تعرف مباريات أي لعبة رياضية ثلاثة احتمالات »الفوز أوالتعادل أوالخسارة«لكن في الفترة الاخيرة ظهر احتمال رابع مخيف، وهو رؤية لاعب يخرج من الملعب محمولا علي نقالة طبية بعدما فارق الحياة بشكل مفاجيء لأسباب صحية، أبرزها هبوط حاد في الدورة الدموية أو ابتلاع اللسان وإعاقة اللاعب علي التنفس بطبيعية، ورغم الاحتياطات الطبية في الملاعب وفقا لتعليمات الاتحاد الدولي »الفيفا« يبدو أن منع مسلسل موت اللاعبين المفاجيء صار مستحيلا. شهد الاسبوع الماضي حالتي وفاة في إفريقيا التي تحتفل باقتراب انطلاق منافسات كأس العالم في جنوب إفريقيا خلال الصيف المقبل، الأولي كانت بسقوط المهاجم النيجيري إيداهو لاعب المريخ السوداني داخل منطقة جزاء الفريق المنافس، ليفارق الحياة سريعا قبل أن تنقذه آيادي الاطباء المتواجدين في الملعب، أما الثانية فسقط فيها المدافع بارثولوميو يبواه قبل 7 دقائق من نهاية مباراة ناديه الغاني كاسبن أمام ليبرتي ليتم نقله سريعا إلي المستشفي ولكن لم تنجح المحاولات لانقاذه. وتأتي تلك الواقعتان بعدما أعلن الاتحاد الدولي عن عدم استعداده لتقبل أية حالات للموت المفاجيء نتيجة توقف عضلة القلب خاصة في كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا، وناشد الفيفا المنتخبات المشاركة في النسخة القادمة من المونديال بعمل فحوصات طبية علي قائمة لاعبيها التي تضم 32 لاعبا، لكن جاءت حالت الوفاة في إفريقيا لتكون إنذارا للخطر من تكرار تلك اللحظات الأليمة. ساهم انتشار القنوات الرياضية في زيادة نسبة المشاهدين لوقائع الوفاة المفاجئة، فملايين من الافراد شاهدوا سقوط لاعب أشبيلية أنطونيو بويرتا أثناء مباراة فريقه أمام خيتافي في الدوري الاسباني في أغسطس عام 9002، وجاءت تلك الواقعة لتذكر الجماهير بوفاة الكاميروني فوي بسبب تعرضه لأزمة قلبية في كأس القارات عام 3002، وعلي الصعيد العربي تأتي حالة نجم الكرة التونسية الهادي بن رخيصة الذي توفي في الملعب خلال مباراة الترجي التونسي مع ليون الفرنسي. ومازالت الجماهير المصرية تتذكر لاعب النادي الاهلي محمد عبدالوهاب الذي توفي بشكل مفاجيء خلال تدريبات فريقه دون أي مقدمات أوأسباب صحية في أغسطس عام 6002، فيما نجا عماد النحاس باعجوبة بعدما سقط علي الارض مبتلعا لسانه خلال مباراة نهائي كأس إفريقيا العسكرية أمام مالي لكن زملاءه في الفريق لعبوا دورا كبيرا في انقاذه خاصة وائل جمعة. ويؤكد د. أسامة غنيم وكيل الوزارة للطب الرياضي بالمجلس القومي للرياضة لقد أثبتت معظم النظريات الطبية أن الإرهاق المتهم الرئيسي في حالات الموت المفاجيء لأن الرياضي الذي يلعب كمحترف لمدة تفوق عشر سنوات يتعرض الي حجم كبير من الضغوط البدنية والمعنوية والنفسية تؤدي في نهاية الأمر الي عدم انتظام إيقاع دقات القلب التي ترتفع الي مايزيد علي 002 دقة في الدقيقة الواحدة، هذا الإرهاق يظهر علي اللاعب في صورة أعراض متنوعة يلاحظها الطبيب والمدرب ولكن اللاعب يعتبرها عادية ويصر علي مواصلة بذل المجهود البدني أثناء النشاط الرياضي وتماما كما حدث بالنسبة للاعب فوية الذي رفض استبداله أثناء المباراة.