بعد رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا من برشلونة بشكل مفاجئ، وجد ميسي نفسه أمام مسؤولية كبيرة جدا، فهو مطلوب منه إنقاذ الفريق من الانهيار الهجومي ونجدة مدربه الجديدة إرنستو فالفيردي الذي بمجرد أمسك المهمة وجد أحد عناصره الأساسية يفسخ التعاقد ويرحل إلي باريس سان جيرمان الفرنسي حيث المال الأكثر. خلال 6 مباريات لعبها ميسي مع برشلونة بداية من السوبر الإسباني مرورا ببطولة الدوري وأبطال أوروبا، سجل النجم الأرجنتيني 8 أهداف، بمعدل 68 دقيقة لكل هدف، وهذا ينبئ بغزارة في عدد الأهداف للنجم الأرجنتيني هذا الموسم. يكمن سر البداية القوية لميسي هذا الموسم رغم الظروف الصعبة لبرشلونة، أن فالفيردي اتخذ القرار الجريء بإعادة النجم الأرجنتيني لمركزه المفضل »المهاجم الوهمي»، بعد أن أجبره المدرب السابق لويس إنريكي علي اللعب في مركزي صناعة الألعاب أو الجناح الأيمن، هو الآن صار أقرب للمرمي وأكثر خطورة، خاصة أن ميسي من أفضل من شغل مركز رأس الحربة الوهمي في التاريخ، لأنه يجيد استغلال الفرص أمام المرمي في التسجيل. قرار شجاع قرر فالفيردي أن يجيد ما طبقه المدرب الأسبق لبرشلونة جوسيب جوارديولا، الذي كان أول من اعتمد علي ميسي في مركز المهاجم الوهمي عام 2009، فهو جعل صامويل إيتو وهنري يلعبان علي الأطراف، ثم فعل نفس الشيء مع ديفيد فيا وزلاتان إبراهيموفيتش، والآن فالفيردي يعود له بعد غياب دام 2 أعوام، ليجعل لويس سواريز وديمبلي يدعمان انطلاقات ميسي الهجومية. عودة ميسي إلي رأس الحربة الوهمي كان طريقه لكسر عقدة الحارس الإيطالي بوفون، فنجم برشلونة كان عاجزا عن التسجيل في شباك عملاقة حراسة المرمي، لكن مباراة برشلونة ويوفنتوس في انطلاقة دور المجموعات لأبطال أوروبا، شهدت تسجيل ميسي هدفين، ليساهم في فوز فريقه بنتيجة (3-صفر). حظوظ قوية كل هذه الأمور السابقة تجعل حظوظ ميسي متواجدة في المنافسة علي لقب أفضل لاعب في العالم لعام 2017، أي نعم هو لم يفز بأهم بطولتين في موسم (2016-2017)، لكن لا يمكن تجاهل ما قدمه في هذا الموسم الصعب وسط أخطاء فنية قاتلة من المدرب السابق لويس إنريكي، فهو سجل في 52 مباراة 54 هدف، هو هداف بطولة الدوري الإسباني ب(37هدفا)، وكأس ملك إسبانيا (5 أهداف)، حل ثانيا في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا (11 هدفا)، متأخرا بفارق هدف فقط عن كريستيانو رونالدو، وساهم في صناعة 19 هدفا، ولعب 4452 دقيقة طوال الموسم. إذا ميسي علي الصعيد الفردي كان في قمة التألق رغم انهيار برشلونة علي مستوي خط الوسط والدفاع، وضياع الكثير من النقاط الهامة، وهذا سيكون له تأثير قوي عن التصويت علي اختيار أفضل لاعب في الأيام القليلة المقبلة.