لم أشعر بهذا الحزن العميق لعدم تأهل منتخب مصر لكرة القدم الي مونديال جنوب افريقيا الا عندما شاهدت »بالصدفة« تقريرا اخباريا مصورا عن الفرق المشاركة في كأس العالم التي افتتحت منذ أيام بثته العديد من القنوات الفضائية.. ورأيت من بين هذه الفرق منتخب الجزائر ولاعبيه يتدربون في جنوب افريقيا. فعلا شعرت بحزن وشجن لغياب منتخب مصر.. حقيقي لم أحزن هذا الحزن عند خروج المنتخب من التصفيات بعد موقعة أم درمان.. ولكن اليوم وأنا أتابع هذا العرس العالمي.. وأتذكر أن هناك أكثر من ملياري شخص حول العالم يتابعونه مثلي.. وأري هذا الاحتفال والكرنفالات والمتابعات والدعاية والتسويق بكل ما هو في هذا المونديال.. يزداد حزني لأن منتخب مصر كان يستحق أن يكون وسط هذه الكوكبة من نجوم العالم.. فهو لا يقل عنهم.. كما أن الدعاية التي كان سيحصل عليها هذا الفريق ونجومه تساوي الكثير من وسائل الاعلام العالمية. صحيح أن هناك منتخبات عديدة لم تتأهل.. وصحيح أن الحلم ضاع منذ ما يقرب من ثمانية أشهر.. وصحيح أن المنتخب المصري فاز بكأس افريقيا للمرة الثالثة علي التوالي وهزم الجزائر 4/صفر.. إلا أن كل هذا لا يمسح الحزن الذي يؤلمني كلما شاهدت المونديال بدون منتخب مصر.. لأن التواجد في هذا المحفل العالمي الرهيب الذي تتابعه أنظار العالم.. ويبحث المشجعون في كل أنحاء العالم عن معلومات عن الفرق المشاركة خاصة الشباب منهم.. مما يعني أن كل شيء عن تاريخ مصر وحضارتها وحاضرها السياحي كل هذا سيعرفه العالم خاصة بعد ثورة المعلومات وقنبلة الانترنت التي انفجرت لتغطي الكرة الأرضية بأكملها.. حزني.. أن هذا الجيل من اللاعبين المميزين المهذبين المحترمين.. ذوي المهارات لن يشاهدهم العالم.. وهم الجيل الأفضل للكرة المصرية.. يبقي السؤال.. الذي لم يجب عليه أحد حتي اليوم.. وهو.. لماذا لم نتأهل..؟ بالطبع الاجابة يملكها اتحاد الكرة.. لكن للأسف مشغول في اغلاق ملف المخالفات.. وبين الزيارات المكوكية لمسئوليه بين النيابة والمجلس القومي للرياضة لرأب الصدع والخروج من الأزمة بسلامة الله.. كالشعرة من العجين. انه لظلم فادح.. ان نشاهد كأس العالم بدون منتخب مصر.. وان نشاهد مسلسل »اتحاد الكرة في النيابة«.. واعتقد أن نهاية المسلسل هي التي ستجيب علي السؤال.. »لماذا لم نتأهل للمونديال«؟