فتاة في أوائل الثلاثينيات من العمر ارتبط اسمها بالعديد من الجمعيات التطوعية وعدة ملتقيات في ساقية الصاوي تهوي العمل التطوعي والتنموي يكمن شغلها في تربية الأطفال وبناء عقولهم بطريقة علمية صحيحة مستغلة تجاربها المبتكرة. إنها «رحاب الطحان» تخرجت في كلية الاقتصاد المنزلي قسم تربوي بدأت حياتها العملية بعدة مشاريع منها التدريس كمدرسة كمبيوتر وعلوم بمدرسة ابتدائي ثم دخلت تجربة جديدة وهي بنت ال19 عاماً بإنشاء مشروع مكتبة صغيرة لخدمات الكمبيوتر والترجمة في عام 1999 من خلال قرض صغير من البنك وأصبحت أول مدربة في مدينتها المنوفية اخترقت جميع المنازل لتدريب الراغبين بعلوم الكمبيوتر وبمجرد انضمامها للحزب الوطني قامت بتشكيل اللجنة الأولي للفتيات لتنظيم ورش عمل تدريبية وتقديم قروض للخريجين ثم توالت خدماتها بتقديم دروس تقوية في عدد كبير من الجمعيات منها جمعية رسالة وصحبة الخير وسنابل الخير ونهر الحياة. ارتبط اسم رحاب بمنطقة «أبورجيلة» والتي يعيش بها أكثر من خمسة وثلاثين ألف نسمة وتمثل أحد أكثر المناطق عشوائية في محافظة القاهرة ينقصها العديد من الخدمات لمست بنفسها آلام السكان عندما انتقلت هي وأسرتها إلي المنطقة برغبتها باعتبارها «المشرف المقيم». وبمساعدة فريق من المتطوعين استطاعت إنشاء عدة مشروعات خدمية منها مركز التدريب المهني ومركز لرعاية الطفل وتدوير مخلفات المنازل ونادي العلوم بالإضافة إلي مشروعات أخري بأيدي سكان المنطقة من خلال تجربة بنك الفقراء الذي أسسه الدكتور «محمد يونس» في بنجلاديش حيث تحصل كل أسرة بالمنطقة علي 300 جنيه كقرض حسن يتم رده من حصيلة أرباح المشاريع التي يتم إنشاؤها مثل تربية الأرانب والطيور أو صنع المربات والمخللات. لم تتوقف مشاركاتها إلي هذا الحد بل أسست رحاب «فصل الحب» وهو نشاط تربوي خاص بالأطفال تحت سن 16 سنة بغرض نشر أساسيات محبة وقبول الآخر ومعالجة الأزمات النفسية والأسرية لديهم في الإجازة الصيفية لتعريف الأطفال معني الحب وصوره وأشهر قصصه ثم تطورت التجربة إلي ورشة تدريبية لأطفال بساقية الصاوي وهي بعنوان «سيبوني أفكر» من خلال مجموعة ألعاب تركز علي تنمية ذكاء الأطفال وحل مشكلاتهم وتدعيم العمل الجماعي بالإضافة إلي مقابلات شهرية لمنتدي فتكات بغرض التعارف وتبادل الخبرة وطرح أفكار للعمل التطوعي واحتكاك الأطفال مع بعضهم وتنظيم حفلات للفرح الجماعي وكذلك إعداد حفلات «سندريلا» للبنات بغرض تكريم المتميزات في مختلف المجالات بالإضافة إلي محاضرات للاهتمام بشخصيتها وملابسها وتعاملاتها وجميع شئونها. شاركت في العديد من الأنشطة منها ندوات «عام الكرامة» منها كرامة الطفل في العشوائيات وصرخة طفل الشارع وكرامة ذوي الاحتياجات الخاصة وقامت بتنظيم عدد من معارض التوظيف بالتعاون مع مدربين متخصصين ومشاركة بعض الشركات الراغبة في طلب وظائف فضلا عن ملتقي آخر للجمعيات الخيرية بغرض التعرف علي أنشطة وبرامج الجمعية وتسويق منتجاتها وجذب متطوعين كما خاضت تجربة الإذاعة من خلال برنامجين براديو حريتنا وهما «بنات أون لاين» و«شغلونا بقا». تلجأ رحاب أحيانا إلي «الحيلة» لتنفيذ مشروعاتها الخيرية والتطوعية في مواجهة أعداء النجاح تدخل معهم في تحد لإثبات جدية أفكارها الخدمية ولكن يقابلها بعض المعوقات أبرزها نقص الموارد المالية والمتطوعين وخاصة في إعداد معارض توظيف للشباب والتي تتطلب مبالغ مالية كبيرة تفوق قدرتها. تحلم رحاب بمؤسسة تعليمية تحمل اسم «أجيال رحاب الطحان» لترسيخ منهج تربوي وتعليمي صحيح لأطفال غير القادرين ومعاملتهم معاملة خاصة في ظل تواجد أعداد كبيرة من غير المؤهلين تربويا لتقويم تلك الفئة في المدارس الداخلية بجانب نادي «أجيال» تبادل الأنشطة بين جميع فئات المجتمع مع بعضهم بداية من الأطفال والشباب وكذلك المسنون.