لفت الأيام.. ودارت.. وجاءت قرعة كأس مصر بلقاء ساخن ومثير بين الأهلي والزمالك في دور ال 61 لكأس مصر. الأجواء هذه المرة تبدو أفضل من الناحيتين الشكلية والموضوعية، ولكنها في نفس الوقت يمثل عبئا شديدا علي الجهازين الفنيين للفريقين ولجماهيرهما بسبب الضغط الجماهيري. ولكي تستمر مباريات القمة علي المستوي الرفيع الذي ظهر به نجوم القطبين في الدوري، فإنه ينبغي أن يتعامل الجميع مع اللقاء المرتقب علي أنه مجرد مباراة.. من يفز بها ينل تهنئة الآخر.. ومن يخسرها يحصل علي تحية منافسه. أما الجماهير.. هنا وهناك.. فلا خوف منها لأنها اثبتت عبر مشاوير طويلة أنها الوقود الذي يدفع . وليست النار التي تحرق. حسام البدري وحسام حسن أثبتا جدارتهما في تولي مسئولية أكبر فريقين في مصر والعالم العربي.. ولا يجب أبدأ أن يتعرضا لأي متاعب أو معوقات من شأنها أن تهز صورتهما.. أو تقلل ما حققاه من نجاحات في أول موسم لهما مع القطبين الكبيرين. مسئولية الحفاظ علي البدري وحسام لا تتوقف علي أدائهما فقط، وانما هناك دور ايجابي ينبغي أن يلعبه أفراد الأسرة الكروية والاعلامية من خلال تناول منطقي وعقلاني لما يمكن أن تسفر عنه مباراة دور ال 61. إذا خف الضغط العصبي أكثر عن الأهلي والزمالك.. لاعبين ومدربين وجماهير.. ستأتي المتعة أكثر وأكثر.. وهذه هي الرياضة الحقيقية. تجربة رائعة بلا أضواء تجربة الانجليزي كولوين مع الاهلي لم ينظر إليها الكثيرون رغم أنها كانت ناجحة ومفيدة.. ولكنه كالعادة، لا تذهب الأضواء إلي غير المثير من المشاكل، والغريب من السلوك والتصرفات، وكأن السلبيات فقط كل ما في الصورة. قال لي المهندس أشرف جبر الذي يتعامل معه كولوين علي أنه ذراعه اليمني أن الخبير الانجليزي استطاع عبر عامين تعاقد فيهما مع الأهلي وضع نظاما رائعا في صقل واعداد النشء عبر سلسلة من المعايير التي تضمن مستقبلا أفضل لهذا القطاع الذي يمثل القاعدة التي تنطلق منها كرة القدم.. أعجبني جدا ما استعرضه معي المهندس أشرف جبر من برامج تم تنفيذها وأتت ثمارها علي كل أصعدة الفرق الكروية في النادي الأهلي.. سار النشء في طريق الاجادة.. ومضي الشاب علي درب النجاح.. فظهر هذا الموسم تحديدا مجموعة لاعبين ممتازين في الفريق الأول.. ولايزال هناك أكثر منهم سيحصلون علي فرصهم. لم يترك كولوين - كما قال المهندس أشرف جبر - صغيرة أو كبيرة في اعداد وصقل الناشئين، فذهب الي مناقشة التفاصيل الصغيرة والدقيقة مع أولياء أمورهم.. وانتقل بتقارير شهرية للمديرين عن حالة كل لاعب الي مرحلة أكثر ايجابية في الارتفاع بالمستوي.. واهتم بصقل مدربي الفرق ليواكبوا العصر فخرج من النادي الاهلي ستة أو سبعة مدربين ليتولوا مهام بالمنتخبات الوطنية الصغيرة. تجربة رائعة.. عندما استثمرها حسام البدري جدد شباب الفريق، وتحسن الاداء العام، وبات من الواضح أن هناك اطمئنانا علي مستقبل الأهلي. لو أن هناك مديرا فنيا أجنبيا للأهلي »جوزيه أو غيره«.. ما ظهرت بصمات قطاع الناشئين في الأهلي والذي اعتقد انه بما يقدم من عناصر واعدة لم يوفر الكثير علي خزينة النادي فقط.. وانما الأهم هو أن النادي لن يجد في السوق من هم أفضل من أبنائه. بالمناسبة.. تعاقد كولوين انتهي وسيغادر آخر مايو.. وكم أتمني أن يلحق به اتحاد الكرة ليستفيد منه.. علي الأقل في تقديم سلسلة من المحاضرات وورش العمل لمدربي الأندية للاستفادة من خبراته التي كان واضحا انها علي مستوي رفيع. كامل البيطار.. الأستاذ المغوار أسعدني الاعلامي الكبير كامل البيطار الذي يعد واحدا من أبرز جيل العمالقة الذين اثروا الساحتين المصرية والعربية بالقيم والأصول التي تقوم عليها الرسالة الاعلامية الحقيقية.. أسعدني باتصال تليفوني جميل دار من خلاله حوار طويل حول العديد من القضايا في الساحة. الأستاذ كامل البيطار يتمتع بروح شابة رقيقة وبخبرات لا حصر لها جعلته يقف في الصفوف الأولي لرواد الاعلام بكل جوانبه.. الرياضي والثقافي والاجتماعي والفني.. بل والسياسي.. وكم أتمني أن تتاح فرص أمام شباب هذا الجيل من الاعلاميين للالتقاء به.. والاستفادة من مواهبه الفذة، ومن خبراته في العرض والتناول الموضوعي، بعد أن أصيبت الرسالة الاعلامية في مصر.. وبخاصة الرياضية بخيبة أمل قوية تحتاج إلي علاج فوري. أسئلة حائرة: هل ستنجح نقابة الاعلاميين التي يجري الاعداد لتكوينها في اصلاح ما أفسده البعض في المجتمع؟ هل صحيح أن سوق الاعلانات في الفضائيات.. الفضاحيات أصبح يرتبط بما يقدمه البعض من قلة أدب؟ ما الضوابط التي يقوم عليها فكر سماسرة كرة القدم.. وهل بينها ما يسمي بالاستعباط؟ كيف يمكن تقليص دور »الفهلوية« في وسط كرة القدم في مصر؟ من هو المجرم الحقيقي في »جرجرة« بعض الجماهير الي أقسام البوليس؟ ما عقاب من لم يتعلم من دروس الماضي.. وماذا يطلق عليه؟