دائما ما يحظي الشرق بسحر خاص ويثير الاهتمام لدي عشاق الفن التشكيلي، خاصة هواة اقتناء لوحات المستشرقين التي أبدعوها خلال رحلاتهم للبحث في جذور هذا السحر، ومن المتوقع ان تجذب لوحة فنية شهيرة تعود للقرن التاسع عشر للفنان المستشرق الفرنسي جان ليون جيروم.. اهتمام العالم في مزاد تقيمه دار كريستي لأعمال الانطباعيين والمستشرقين في القرن التاسع عشر. تصوراللوحة التي أطلق عليها الرسام" سيد كلاب الصيد" جندي احتياط بالامبراطورية العثمانية وكلابه للصيد، ومن المتوقع ان يصل سعر العمل الي مليون دولار امريكي. وتقول ديانا برنهام المتخصصة في فن القرن التاسع عشر في الدار: إن لوحات الفنان تصور موضوعات عربية وشمال افريقية تشهد انتعاشا، مشيرة إلي أن تلك الفئة من اللوحات تشهد حالياً شعبية ورواجًا كبيرين، كما أن لوحات الفنان جيروم تتمتع بإقبال كبير في الوقت الراهن. وذكرت ديانا برنهام أن أعمال فن الاستشراق تحظي بإقبال شديد في سوق الفن بعد انحسار مبيعات فنون البوب آرت والتكعيبية والسريالية، وأشارت إلي أن الخمسين عاماً الماضية كانت إبداعات المستشرقين تعاني من التجاهل للربط بينها في أذهان العالم وبين الميراث الاستعماري للدول الكبري مثل فرنسا وهولندا وبريطانيا، إلا أن الاتجاه الحالي يضعها في مكانتها الحقيقية في تاريخ الفن التشكيلي. ويعد جيروم أحد أبرز الفنانين من المستشرقين الذين رحلوا إلي الشرق العربي والإسلامي خلال القرن التاسع عشر، وتتضمن مجموعة رسوماته لوحات تاريخية والأساطير الأغريقية والشرق. وزار الرسام والنحات الفرنسي المولود عام 1824 تركيا ومنها إلي مصر وآسيا الصغري، وكتب يومياته لرحلاته وقد اتبع أسلوباً خاصاً في أعماله، حيث كان يصور المشاهد التي كان يراها ثم يقوم فيما بعد بتنفيذها في مرسمه كما كان يقوم أيضاً برسم مسودات تخطيطية للآثار التي كان يمر عليها، وقد التقي بالخديو إسماعيل، وعندما عاد إلي باريس أرسل له ألبوماً يتضمن صوراً فوتوغرافية لكل أعماله، ودعي جيروم مع عدد من الفنانين الفرنسيين إلي افتتاح قناة السويس عام 1869وتعرض متاحف عالمية في باريس ومدريد ولوس انجلوس لوحات من إبداع جيروم. يضم المزاد الذي يخصص لأعمال رواد الفن الانطباعي في القرن التاسع عشر قسماً لأعمال الفنانين المستشرقين ومنهما لوحة لمنظر عام في مدينة البندقية قد يتجاوز سعرها 4.5 مليون دولار. يذكر أن مزاداً فنياً مماثلاً أقيم في مدينة لندن في ديسمبر الماضي حقق نحو 48 مليون دولار، وأشارت جورجينا فيلتناش رئيسة قسم مبيعات أعمال اساتذة الفن التشكيلي في دار كريستي.. إلي أنه من اللافت للنظر ان أكثر من ربع المشترين كانوا من خارج الاسواق التقليدية في عالم الفن التشكيلي في اوروبا وامريكا، خاصة من أصول آسيوية. وبوجه عام حققت مبيعات سوق الفن التشكيلي في المزادات العالمية أرقام مبيعات قوية العام الماضي بعد انحسار تأثير الأزمة الاقتصادية التي عاني منها العالم العامين الماضيين، وتقدر دار كريستي اجمالي مبيعاتها العالمية في 2010 بخمسة مليارات دولار وهو رقم قياسي تحققه في عام واحد فقط.