مع اقتراب انتخابات البابوية، أثير الجدل مرة أخرى حول ملف الأساقفة المستبعدين بعد تحقيقات اجريت داخل المجمع المقدس بإشراف الأنبا بيشوى رئيس لجنة المحاكمات الكنسية.. الأساقفة الأربعة هم الأنبا دانيال اسقف سيدنى والأنبا تكلا اسقف دشنا والأنبا امنيوس اسقف الاقصر والأنبا متياس اسقف المحلة.
ويشرفون على اربع ايبراشيات تشارك فى الانتخابات الباباوية ب12 صوتاً من الاراخنة الى جانب وكلاء الشريعة.
ويلقى شعب هؤلاء الإبراشيات باللوم على الأنبا بيشوى الذى تسبب فى إبعادهم عن إبراشيات مما سوف يؤثر على اصواتهم اثناء الانتخابات الباباوية
فشعب كنيسة سيدنى باستراليا الرافض لعودة الأنبا دانيال أصدر بيانًا رسمياً يصف بيشوى ب«الذئب» متهمينه بمساندة الأنبا دانيال ليفلت من المساءلة القانونية فيما نسب اليه من تجاوزات مالية بالإضافة الى الدعوى القضائية التى اقاموها ضده امام المحاكم البريطانية التى انتهت بالصلح بعد ان وجه اتهامات اخلاقية – غير صحيحة– لبعض من شعب الكنيسة.
اما الأنبا تكلا اسقف دشنا الذى اتهم بالتسبب فى رفع قضية على البابا شنودة وتبديد أراض مملوكة للكنيسة، تظاهر شعب الكنيسة للمطالبة بعودة شعبه والتنديد بالأنبا بيشوى مؤكدين ان الاخير هو من قام بتبديد الاراضى التابعة للكنيسة مستغلا ثقة الأنبا تكلا وحسن نيته.
وكل ذلك سيؤدى الى خسارة الأنبا بيشوى 12 صوتا من اراخنة الايبارشية بالاضافة الى عدد من وكلاء الشريعة.
واما عن الأنبا امنيوس فتسبب تشكيل لجنة مكونة من الأنبا يوأنس سكرتير البابا الراحل والأنبا هدرامطران اسوان والأنبا بيمن اسقف نقادة سببا فى موجة غضب بين اهالى الاقصر خاصة مع اهمال اللجنة لمتابعة الابراشية بعد صدور قرار من البابا شنودة بعدم عودة الأنبا امنيوس الى الاقصر مجدداً؛ وبالتالى سيؤثر بالسلب على الاصوات التى يحتاجها الأنبا يوأنس.
وبالنسبة للانبا متياس اسقف المحلة فانه كان ضمن المجموعة التى دعمت الأنبا بفنتيوس ضد سيطرة الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس وبالتالى جاء عزله غير مبرر الا ب«مخالفات عقائدية» وقد طالب شعبه بعودته الى الإبراشية مما سيؤثر فى عدد الاصوات التى يحصدها الأنبا بيشوى.
وكل هذه الاصوات التى لن تدعم الأنبا بيشوى ستتسبب بخسارته حوالى 48 صوتا من الاراخنة بالاضافة الى وكلاء الشريعة لصالح منافسيه من الرهبان والاساقفة المرشحين وخاصة ان معظم شعب الاربع ابراشيات مازالوا على اتصال مع اساقفتهم ويدينون لهم بالولاء.
الأنبا دانيال
بدأت قضية الأنبا دانيال بعد رفع محام لقضية ضده فى المحاكم البريطانية يتهمه فيها بنسب تهم باطلة وسبه لإحدى بنات الكنيسة، مما اضطرها إلى رفع قضية رد شرف وعاد إلى الاسقفية بعد ان تنازلت السيدة عن القضية.
ثم كررها باتهام بافلوس الراهب بدير الأنبا شنودة بسيدنى بنفس التهمة لأن بافلوس كان العقبة الوحيدة لضم الدير لإبراشية سيدنى.
وفى عام 2009 تمت محاكمته بتهم مالية حيث استقبل البابا شنودة الأنبا دانيال أسقف سيدنى وتوابعها بحضور الأنبا بيشوى والأنبا يوأنس والأنبا أرميا.
