قال «إيهاب خورشيد» مخرج فيلم «حكاية ماندى» فى تصريح خاص لروزاليوسف أن الرقابة المركزية للأمن القومى طالبت بتعديل 36 مشهدًا من بين 180 مشهدًا من سيناريو فيلم «حكاية مادنى» والذى كتبت قصته «اعتماد خورشيد». مؤكدًا أن جهاز الأمن القومى حدد سبع ملاحظات، وضعتها الرقابة على السيناريو، حيث طالبت بتصحيح معلومة أن جمال عبدالناصر هو المؤسس الحقيقى لجهاز المخابرات المصرية، وليس اقتراحًا أمريكيا، وأن الإيحاء بأن شخصية «محسن صقر» من خيال المؤلفة، هو شخصية صلاح نصر، رئيس جهاز المخابرات المصرية، والذى كان مجندًا لحساب المخابرات الأمريكية والتى كانت السبب وراء قوته.
ومن أبرز الملاحظات التى أوردها جهاز الرقابة، وهى أن سيناريو الفيلم كان يصور جهاز المخابرات العامة بأنه كان يضم عصابة متوحشة، مهمتها ترويع وتعذيب وقتل وإهانة كرامة المواطنين المصريين، كذلك الإصرار على إظهار تشغيل نساء المخابرات العامة مندوبات لجمع معلومات من المصادر والأهداف، بالإضافة إلى ذكر أن المخابرات لها يد فى قتل الملك فاروق، وأن رئيس الجمهورية كان يلجأ دومًا لقراءة الطالع لدى المنجمين، وأخيرًا الإساءة إلى القوات المسلحة وعدم الإشادة بها.
وأكد «إيهاب خورشيد» - مخرج الفيلم - أنه يبحث حاليًا مع كاتب السيناريو «أحمد عيسى» إمكانية تعديل هذه المشاهد، وأنه قد يضطر إلى حذفها طالما لا تؤثر على المستوى الدرامى للسيناريو، ويأتى ذلك بناءً على ملاحظات وتعليمات جهاز الرقابة المركزية، لكى يخرج الفيلم للنور.
وأوضح خورشيد أنه لا يقصد المساس بجهاز المخابرات المصرية، ولن يقدم إساءة لأى من شخصيات، صلاح نصر وصفوت الشريف، فالفيلم لا يتحدث عن شخصيات بعينها، لكن يقوم بالتركيز على رجال كانوا فاسدين فى فترة الستينيات من حياة مصر.
وكانت الرقابة على المصنفات الفنية قد أحالت سيناريو الفيلم إلى الجهات الأمنية، للبت فيه. وقد حصلت روزاليوسف على مشهدين من بين 36 مشهدًا يقوم فيه رجال المخابرات المصرية بتعذيب المواطنين المصريين المعتقلين سياسيًا، والواضح فى مشهد 117 وهو غرفة الغلاية التى يتم التعذيب بها: (تقف مادى وتحاول رؤية المكان رغم الضوء الخافت.. وترى أجسادًا معلقة وحوضا به سائل مقزز وأجسادًا معلقة فى انتظار التخلص منها بالكيماوى)، وهناك مشهد 79 والذى يدور داخل مصعد فى مبنى جهة سيادية، حيث يعطى فيه أحد رجال المخابرات تعليمات بخصوص المعتقلين.
سيد خطاب، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، أكد أن الرقابة تسلمت معالجة أولى من الفيلم منذ عدة أشهر، وكان قد طلب باستدعاء اعتماد خورشيد - مؤلفة الفيلم - لمناقشتها فى بعض المشاهد، خاصة أن هناك شخصيات متطابقة تمامًا مع شخصيات سياسية ومهمة لاتزال على قيد الحياة.
من ناحيتها أكدت «اعتماد خورشيد» أنها لن تتحدث عن فضائح رجال الدولة، لكنها سوف تقدم قصة حياتها، والقهر الذى تعرضت له من جانب «صلاح نصر» أحد قادة رجال المخابرات المصرية، والذى أجبرها على طلاقها من زوجها السابق أحمد خورشيد ليتزوجها، مشيرة إلى أنها لن تقوم بالسب والتجريح، لكنها سوف تقدم قصة حياتها الحقيقية وعلاقتها مع كبار رجال الدولة، منذ بداية الستينيات وتحديدًا عقب ثورة 1952. وسيشهد الفيلم ظهور الموسيقار عمر خورشيد أثناء فترة شبابه، وكيفية تصفيته من جانب صفوت الشريف، وذلك للتخلص منه بعد أن تدخل عمر فى الثمانينيات ليحمى السندريلا سعاد حسنى من سطوة وجبرت صفوت، ولم يكن أمام صفوت سوى افتعال شائعة تقول أن هناك علاقة بين زوجة الرئيس جيهان السادات والموسيقار عمر خورشيد وهو ما كان خطأ، وتم التخلص منه من جانب بعض الجهات الأمنية.
وفيلم «حكاية مادنى» سيكون إنتاج مشترك بين مصر وانجلترا، بمشاركة مجموعة من رجال الأعمال فى السعودية والكويت، وذلك بميزانية مفتوحة تبدأ من 15 مليون جنيه. ومن المفترض أن يبدأ التصوير فى ديسمبر المقبل فى مصر، لكن فى حالة رفض الرقابة منحه الموافقة، فسوف يتم تصويره فى تركيا أو بولندا وأوكرانيا.