة المسيطرة علي الجماعة حاليًا بتأسيس حزب سياسي جاد»، وأضاف هذا الاختيار أكد ظنوني أن هذا الحزب ليس سوي حزب صوري كارتوني وليس حزبًا للناس. وأشار داود إلي أن هذا الأمر يؤكد بوضوح أن من يسيطرون علي الجماعة لن يؤسسوا حزبًا بل ستضيف مكتبًا إداريًا جديدًا كتلك الموجودة في الإسكندرية والقاهرة وغيرها. ووصف داود هذ الاختيار بالمهزلة لأن القائمين علي الجماعة ليسوا علي مستوي المرحلة والتغييرات التي تمر بها مصر حاليًا. وأكد داود أن التيار الإصلاحي بصدد إصدار بيان بخصوص الحزب واختيار الكتاتني عضو الجماعة المنشق د.عبدالستار المليجي أبدي اندهاشه واستنكاره لما حدث قائلاً: الطبيعي أن يتم اختيار رئيس أو وكيل مؤسسي الحزب السياسي عبر المشاركين في تأسيس الحزب، لكن أن يقوم شخص بتعيين رئيس حزب فهذه ليست تجربة حزبية حقيقية وليست سياسة من الأساس. وعبر المليجي عن رفضه لفكرة قيام حزب سياسي للجماعة لأن المفترض في الحزب أن يقوم بناءً علي رغبة مجموعة من الأشخاص لها فكر واحد وهدف واحد فهكذا تنشأ الأحزاب. وحول اختيار الكتاتني قال المليجي: هو شخص ممتاز أخلاقيًا وسياسي واع وأفضل من عصام العريان ومحمد مرسي، لكن اختيار لأمر محدد وهو أنه أكثر سمعًا وطاعة لقيادات الجماعة. من جانبه أوضح الكتاتني أن اختياره كوكيل مؤسسي الحزب تم كإجراء قانوني وإداري وليس فرضًا علي الآخرين، وأضاف: فور قيام الحزب سيتم إجراء انتخابات حرة لاختيار رئيس الحزب. وكشف الكتاتني عن تحركه حاليًا لالتقاء العديد من الشخصيات السياسية والعامة لم يفصح عنها وذلك للوصول إلي صيغة مدنية للحزب. وحول مكانة مرشد الجماعة بعد تأسيس الحزب قال الكتاتني: «المرشد سيكون في الجماعة وليس له منصب في الحزب». وأكد «سعد الحسيني» عضو مكتب الإرشاد أن الجماعة ستسعي لتقنين وضعها عقب إنشاء الحزب الجديد حيث تدرس تحويلها لجمعية أهلية خاصة في ظل الانتقادات التي وجهت للجماعة بأنه لن تكون هناك آلية للمحاسبة والرقابة المالية لها. وفي ذات السياق أكد فريد إسماعيل النائب الإخواني السابق أن الجماعة تحرص علي الفصل بينها وبين الحزب الجديد في الهياكل موضحًا أن الحزب سيكون فرعًا من فروع الجماعة بما يعني أنه سيكون فرعًا من فروعها، وأضاف سيكون جناحًا سياسيا للجماعة.