رغم الضجيج المصحوب بالصوت العالي عن المنافسة الساخنة علي قمة الدوري بين الأهلي والزمالك والبيانات المتبادلة والتصريحات النارية من الطرفين إلا أن المعركة الأخري الأصعب والأكثر سخونة ستظل معركة الفرصة التي يبحث عنها ستة أندية من أجل الهروب الكبير من الهبوط والبقاء بالدوري الممتاز. ستة فرق كل منها مازال موقفه بين البقاء والهبوط مع تفاوت درجة المخاطر من فريق إلي آخر بسبب نقطة أو نتيجة مواجهات مباشرة لكن في النهاية الأندية الستة لديها حظوظ كبيرة في الهروب من الهبوط كما أنها جميعا ليست في مأمن من الهبوط. وبالترتيب فأن الأندية المتنافسة علي البقاء هي بتروجت أقرب المرشحين للهبوط يليه حرس الحدود ثم الاتحاد السكندري يليه الإنتاج الحربي ووادي دجلة والجونة. وما زاد من صعوبة الأمر أن ثلاثة فرق هي الإنتاج الحربي والجونة وحرس الحدود لها مباريات مؤجلة مع الزمالك وبالتالي فهي ترفض أن تلعب مبارياتها إلا بالترتيب الموضوع في الجدول دون تقديم أو تأخير. تحولت "الفرصة الأخيرة" للبقاء إلي أزمة كبيرة تشابكت أطرافها وتعقدت خيوطها وفشل اتحاد الكرة حتي الآن في إيجاد حل لها. ومع تفاقم الأزمة تم تشكيل لجنة "هلامية" برئاسة أحمد شوبير نائب رئيس اللجنة لكنها بدلا من حل الأزمة قامت بتعقيدها وعندما فشلت القت بالكرة في ملعب مجلس إدارة الجبلاية ليبحث عن حل للخروج من الورطة. قبل ان يحل موعد سحور الجبلاية في اجتماعهم مساء الاثنين ستكون أزمة موعد انتهاء الدوري قد انتهت تماما بحل يرضي جميع الأطراف وخاصة الأهلي الذي يرفض استكمال المسابقة الي ما بعد انتهاء أمم افريقيا. وبات أمام الجبلاية سيناريو وحيد لانهاء الأزمة التي تسببت فيها مجاملات هاني أبوريدة رئيس الاتحاد عندما كان يوافق شفويا لرئيس الزمالك علي تأجيل مبارياته واحدة تلو الأخري سواء كانت هناكم حاجة للتأجيل أو عدم وجود حاجة ولكن للتعاطف مع الزمالك وخوفا من غضب رئيسه!! واكتشف أبوريدة ان لجنة شوبير بدلا من أن تضع حلولا للأزمة قامت بتعقيد الموضوع لتعود الكرة مرة اخري الي ملعب أبوريدة الذي قرر دعوة مجلس ادارته بالكامل للاجتماع اليوم "الاثنين" 27 مايو لاتخاذ القرار النهائي. وشدد أبوريدة علي جميع الأعضاء بضرورة الحضور مؤكدا انه لن يسمح بتغيب عضو واحد مهما كانت الأسباب حتي يصدر القرار بالاجماع!! الاستعانة بصديق وجد أبوريدة أن الخروج من المأزق لن يتحقق الا بالحل الوحيد الذي طرحه الأهلي وهو انهاء الدوري قبل انطلاق أمم أفريقيا خاصة وان الأهلي كان معه كل الحق في تهديده بالانسحاب خاصة وان مواعيد القيد الافريقي وتحديد الأندية التي تشارك في البطولات الافريقية أمر لابد وان يتم قبل انتهاء يوليو. لجأ أبوريدة الي صديقة ايهاب لهيطة مدير المنتخب الوطني من أجل اقناع المكسيكي خافير اجيري بترك لاعبي الأهلي والزمالك حتي يوم 12 يونيو لمنح الزمالك من خوض مبارياته المؤجلة وبالتالي تقام اخر مباراة في الدوري يوم 11 أو 12 يونيو والتي سيعقبها مباشرة مباراة منتخب مصر مع غينيا المقرر لها 13 يونيو والتي من الممكن ان يخوضها لمنتخب بالمحترفين وباقي اللاعبين من الأندية الأخري باستثناء لاعبي الأهلي والزمالك الثمانية. تجربة المغرب ووضع لهيطة أمام اجيري تجربة لمغرب وتونس والتي لن ينضم لاعبوهم الي المنتخب الا يوم 15 يونيو لارتباطهم بمباريات مؤجلة بسبب البطولات الافريقية مثل الزمالك تماما. ووافق اجيري علي السيناريو مرغما علي ان يبدأ معسكر المنتخب في موعده يوم 6 يونيو بالمحترفين ولاعبي بيراميدز وسموحة ثم ينضم الباقون تباعا بمجرد انتهاء مبارياتهم في الدوري. اقناع الزمالك السيناريو الذي وضعه أبوريدة لحل الأزمة واجه معارضة شديدة من جانب الزمالك بسبب خوض مباراة كل ثلاثة أيام وهو ما يضع علي لاعبيه اجهادا كبيرا وارهاقا لكن أبوريدة عاد الي دفاتره القديمة واخرج منها الخطابات التي سبق ان ارسلها رئيس الزمالك والتي يتعهد فيها بخوض مؤجلاته بواقع مباراة كل 3 أيام اذا تم تأجيل مباراة الانتاج الحربي. مباركة أمنية السيناريو الأخير عرضه أبوريدة علي الجهات المعنية والتي سعت الي نزع فتيل الأزمة خوفا من تنفيذ الأهلي لتهديده والانسحاب من بطولة الدوري..