انغمرت غالبية الجزر النيلية بمياه الفيضان مما تسبب في خسائر للمزارعين وغرق لمنشآت في حرم النيل وذلك بحسب تقرير تلقاه وزير الموارد المائية والري د. محمد بهاء الدين قبل مغادرته القاهرة للمشاركة في تشييع جنازة رئيس الوزراء الاثيوبي الراحل ميليس زيناوي ضمن الوفد المصري رفيع المستوي. فيما واصل منسوب النيل أمس ارتفاعه متأثرا بفيضانات الهضبة الاثيوبية وسجل 171متراً ، و47 سنتيمترا أمام السد العالي بفارق 11 سنتيمترا عن منسوب أمس الأول، و25 سنتيمترا عن منسوب الاربعاء. وقررت وزارة الموارد المائية والري تخيفض المنصرف إلي النيل من مياه الفيضان الي 215 مليون متر مكعب بدلا من 225، وحجز كميات أكبر من المياه ببحيرة ناصر وذلك بعد تعرض عدد كبير من الجزر النيلية للغرق، ولتوفير هذه المياه كمخزون استراتيجي بالبحيرة خاصة مع انخفاض مستويات المياه علي مدار العام الماضي نتيجة السحب من مياهها خلال فترة الشح المائي التي تعرضت لها البلاد في فصل الشتاء. وبلغ الإيراد الواصل للبحيرة: 710 ملايين متر مكعب من المياه أمس ، فيما تم تخزين 850 مليون متر مكعب أمس الأول، وبحسب ما سجلته المناسيب علي طول مجري النيل فإن منسوب المياه أمام السد العالي ارتفع خلال ال23 يوما الماضية بزيادة 3 أمتار، فيما بلغ ما تم تخزينه من مياه بالبحيرة خلال ذات الفترة حوالي 10 مليارات متر مكعب من المياه. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس هيئة السد العالي وخزان أسوان المهندس نجيب عدلي انه لا نية حتي الآن لفتح مفيض توشكي لتصريف مياه الفيضان وأن البرنامج المتبع حاليا للمنصرف من خلف السد العالي، وبرامج التخزين ببحيرة ناصر ما زالت قادرة علي إدارة موسم الفيضان، وانه لن يتم اللجوء لفتح المفيض إلا كخيار أخير بعد وصول مستويات التخزين ببحيرة ناصر إلي السعة المطلوبة. وطمأن رئيس هيئة السد العالي بأنه لا يوجد أي مخاوف علي البلاد من فيضان هذا العام مع وجود السد العالي الذي مازال يواصل جهوده في حماية البلاد من مثل هذه المخاطر أو مخاطر الجفاف . ومن جانب آخر تواصل مياه الفيضان الاثيوبي والسيول اغراقها للقري السودانية في موجة عنيفة لم تشهدها السودان منذ 40 عاما بحسب التقارير الرسمية، والتي تسببت في اغراق قري ريفي خشم القربة بولاية كسلا، ودمار «3» آلاف منزل وتشريد اكثر من «15» ألف مواطن. وأعلنت اللجنة العليا للفيضان بالخرطوم، ان المناسيب عند الخرطوم وصلت الي مرحلة حرجة مؤكدة انها ستواصل الارتفاع في جميع الأحباس وفقا للبيانات الواردة من المحطات الرئيسية وصور الاقمار الاصطناعية التي تشير الي وجود سحب ممطرة في الهضبة الإثيوبية. وارتفع منسوب النيل أمس، عند محطة الديم بالخرطوم وسجل 13.02 متر مقارنة بمنسوب الاثنين 12.36 متر وسجل لنفس اليوم عام 1988م «فيضان قياسي» 12.42 متر كما ارتفع المنسوب عند محطة مروي ، مسجلاً 21.20 متر مقارنة بيوم السبت والذي سجل 20.82 متر.