وسط هذا الألم القاتل الذي يعتصر قلبي ويظلم الدنيا من حولي، بعد حادث الواحات الإرهابي الذي راح ضحيته عدد كبير من أبناء مصر ورجال الشرطة في الواحات، لم يطاوعني قلبي أن أتحدث عن لقاء الأهلي والنجم الساحلي أو مباريات الدوري وعفاريت مرتضي منصور وفرحة الوصول إلي كأس العالم واستغلال البعض لها للإساءة إلي محمد أبوتريكة والنجم العالمي محمد صلاح الذي أنقذ مصر- بحسب ما قاله وزير الشباب والرياضة- وكأنه لم يكن هناك لاعبون آخرون ساهموا في هذا الإنجاز وكان لكل واحد منهم دوره المهم.. وهل كان من الممكن أن أتجاهل هذا الدم الطاهر الذي أريق في الواحات- وفي أماكن أخري بمصر من قبل- لكي أتحدث عن خناقة الأهلي واللجنة الأولمبية المصرية، أو انتخابات الأندية والصراع بين جبهة محمود طاهر وجبهة محمود الخطيب، أو ما يفعله مرتضي منصور من أعمال لا تليق برئيس ناد وظهوره يومياً علي الشاشات وخلف الميكروفونات يشتم هذا ويسب ذاك؟! لا، وألف لا.. فلا كان الوصول لنهائيات كأس العالم أغلي من هذا الدم الطاهر، ولا كان وصول الأهلي لنهائي البطولة الإفريقية أو حتي خروجه منها أهم من هذا الدم الطاهر.. ولا يجب أن تلهينا مهاترات مرتضي منصور عن الإحساس بالألم والقهر، ولا عن السؤال عن المسئول عما حدث وأسباب سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء، وإذا كان هناك من يتحدث عن الانتقام- وهو ضروري- فإن الأجدي أن نتحدث عن كيفية وقف إراقة هذا الدم وحماية رجال الجيش والشرطة.. وصحيح أنه مهما كانت فداحة الأحداث فإن الحياة لابد أن تسير وتستمر.