عندما اتفق مجلس التعاون الخليجي علي إقامة أول نسخة من بطولات الخليج لكرة القدم عام 1970، كان الغرض منها زيادة التقارب بين دول المنطقة ووجود نوع من التنافس الرياضي الودي بعيدا عن الأجواء الرسمية في بطولات آسيا وتصفيات كأس العالم، لذا صار للمسابقة طابع مميز وتحولت إلي مهرجان خليجي صامد رغم الاضطرابات التي تحدث علي فترات متقاربة لأسباب سياسية بالذات. 22 بطولة أقيمت علي مدار 47 عاما، لكن نسخة 2017 تلوثت بسبب المؤامرة القطرية، التي أرادت استغلال إقامة البطولة علي أرضها لإحراج جيرانها خاصة السعودية والإماراتوالبحرين، وهم الثلاثي الذي قرر بشكل رسمي مقاطعة قطر علي جميع الجوانب بسبب رعايتها للإرهاب في اليمن وسوريا وليبيا وسيناء، وإصرارها علي التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول الثلاث بالإضافة إلي مصر. وسط وجود اقتراحات لنقل إقامة بطولة كأس الخليج إلي دولة أخري غير قطر، وهي المفترض إقامتها في أواخر ديسمبر من عام 2017، أصرت اللجنة القطرية المنظمة للبطولة علي إقامة القرعة لدور المجموعات، وتجاهلت فكرة أن ممثلي منتخبات السعودية والإماراتوالبحرين لم يحضروا ولم يعلنوا موافقتهم علي المشاركة في المسابقة إذا إقيمت في زالإماراة الراعية للإرهابس. المقاطعة الثلاثة تريد قطر الظهور في صورة الدولة الحريصة علي التقارب الخليجي وعدم تصعيد الخلاف المشتعل حاليا، لذا قررت القيام بقرعة كأس الخليج وكأن الأمور وردية، لكن الحقيقة أن الأزمة مشتعلة وسسياسة تميمس لا تميل أبدا إلي الاستجابة لشروط المصالحة المفروضة عليها من »السعودية والإمارات ومصر والبحرين» ومازالت سياسة التلاعب القطرية قائمة إلي الآن دون أي تقدم نحو المصالحة. في ظل الظروف الحالية سيكون من الصعب أن تشارك السعودية في كأس الخليج 2017 إذا أقيمت في قطر، فالبطولة ليست رسمية ولن يتم فرض عقوبات دولية عليها إذا لم تلعب، وبالتالي غياب »الأخضر» عن المنافسات الأقرب حفاظا علي قرارات الحظر ضد قطر. وأيضا الإماراتوالبحرين تسير علي نفس الطريق، وكلاهما طلبا تأجيل البطولة لحين رفع عقوبة الإيقاف عن الكويت كرويا من الاتحاد الدولي لكرة القدم، خاصة أنها دولة مهم حضورها في تلك المسابقة، لأنها الأكثر تتويجا. وهناك الغياب الكويتي نتيجة العقوبة المفروضة علي اتحاد كرة القدم في الكويت بواسطة الاتحاد الدولي »الفيفا» بسبب التدخل الحكومي، لذا لا يمكن لمنتخب »الأزرق» اللعب في كأس الخليج. كشف المؤامرة تحدثت صحيفة »عكاظ» السعودية عن تفاصيل المؤامرة القطرية وراء الإصرار علي إقامة قرعة كأس الخليج رغم وجود احتمال كبير لتأجيلها بسبب الأزمة الراهنة. جاء في التقرير الصحفي أن قطر تستغل وجود ممثلين لها علي رأس القيادة في اتحاد كرة القدم الخليجي، وهما حمد بن خليفة رئيس الاتحاد، والأمين العام جاسم الرميحي، والأخير كان متوقع منه الإعلان عن تأجيل القرعة لفترة من الزمن حتي تتضح الرؤية حول الأزمة الخليجية، سواء الخلافات السياسية بين المعسكر »السعودي والإماراتيوالبحريني» وبين قطر، أو لمعرفة موقف الكويت الكروي من المشاركة في المنافسات الدولية، لكن التعليات صدرت إليه من حكومة بلاده بإقامة القرعة لتكون أمرا واقعا. أكدت الصحيفة أن إقامة القرعة يؤكد علي أن قطر تهدف ل تعميق الخلاف، وعكس صورة غير حقيقية عن واقعها مع جيرانها، خاصةمع التعنت الواضح في موقفها علي جميع الأصعدة. وكشفت أيضا أن قطر ضغطت علي اتحادي الكرة في العراق واليمن من أجل حضور ممثلين لهما مراسم قرعة الخليج، حتي لا يقتصر التواجد فقط علي قطر وعمان فقط. كان التعليق الرسمي الوحيد من اتحاد الكرة السعودي علي لسان الأمين العام عبد الإله مؤمنة الذي قال إنهم سوف يصدرون بيان رسمي من المركز الإعلامي من الاتحاد السعودي في حال تطلب الأمر، وهذا لم يحدث حتي الآن. التجاهل الإماراتي! اتفق الإعلام الإماراتي علي تجاهل قرعة كأس الخليج كأنها لم تحدث من الأساس، فغابت التغطيات الكبيرة حول الحدث الرياضي الخليج الأبرز، وهناك بعض العناوين التي اكتفت بالتأكيد علي التمسك بقرار المقاطعة الصادر من السعودية والإماراتوالبحرين دون أي تراجع حتي الآن. هذا ما ذكرته صحيفة »الخليج» التي كتبت عنوانا في صفحتها الأولي الإمارات والسعودية والبحرين ترفض المشاركة في كاس الخليج بالدوحة. وذكرت أيضا صحيفة »البيان» أن اتحاد كرة القدم الإماراتي يتعجب من إقامة قرعة كأس الخليج، رغم أن هناك اتجاه قوي لتأجيلها بالإضافة إلي إيقاف الكويت دوليا بواسطة الفيفا. وغاب أي تقرير عن قرعة الخليج سواء بالسلب أو الإيجاب عن صحيفتي الاتحاد، »وبالإمارات اليوم»، وسط تجاهل كامل للقرعة التي أقيمت في العاصمة القطريةالدوحة. الموقف البحريني نقلا عن صحيفة »الشرق الأوسط»، قال رئيس الاتحاد البحريني الشيخ علي آل خليفة أن موقف البحرين ثابت ابأن يتم تأجيل البطولة لغاية رفع الإيقاف عن الكويت.ويعتبر موقف الاتحاد البحريني تمسكا بعدم اللعب في قطر والتشديد علي إقامة البطولة في الكويت علي اعتبار أنها سحبت منها نتيجة الحظر الدولي ونقلت علي أثر ذلك للدوحة. ولم يرد رئيس الاتحاد البحريني الحديث عن أي أسباب سياسية، والتركيز علي الجانب الذي يخص سلطاته، خاصة أن موقفه ثابت من قبل الأزمة الخليجية، بضرورة الإبقاء علي البطولة في الكويت قبل نقلها إلي قطر.