ما يجري في الساحة وعلي »المشاع» من تجاوزات وافتراءات في بعض برامج الفضائيات.. وكثير منها علي مواقع التواصل الالكترونية يدعو للقلق والاشمئزاز. انظروا إلي هذا التناول السطحي، للحادث الإرهابي الأخير، لتجدوا أن الدولة لم تعد تحارب الإرهابي الفكري المتشدد الذي تمارسه جماعة الإخوان ومن يدعمها فقط.. وإنما أصبحت هناك حرب أخري ضد مغرضين ومجرمين في الداخل يريدون أن يخربوها.. ولن يقدروا. كل من »هب ودب» يتحدث فيما لا يعنيه.. بعضهم يبحث عن بطولة وهمية يقول من خلالها.. أنا هنا.. و هو جاهل.. وآخرون نصبوا أنفسهم كمحللين ونقاد، وهم في الأصل مجرد »متفذلكين» لا يدرون شيئا. شيء مرعب فعلا.. أن ينتقل الكل إلي مقاعد الخبراء ليدلي كل منهم بدلوه في قضية خطيرة مثل التي ما تزال تشغل الرأي العام، ليس في مصر فقط وإنما في العالم كله. الدنيا كلها تشجب الحادث الإرهابي الغاشم.. وتساند أرض الكنانة وتدعمها. وتعلن عن وقوفها إلي جوار الحق.. بينما تنتشر في العديد من أجهزة الإعلام والفضائيات موجة من »الهرتلة» التي لا طائل منها إلا زعزعة الأمن والاستقرار. لا مجال للاجتهاد أو »الفتاكة» مع أمر يرتبط بكيان ومستقبل دولة تريد أن تبني وتزدهر.. وعليه ينبغي أن تكون هناك إجراءات وضوابط للتصدي لهؤلاء الذين لا يمكن وصفهم إلا بأنهم خونة. لن تجدي أي محاولات. لأن يفرض الإرهابيون وجودهم علي أرض مصر الطاهرة.. وكان غيرهم، ومن هم أقوي منهم أشطر. كم أتمني أن يضع كل بني آدم، لا يملك معلومات أو بيانات »لسانه في بقه»، وأن يترك الأمر لمن هم أجدر وأحق في التعامل مع أي أزمة، وأتمني أيضا أن يصمت كل »فتك».. عن الكلام في أمور هو أبعد ما يكون عنها.. والنصيحة من هذا الذي يريد أن »يكحلها.. فيعميها»! المسألة سهلة جدا.. أن يعرف كل فرد دوره.. فلا يتجاوزه.. أما »المزايدون والأونطجية».. فهم يضرون أنفسهم، لأنهم حتما سينكشفون.. ولو بعد حين.. الشارع مهموم.. وإذا كان الشهداء عند ربهم يرزقون.. فلا أقل من تقدير دورهم الذي يضربون به المثل في التضحية والفداء.. في وقت »يبرطع» فيه المنافقون والكذابون. الإعلام المصري.. عليه الدور الأهم. وهو حتي الآن لم يحدد هدفه أمام أبواق لا ترضي باستقرار البلاد.. وبدلا من أن يتحد هذا الإعلام بالحقائق والموضوعية. تجد بعض أفراده »يخرفون».. ليقدموا للحقيرة.. الجزيرة ما تجده فرصة »للنخورة».. و»طظ» في هذه الحقيرة.. »المفضوحة»! بالرغم من أن الحرب علي مصر واضحة، ومكشوفة.. إلا أن هناك دائما من يغمضون أعينهم، إما عن عمد.. أو عن جهل.. هذا.. هو شهر أكتوبر.. الذي شهد أعظم الانتصارات علي قوي الشر والعدوان.. وشهد ويشهد العديد من الإنجازات الكثيرة والمشروعات التي تم افتتاحها التنموي منها والعسكري.. وكم تعود المصريون الأحرار الأوفياء لبلدهم أن يجدوا بعد كل فرحة في النمو، من يحاول »التنغيص» عليهم. عودوا إلي الخلف.. لتلمسوا هذه الحقيقة.. وما الحادث الإرهابي المؤلم في طريق الواحات إلا محاولة لضرب كرسي في كلوب الأفراح، التي وإن أصابتها دموع الألم علي شهداء أبرار.. إلا أن الأفراح ستعود، وستمضي الحياة إلي الأفضل.. و»مفيش فايدة».. يا أندال! لا مجال لحياء عندما تكون مصر طرفا.. الكل يجب أن يقف خلف المحروسة.. أما المتربصون والأندال فلا مجال لهم، بل أنهم لا يستحقون شربة ماء.. من نيلها العظيم. مباراة الأهلي والنجم الساحلي جاءت في توقيت عصيب.. ورغم أهميتها، إلا أن هناك ما هو أهم وأخطر منها.. والحديث عنها سيأتي وقته بعد أن تهدأ النفوس... دم الشهداء الأبرار.. في أعناقنا جميعا.