يبدو.. أن أزمة، بل أزمات الزمالك لن تمر علي خير، وأن ادارة النادي تذهب بمحض إرادتها لأن تدخل إلي النفق المظلم الذي سيصعب عليها الخروج منه. ما كان ينبغي أن تصعد إدارة الزمالك من لهيب الصراع، وتدعو لجمعية عمومية غير عادية للمطالبة برفع الوصاية عن النادي، أو أن تناقش تعديلات في لائحة النظام الأساسي، لأن التحقيقات لم تنته بعد. وكم أتمني ان تتراجع عن هذه الخطوة التي من شأنها أن تعقد الأمور أكثر.. وأكثر. ولايخفي علي أحد أن القضية أصبحت في منتهي الخطورة، وتنذر بعواقب وخيمة تهدد أحد أكبر أندية مصر، وإن لم يتم ضبط النفس، وتحكيم العقل والمنطق ستكون الخسائر فادحة. لقد أصبح الزمالك في موقف صعب جدا لأسباب كثيرة الكل يعلمها. وأغلب الظن أن المسألة لم تعد ترتبط بكيان النادي الكبير، وانما بإدارته، وللأسف الشديد.. كلاهما يخسر.. وهذه هي المأساة التي لابد من التوقف أمامها لأن المحصلة في النهاية كارثة علي الرياضة المصرية. لست بحاجة لأن أدخل في تفاصيل.. ويكفي فقط أن أشير إلي مصلحة الزمالك ينبغي أن تكون فوق الجميع.. وألا يكون التخلص من المستشار مرتضي منصور ثمنه تدمير القلعة البيضاء.. هذه المؤسسة الرياضية العملاقة التي طالما قدمت وماتزال تقدم الكثير. ليس من المجدي علي الاطلاق أن تدار أزمة الزمالك من فلسفة: "من ليس معي.. فهو ضدي".. بمعني أن من مع الوزير خالد عبدالعزيز- الذي يأتي اسمه كثيرا في الصراع -ضد مرتضي- وأن من مع مرتضي.. فهو ضد الوزير.. هذه سطحية في التناول.. لأن أصل المنطق يقول غير ذلك تماما.. يقول إن الأزمة ليست شخصية، ولاينبغي أن تكون. الحوار.. مطلوب ومطلوب أيضا.. أن تخضع كل أندية مصر.. كبيرها وصغيرها لنفس ما يحدث في الزمالك، فربما كانت هناك "بلاوي" أخطر.. فيما يخص اهدار المال العام سواء علي صعيد الانشاءات أو في عمليات "الهبر" التي تحدث يوميا في عمولات وسمسرة اللاعبين في عالم الاغتراف. وفي الزمالك نفسه.. لابد من فتح كل الملفات.. ما قبل تولي مرتضي منصور مقاليد الحكم في البيت الأبيض! المساواة في الظلم عدل من "العجب العجاب".. أن يتحدث مسئول أو اعلامي في موضوع لايفهمه.. أو أن يتصدي لقضية دون أن يعرف أبعادها.. مثلما تردد في الآونة الأخيرة حول ترشيحات للجنة التي ستدير الزمالك.. بالتعيين.. بعد حل الادارة.. القانون يا اخوانا ليس فيه تعيينات.. "القانون ما فيهوش زينب"! مدرسة "الفتاوي الفنية" التي فتحت أبوابها بعد معسكر المنتخب الوطني الأول في سويسرا.. يجب ان تكف عن "اللت والعجن".. واذا أراد روادها من المحللين "الجهابذة" أن يتكلموا، فلا ينبغي أن يميلوا إلي "الهرتلة والفذلكة".. يكفي نقد السلبيات.. والاشارة للايجابيات، حتي لا يكون الكلام في "الهجايص". تحية إلي رجال النادي المصري الذين ينحتون في الصخر.. وبراڤو عليهم أن وضعوا قدما في دوري مجموعات الكونفدرالية، ولا أستبعد أبدا أن ينافسوا علي البطولة خاصة بعد ان عادوا إلي ملعبهم الذي حرموا منه أكثر من اللازم.