سحابة سوداء تحوم فوق القلعة البيضاء وتكاد تلبد كل الأجواء بالغيوم مما ينذر باندلاع عاصفة قد تأخذ معها الأخضر واليابس يشهدها نادي الزمالك بميت عقبة، والتي اندلعت حتي قبل فتح باب الانتخابات بشكل رسمي واستمرت وتيرتها مع غلق الباب. حيث سنت القائمتين الرئيسيتين المرشحين لخوض تلك الانتخابات رماحها وسيوفها وبدأت عمليات التقطيع والضرب تحت الحزام وفوق الحزام، وفي أماكن يعاقب عليها القانون. استخدم مجلس ادارة الزمالك الحالي برئاسة مرتضي منصور السلطة المخولة له برفع توصية لمديرية الشباب والرياضة بالجيزة باستبعاد هاني العتال المرشح علي مقعد من مقعدي نائب الرئيس، والاعلامي علي السيسي المرشح علي منصب أمين الصندوق، الأول بحجة أن عضويته يشويها تزوير علما بأن العتال كان عضوا في مجلس الادارة من قبل، ولم يطعن أحد علي عضويته، وجاءت حجة إبعاد السيسي بأنه لم يدفع الاشتراك لعامين، ومع توصية المجلس لوزارة الشباب والرياضة تم اللجوء الي اللجنة الأوليمبية المصرية لحسم هذا الخلاف. علي الجانب الآخر قامت الجبهة الثانية بقيادة أحمد سليمان بتقديم ثلاث طعون ضد مرتضي منصور بحجة انه لا يجوز الجمع بين عضوية البرلمان ووجود أحكام قضائية عليه ساقة، وأيضا علي أحمد مرتضي منصور المرشح لمنصب نائب الرئيس بحجة تزوير انتخابات مجلس النواب وقضايا شيكات بدور رصيد، وهي نفس الحجة التي طعنت بها جبهة مرتضي علي أحمد سليمان. وفي ظل تلك النيران الساكنة تحت الرماد، يحاول كل فريق النيل من الفريق الاخر، وتسديد الضربات، والتي تتسم بالعشوائية عاملين بمبدأ »العيار اللي مايصبش يدوش»، وينتظر الجميع النظر في الطعون المقدمة من كلا الجانبين لتبدأ بعدها معركة تكسير العظام والتي تستمر الي ما بعد اغلاق صناديق التصويت واعلان النتيجة. اللعب ع المكشوف تحركات كبيرة وواسعة تقوم بها أفراد كل جبهة خارج أسوار النادي والذي فرضت عليه الأحكام العرفية بمحاولة ابعاده عن تلك المعركة، ويسعي كل فريق الي استقطاب الأصوات التي تمتلكها العائلات والتي سوف تحسم بشكل كبير المعركة الانتخابية، خاصة أن كل جبهة تحت ايديها العديد من الكتل الصوتية للعائلات الزملكاوية. لازال مرتضي يراهن بقوة علي الانشاءات التي قام بها خلال فترة توليه للرئاسة النادي، سواء ما يتعلق بحمامات السباحة أو المبني الاداري، وانه حول النادي الي منشأة تضاهي أعظم المنشآت الرياضية في العالم، الأمر الذي دفع بسليمان وجهته الي المطالبة بالكشف عن مليار ويزيد من الجنيهات دخلت الي الزمالك ولا أحد يعرف أين صرفت تلك الأموال. وتترقب كل جبهة حسم التظلمات والاستشكالات حتي تتضح ملامح كل جبهة لبدأ عمليات الداعية الأخيرة، والتي تنذر بالكثير من الحرائق التي سوف تشتعل ولن ينجوا منها النادي الأبيض، خاصة أن الجميع يخشي من نجاح تشكيلة من الجبهتين مما ينذر بدخول الزمالك الي نفق مظلم وزيادة الخلافات والصراعات، الأمر الذي دفع بمرتضي الي مناشدة أعضاء الجمعية العمومية بضرورة اختياره هو وجميع أعضاء قائمته، ويحذرهم من القيام بغير ذلك. وقد علق البعض علي الثقة الزائدة التي يتحدث بها مرتضي تخفي ورائها خوف حقيقي، وهو ما دفعه بمحاولة اقصاء العتال الذي يشكل خطرا حقيقيا علي منصب ابنه كنائب رئيس، وان مرتضي قام بالدفع بعدد من الأسماء من خارج قائمته علي أمل القيام بعملية تفتيت من الأصوات تصب في مصلحته لا مصلحة سليمان وقائمته.