لا يعلو صوت علي صوت مباراة الأهلي مع الترجي في تونس. لقاء شديد الاثارة والندية، ولا أحد يستطيع أن يتكهن به، أو بنتيجته، لأن الفريقين كبيران ويزخران بالنجوم المشاهير الذين يتمتعون بالخبرة العالية. ربما كانت الأحداث الدرامية التي شهدها الاستاد في لقاء الذهاب سببا في التهاب الأعصاب في بعض الأوساط الاعلامية والجماهيرية.. ولكن الحمد لله أنه تم السيطرة علي الموقف أسرع مما كان متوقعا بفضل التناول العقلي المتزن علي الصعيدين الرسمي والأهلي. والمؤكد أن الاشقاء في تونس يستحقون كل التقدير والاحترام لأنهم اعترفوا بخطأ أو أخطاء مواطنيهم الجسيمة داخل مدرجات استاد القاهرة، ولم يكتفوا بالاعتذار، وانما أعلنوا رغبتهم الأكيدة في أن ينال هؤلاء الخارجون عن الأصول والتقاليد العقاب المناسب. لقد كان يمكن أن تتفاقم الأزمة إذا ركب العناد في »دماغ« هذا الطرف أو ذاك.. ولعل تعامل قوات الأمن مع الحادثة في المدرجات باستخدام صوت العقل، كان أحد مصادر الاحراج الذي تعرض له الأشقاء في تونس.. فقد كان من الممكن ذبح المتهورين في الحال بعد اعتداءاتهم الوحشية وتحطيمهم لمرافق الاستاد.. ولكن روعي أنهم ضيوف، فتم القبض عليهم.. وتجري الآن محاكمتهم. علي كل الأحوال.. مرت الأزمة سريعا وهي التي كان يمكن أن تتحول إلي كارثة إذا لم يتم ابعاد الجماهير المصرية عن مشجعي تونس.. إذ أنه كان يمكن أن يتحول المشهد إلي مجزرة. التحية واجبة للأصوات العاقلة التي تعاملت مع واحدة من أصعب المواقف، لاسيما أنه مازال عالقا في الأذهان أحداث مباراتي مصر والجزائر.. في القاهرة وأم درمان. وأري.. أن الاعلام الرياضي هذه المرة تعامل مع الحالة بكثير من المنطق.. وللحق كان الشارع التونسي.. الرسمي والأهلي والاعلامي علي المستوي المتحضر الذي لم يدع فرصة غضب واحدة بين الأسرة المصرية. هذه هي الرياضة.. وهذا هو حال المدرجات علي كل الأصعدة.. ولكن ينبغي من الآن فصاعدا التصدي لكل من يخرج عن النظام بكل قوة وشراسة. وإذا كانت هذه هي الروح التونسية المحترمة.. خاصة انه لم تحدث أي أحداث أو اعتداءات سابقة من أي نوع في اللقاءات المصرية - التونسية، باستثناء سخونة الملاعب التقليدية، فإنه لا خوف اذن علي الأهلي في تونس علي الاطلاق. المؤكد أن الأهلي سينال كل التقدير والاحترام وستخرج المباراة المرتقبة نظيفة.. ليفوز بها من يستحق، وليفوز الفائز باللقب الأفريقي الذي سيكون جديرا به. ❊❊❊ فترة التوقف الحالية في الدوري ضارة لكثير من فرق الأندية، ولكنها مفيدة جدا للحكام الذين يتوقع أن يكونوا هذا العام أفضل من الموسم الماضي. فتحي سند