الا ان القضية عادت للظهور مرة اخرى عندما حاول العودة الابراشية سيدنى مرة اخرى مع بدء الانتخابات الباباوية الا ان أقباط سيدنى كتبوا رسالة إلى الأنبا باخوميوس، تحت عنوان «مات الأسد فخرجت الذئاب من جحورها تعوى»، يدينون فيها الاصرار على عودة الأنبا دانيال ، الذى استبعده البابا شنودة.
وقالت الرسالة «مات الأسد الذى كانت تخشاه كل الأسود وتعمل له ألف حساب، كان يعلم أنه فى مستوى المسئولية فكان يعطى كل ذى حق حقه ولم يتهاون فى عقاب من يهمل فى واجبه ولكن بدون قسوة».
وأشارت إلى أنه عندما تهاون بعض الأساقفة فى أداء واجبهم لم يتردد لحظة واحدة فى إقصائهم عن إبراشياتهم وكان أسقف سيدنى واحدا منهم وبقى بعيدا عن أسقفيته أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، ولو طال الأجل بقداسته لبقى أسقف سيدنى مبعدا.
وتساءلوا «لماذا لم يتم التحقيق مع الأسقف فى هذه الأخطاء؟»؛ وكانت الإجابة «لأن قداسة البابا أمر بتشكيل لجنة للتحقيق برئاسة الأنبا بيشوى، ولأن الأنبا بيشوى كان طرفا فى إحدى هذه القضايا فأصبح الأنبا بيشوى مدافعا قويا للأنبا دانيال أسقف سيدنى المستبعد». الأنبا تكلا
تم ابعاد الأنبا تكلا منذ عام 2002 من الإبراشية وتحديد إقامته فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون ومنعه من حضور القداس، حيث السبب الذى تم إعلانه من خلال مجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة هو أن الأنبا تكلا «شوه صورة الكنيسة عن طريق تسببه فى إقامة دعوى قضائية ضد البابا شنودة من بعض المسلمين لاسترداد أموالهم».
فى حين اكد اهالى دشنا أنه لم يكن السبب فى إقامة الدعوى القضائية ولكن الذى تسبب فى ذلك هو الأنبا بيشوى سكرتير المجمع، وأن الأزمة تستوجب أن يتم استبعاده من الدير بتهمة تدبير أموال المطرانية وبيع 5 أفدنة من أرض مملوكة ل 3 إبراشيات غير إبراشية دشنا وجمعية خيرية رغم أنه لم يبع سوى ثلث فدان أنفقها على المطرانية، وتم تصعيد المشكلة بعد شكوى أساقفة الإبراشيات الأخرى بدعوى حقهم فى الأرض.
وأصر البابا شنودة على عدم فتح الموضوع، رغم ما يفعله أقباط دشنا وأنه لن يوافق على عودة الأنبا تكلا إلى الأسقفية مرة أخري، وقال: «إن خطأ الأنبا تكلا يكمن فى أنه لم يستأذن البابا شنودة عند إقدامه على البيع وإنفاق المبلغ، وهو ما يغضب البابا كثيرا».
وتعود قصة الأنبا تكلا إلى 1986 حينما جلس مع البابا فى المقر البابوى لمدة 25 دقيقة خرج بعدها ليجد الأساقفة والكهنة يهنئونه لرسامته أسقفا على دشنا التى لا يعلم عنها شيئا وبعد 5 شهور سافر إلى دشنا ليجلس على كرسى المطرانية، وبعد فترة وجيزة وجد مجموعة من العلمانيين يريدون التحكم فى كل شيء داخل المطرانية، وكان شعب دشنا رفعوا لافتات وارتداء تى شيرتات تحمل صورته للتعبير عن حبهم له، وبعد وفاة البابا شنودة التقى وفد أقباط دشنا، الأنبا بيشوى داخل المقر البابوى، أبدى لهم عدم ممانعته فى عودة الأنبا تكلا، وأكد أن الأمر فى يد لجنة الإيبارشيات، مما دفع الوفد للتجمهر أمام أبواب المقر للمطالبة بمقابلة القائم مقام البابا الذى لم يكن موجوداً، وأغلق الأمن الأبواب مما أدى لحدوث مشادات كلامية، لينتهى الأمر بتشكيل وفد من المتظاهرين لمقابلة القمص مكارى حبيب سكرتير القائم مقام، الذى وافق بدوره على عرض أمر الأساقفة المستبعدين على المجمع المقدس.
