حدد اتحاد كتاب مصر عدة مطالب أساسية، طالب بها أعضاؤه في المؤتمر الذي عقد مساء الخميس الماضي، وحضره عدد من الشباب منظمي ثورة 25 يناير، وأهمها: الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الذين فقدوا أيام الثورة، وجميع المعتقلين السياسيين، وجميع رجال الشرطة والجيش الذين انضموا لهذه الثورة العظيمة، وكذلك ضرورة إلغاء حالة الطوارئ، وإعطاء الفرصة للشباب لتولي مناصب مهمة، وابتعاد كل من انضم للنظام القديم عن الحياة العامة. سرد محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتّاب، هذه المطالب في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، الذي سلم فيه للشباب درع اتحاد الكتاب تقديرا لهم، كما أعلن عن إصدار كتاب توثيقي عن الثورة وأيامها، وذكريات الكتاب والأدباء ويومياتهم معها. وكان الشباب الذي استضافهم الاتحاد هم: عبد الرحمن فارس، أحمد سعد دومة، طارق الخولي، وليد عبد الرؤوف، ياسر الهواري، ونورهان حفظي، كما حضر المؤتمر عدد كبير من الكتاب والمثقفين من بينهم، عبد الوهاب الأسواني، د.مدحت الجيار، الشاعر علاء عبد الهادي، عمر حزين، فتحية العسال، أحمد سويلم، حمدي الكنيسي. بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة حداداً علي شهداء ثورة 25 يناير، وأوضح عبد الرحمن فارس.. أن ما شجعه علي التظاهر يوميا حين رأي أحد المتظاهرين يقتل أمام وزارة الداخلية، فوقتها رفع العلم واتصل بعائلته ليبلغهم وصيته. ووجه تحية للأمهات اللاتي زرعن في أبنائهن حب الوطن. ونوه فارس إلي أننا الشعب الوحيد في العالم الذي حدد موعد ثورته، والذي نظف مكانه بعد الثورة وأثبت أنه أكثر نضجا، فلم نسمع عن حالة تحرش واحدة في الميدان، ولا حالة سرقة، كما لم نشعر بالطائفية بين المسيحي والمسلم، فكلنا كنا مصريين، ورفض فارس مصطلح الوحدة الوطنية الذي كان يغذيه النظام ليثبت وجود طائفية بين الشعب المصري، وهذا ما أثبتت عكسه الثورة، أما عن السياسيين فقال إنهم حاولوا سرقة الثورة من الشباب. أما طارق الخوري فلفت إلي أن معركة "الجمال والخيل" كانت في صالح الثورة، حيث أرجعت الناس للتعاطف مع المعتصمين في ميدان التحرير، بعدما تأثروا عاطفيا بالخطاب الثاني للرئيس مبارك، وكانت دافعا لاستمرار الثورة التي كشفت عن عورات كثيرة في المجتمع المصري، كالأزمات الطائفية التي كانت موجودة في مصر، فلم نجد كنيسة واحدة تعرضت للهجوم، أو المعبد اليهودي الذين كانوا يدعون تهديده طوال الوقت. وطالب الخوري بتنظيم تظاهرات مليونية كل يوم جمعة، حتي يظل نبض الشعب المصري، كما قرر اتحاد الكتاب الانضمام لهم في كل يوم جمعة. ومن جانبه أعلن وليد عبد الرؤوف أن الثورة قضت علي فكرة أن الشباب المصري فقد الانتماء والولاء، وأنه غير مثقف، قائلا: أفضل شيء رأيته في الثورة أنني كنت أقف بجانب كتّاب قديرين، كنت أقرأ لهم كفتحية العسال، محمد سلماوي، سيد حجاب وغيرهم، وذلك أشعرني بالنجاح. كما قاموا بعمل "مديرية أمن التحرير"؛ حيث أنشئوا حجزا لهؤلاء البلطجية اللذين وصل عددهم 400 شخص في مداخل المترو، وأضاف عبد الرؤوف: أروع لحظات حياتي التي شاهدتها أن طبيبا كان يقطع معطفه شرائط صغيرة كي يستبدلها بالشاش ويستخدمه لعلاج المصابين. ووجه ياسر الهواري تحية إلي ثورة تونس التي قامت وانتفضت وأثارت مشاعر الرجولة في المصريين، وإلي البرادعي الذي قام بعمل حالة من الحراك في مصر، والشهيد خالد سعيد الذي أكمل حالة الفوران في نفوس الشباب، وذكر أنه تم القبض عليهم من قبل المخابرات العسكرية. وأكدت نورهان حفظي أنها لم تكن ناشطة سياسية إلا من حوالي ستة أشهر، وهي طالبة في السنة الثالثة من كلية التجارة، وأضافت أنها خرجت للاحتجاج بسبب شعورها بالإحباط والاكتئاب والمرارة من الواقع الفاسد الذي نعيشه في كل المناخ من حولنا وعدم استجابة الناس لهم. وبدأ الشاعر أحمد دومة أحد شباب الثورة حديثه بقصيدة شعر هي "فيكي أبكي.. ألف عام.. والحكايا مستمرة.. كلما حاولت سرد الحب من عينيك أرجع خائبا وأقول أحوال ربما في ذات نظرة.. لست أدري أي لغة من لغات الكون تبكي أن تعانق منك نظرة أنت لا يكفيك شعري.. أنت تحتاجين ثورة".. وقد فاجأ محمد سلماوي الحضور بمنح كارينه عضوية اتحاد الكتاب بالانتساب إلي أحمد دومة، كما عرضت إحدي الجمعيات الأدبية أن تطبع كتابا عن أشعار دومة علي تكلفتها الخاصة. وأكد الشاعر حزين عمر أن سبباً أساسياً في انتصار هذه الثورة التي ظن أنها لخصت ثورة 1919، و1952معا بل وتجاوزتهما، أنها ثورة المعارك الصغيرة الوثابة المفاجئة، التي كانت تصدم النظام قبل أن يفيق فتقدم له صدمة جديدة، وقال عمر: علينا أن نترجم هذه الثورة إلي سلوك سياسي علي الأرض من خلال أحزاب ديمقراطية بدأت تنشأ بالفعل.