كما فعلت الادارة الامريكية في عهد الرئيس السابق بوش الابن يوم 11 سبتمبر 1002 فعلت الجزيرة القطرية يوم 11 يونيو 0102. فبعد ضرب برجي التجارة العالمي بدقائق اتهمت الادارة الامريكية القاعدة بتدبير الحادث.. كانت الجزيرة القطرية تتهم ادارة النيل سات بأنه السبب في التشويش علي ارسال مباراة افتتاح كأس العالم. خرجت الاتهامات من مقدمي الاستديو وفي بيانات اذاعتها القناة.. وكان واضحا ان لدي هشام الخلعي مقدم مباراة الافتتاح تعليمات مسبقة من ناصر الخليفي مدير قناة الجزيرة بانه يتحدث في هذا الموضوع بحدة ويتطاول علي الشركة الاعلامية المصرية من دون أي تحقيق أو انتظار حتي ولو لدقائق لاستيضاح الحقائق. تعليمات مسبقة الذين يعملون في الجزيرة أو في العديد من وسائل الاعلام القطرية يعرفون ان هناك أمورا كثيرة لايجوز لأي اعلامي الحديث فيها الا اذا كان لديه توجيه، ومن الواضح ان الجزيرة والعاملين فيها كانت لديهم توجيهات مسبقة حتي قبل ان تبدأ المباراة الافتتاحية للمونديال، فلم ينتظروا ان يتلقوا تعليمات بكيفية تناول الحدث كما هي العادة وانما انطلقوا فورا في توجيه الاتهامات! هذا الموقف المحير من جانب ادارة الجزيرة الرياضية كشفت الأيام التالية لافتتاح المونديال عن الكثير من خباياه وأسراره وان هناك دلائل لأن الجزيرة قد تكون هي الأخري متورطة في هذه القضية.. وانها كانت تعرف هذا التشويش سيحدث، أو علي الأقل تتوقعه. القمر الصناعي القطري التسرع في القاء الاتهام.. والسرعة في اطلاق باقات اخري علي اقمار أخري بعد دقائق من حدوث التشويش.. من العوامل التي تؤكد ان ادارة الجزيرة ضالعة في هذه الواقعة. قد يتصور البعض ان هذا ضرب من الخيال وان الجزيرة لا يمكن ان تكون لها أي علاقة بهذا الأمر، ولكن ربط الواقعة بالعلاقات المصرية القطرية وما تشهده من توتر وترصد من الجانب القطري والربط من جانب اخر مع استعداد قطر لاطلاق القمر الصناعي (سهيل) الذي سيبدأ عمله في بداية عام 2102 يؤكد ان استهداف المنظومة الاعلامية المصرية التي تحظي بثقة وتحقق نجاحا في مجال البث الفضائي احد اهم الدوافع وراء الشبهات التي تحوم حول هذه الشبكة في مشاركتها أو اضطلاعها في هذا الأمر. أما اختيارها لكأس العالم والتي تنقله حصريا علي شبكة الجزيرة الرياضية فلا يخفي علي الكثيرين انه يستهدف تحقيق أعلي درجة من التأثير لأن افتتاح المونديال يحظي باهتمام عال وأكبر نسبة مشاهدة، كما انها ستكون طرفا في القضية وتستطيع توجيه الرأي العام من خلال برامجها واستديوهاتها نحو أهدافها المحددة سلفا.. ولكي يقال انها كشبكة لا يمكن ان تشارك في عمل يعرضها للضرر. عدة اضرار اما الجانب المصري فقد تعرض للضرر عدة مرات فبخلاف التشويش الذي يستهدف التأثير علي سمعة القمر الصناعي المصري الذي يجتذب ما يزيد علي 56٪ من نسبة القنوات الفضائية التي تبث برامجها من خلاله، وتتطلع قطر لأن يسحب القمر الصناعي »سهيل« البساط منه فان الضرر الأكبر كان في الاخلال بشروط التعاقد علي بث 22 مباراة من بطولة كأس العالم عبر القنوات الأرضية المصرية. كانت بداية الاتفاق مع شبكة »ايه ار تي« السعودية التي كانت تمتلك حقوق نقل المونديال فلما باعت حقوقها للشبكة القطرية، كان التعاقد علي أساس ان مباريات كأس العالم ال46 ستنقل حصريا علي قنوات الجزيرة الفضائية المشفرة واذا بها تنقل المباريات المباعة للتليفزيون المصري علي قنواتها المفتوحة وهو اخلال مزدوج من جانب الشبكة القطرية الأول مع الجانب المصري المتعاقد علي انه سيقدم لمشاهديه مباريات لن يراها الا مشفرة والثاني مع عملاء الجزيرة انفسهم الذين دفعوا ما بين 001 إلي 021 دولارا لمشاهدة مباريات كأس العالم علي القنوات المشفرة فاذا بالقناة تمنح الحقوق التي اشتروها للملايين الذين لم يدفعوا اي شيء.. وهو مخالفة كبيرة، لان القناة بعد بيع البطاقة المشفرة أصبحت لا تملك وحدها حقوق المباريات. عدم التفريط في الحقوق لم يعد بعد كل هذه المخالفات حل لدي المهندس اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون وقيادات الاعلام المصري الا اقامة الدعوي القضائية واللجوء الي التحكيم الدولي. معركة قضائية فرضت علي الاعلام المصري وكان لابد ان يخوضها لانها لاتستهدف فقط التجاوز في حقوق اشتراها التليفزيون المصري ولكنها تستهدف التشويش علي سمعة مصر الاعلامية حاليا وفي المستقبل، ولم يعد من الممكن التهاون في الدفاع عن هذه الحقوق.