تترقب كل منظومة كرة القدم المصرية موقف وتوصية جمعية الفتوي والتشريع في مجلس الدولة التي ستحسم مصير اتحاد الكرة يوم غد الأربعاء، وهل القرار سيكون في صالح مجلس إدارة اتحاد الكرة بالاستمرار، أم حتمية إجراء انتخابات جديدة وفقاً لقانون الرياضة الجديد رقم 71 لسنة 2017 وهو ما يطالب به وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز، وذهب بالفعل لمطالبة أعضاء الجبلاية بتقديم استقالاتهم وهم في عز فرحتهم بإنجاز عودة مصر للمونديال بعد 28 عاماً كاملة مما أشعل الأجواء بشكل صعب. أصبح الموقف بين الطريفين- الجبلاية والوزارة- ومناصريهم مثل قطارين يسيران في اتجاه مضاد علي نفس االخط بسرعة قصوي سوف تؤدي لصدام رهيب، وهدد أعضاء الجبلاية باللجوء إلي الفيفا علي اعتبار أن الأمر تجسيد للتدخل الحكومي الذي يرفضه الفيفا وبالتالي فإن العواقب ستكون وخيمة قد تصل إلي إيقاف نشاط كرة القدم في مصر، وفي هذا كارثة كبري لأنه يعني إبعاد مصر عن المشاركة في كأس العالم القادمة بروسيا 2018، وهناك ضغط رهيب علي وزير الشباب والرياضة في هذا الأمر. بيان للتهدئة الأمر مشتعل في الجبلاية حتي الذروة رغم قطع هاني أبوريدة عهد علي نفسه فأصدر بيان رسمي بألا يلجأ اتحاد الكرة إلي الجهات الخارجية وتحديداً الفيفا، ولكنه حذر بشكل مستتر من عدم سيطرته علي تقديم شكوي فردية من أي عضو خاصة مع صعوبة موقف رباعي مجلس الجبلاية سيف زاهر وعصام عبدالفتاح وأحمد مجاهد وخالد لطيف من خروج توصية الفتوي والتشريع بإجراء انتخابات جديدة قبل يوم 30 نوفمبر المقبل وفقاً للقانون الجديد للرياضة نظراً لعدم أحقية رباعي الجبلاية في خوض الانتخابات المقبلة في حالة صدور توصية من مجلس الدولة بذلك لأنهم سيكونوا وقتها قد استنفدوا دورتين متتاليتين في الجبلاية وفقاً للائحة النظام الأساسي التي أقرها الفيفا من قبل. مصطفي يظهر مجدداً ومع تهديدات أعضاء الجبلاية تراجع الوزير خطوة للخلف، وأظهر مهادنة، وانتظاراً لتوصية الغد، ولكنه تحرك في الخفاء بعمل اتصالات مع الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية الدولية موسطاً د. حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي وعضو اللجنة الثلاثية ليدافع عن الوزارة في قضيتها مع الجبلاية بأنها ليس تدخلاً حكومياً، وضرورة إجراء انتخابات جديدة في اتحاد الكرة، تنفيذاً لقانون الرياضة الجديد حتي لا يكون خارج عن المشروعية القانونية التي وافقت عليها الجهات الدولية لا تقع عقوبات علي مصر. ويقامر الوزير بانتظار تحركات د. حسن مصطفي في أروقة الفيفا والأولمبية في ظل تخوف الجميع من تعرض الرياضة المصرية للتجميد، حيث يرفض مسئولو الجبلاية إجراء انتخابات جديدة محذرين في التوقيت ذاته من الصدام مع الفيفا بداعي التدخل الحكومي. تناقض رهيب ويستشهد أعضاء الجبلاية بتصريحات الوزير السابقة أن اتحاد الكرة الوحيد الموفق أوضاعه، علي عكس ما قاله الوزير بعد تكريم الرئيس السيسي لاتحاد الكرة والمنتخب الوطني بمناسبة إنجاز التأهل للمونديال. اثنان ضد العريان من جانبه استنكر د. كرم كردي وخالد لطيف ومجدي عبدالغني أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة ما قاله شريف عريان عضو اللجنة الأولمبية المصرية بأن »مشكلة اتحاد الكرة تم تضخيمها أكثر من اللازم، الاتحاد مثله مثل أي هيئة رياضية ستطبق عليه القانون، ولو القانون ينص علي إقامة انتخابات الجبلاية قبل 30 نوفمبر سيتم إجراء الانتخابات.. اللغط كان حول جملة لمن وفق أوضاعه في القانون الجديد، وكان هذا الأمر هو الذي أحدث الأزمة، ولو ألزمت الاتحاد بإقامة الانتخابات لكن يكون لدينا نقاش حول هذا الأمر، وللعلم قرار لجنة الفتوي والتشريع إلزامي». وهو ما لن يقف عنده مسئولو الجبلاية مكتوفي الأيدي، وسيستخدموا كل الأسلحة المتاحة لديهم ضد من يريدون سرقة إنجازهم بتأهل منتخب مصر لكأس العالم، وذهاب أشخاص آخرين غيرهم.