الأنبا متياس
استقال الأنبا متياس فى عام 2005 من أسقفية المحلة الكبرى قبل أن تقيله لجنة المحاكمات حيث وصل عدد التهم التى وجهت اليه إلى 25 تهمة أهمها التقرب للبروتستانت والكاثوليك، وعدم حضوره لجلسات المجمع المقدس من 1993- 1998 ومقاطعة البابا شنودة والسفر للولايات المتحدة دون علمه.
واعتبر اهالى المحلة ان ما حدث مع اسقفهم جزء من حرب الأنبا بيشوى وخاصة بعد ان فاجأ سكرتير المجمع المقدس طلاب الكلية الإكليريكية فرع المحلة بتوزيع مضبطة جلسة محاكمة الأنبا متياس ومذاكرتها تمهيداً لامتحانهم فيها، وجاء بها أنه استخف بصور القديسين وبالكتاب المقدس وانتقد منع المرأة من دخول الكنيسة، إضافة إلى ما نسبته المضبطة لمتياس من القول بأن «البركة لا تؤخذ من الأب الأسقف أو الأب الكاهن، ولكنها تؤخذ من مصدرها وهو الله وأنه لا توجد معجزات على يد الآباء لأن البركة مش تيار كهرباء بيتنقل».
الأنبا امنيوس
صدر قرار بعزل الأنبا امنيوس اسقف الاقصر بخط وتوقيع البابا شنودة فى يونيو 2000، ليعود لحياة التوحد بمغارة جبلية متاخمة لدير الأنبا بيشوى، ووصف اهالى الاقصر وقتها قرار المجمع المقدس ب»الصاعقة» نظرا لقسوة بنوده والتى تضمنت وقف نيافة الأنبا أمنيوس أسقف الأقصر عن عمل الأسقفية وعودته الى ديره ومنعه من الذهاب الى الأقصر وندب نائب بابوى لإدارة الإبراشية، وتشكيل لجنة من أصحاب النيافة الأنبا هدرا والأنبا بولا والأنبا بيمن والأنبا يؤانس السكرتير الخاص للبابا لاستلام مطرانية الأقصر وكل العهد الموجودة بها مع جردها واتخاذ كل الإجراءات الرسمية اللازمة وتقديم تقرير.
والملاحظات العامة على هذا القرار أنه لم يشر من بعيد أو من قريب إلى أسباب محددة دفعت المجمع المقدس لاتخاذ هذا القرار كما لم يشر أيضا من قريب أو من بعيد للمرجعية الكنسية وقانون الكنيسة والمواد الخاصة بحالات استبعاد الأساقفة وتحديدا قوانين الكنيسة التى استند عليها فى إيقاف الأنبا.
وأعرب أقباط الاقصر عن غضبهم حيال استبعاد أسقفهم وارتدوا الملابس السوداء وكأنهم فى حداد رسمى وعلقت الشارات والأقمشة السوداء على المنازل.
وكان أقباط الأقصر وإسنا وأرمنت ارسلوا مذكرة إلى الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريركى لمطالبته برفع الإيقاف عن الأنبا أمنيوس أسقف الأقصر الذى تم وقفه وعودته لدير الأنبا بيشوى منذ 12 عاما بقرار من المجمع المقدس وذكر الأقباط فى المذكرة «أن أقباط الأقصر يعانون من غياب راع لهم منذ عام 2000 فرغم وجود لجنة بابوية للإشراف على الإيبارشية إلا أن هذه اللجنة لا تكفى للاهتمام بهم فى ظل غياب الراعى» مطالبين برفع الإيقاف عنه والاكتفاء بما قضاه فى وحدته بدير الأنبا بيشوى ويثقون أن تصرفاته التى اتهم بها ناتجة عن حرصه على تنفيذ تعاليم الإنجيل.