ليست مبالغة عندما نقول إن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يثير الرعب في قلوب المنافسين علي لقب كأس القارات »روسيا 2018»، التي تنطلق يوم السبت المقبل 17 يونيو، وتستمر حتي الثاني من يوليو، في بطولة أشبه بالبروفة المصغرة لمنافسات كأس العالم »مونديال 2018»، الي يقام بعد 12 شهرا تقريبا في الأراضي الروسية للمرة الأولي في التاريخ. قدم رونالدو أداء مذهل في الأسابيع الأخيرة مع ريال مدريد الإسباني خلال المرحلة الأخيرة من موسم (2016-2017)، ليكون سببا رئيسيا في تتويج فريقه بلقب الدوري المحلي »الليجا» بعد غياب 5 مواسم، والتتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية علي التوالي ورقم 12 في تاريخ »النادي الملكي»، فهو صاحب هدفين خلال نهائي البطولة في شباك يوفنتوس الإيطالي الذي انهار بنتيجة (4-1). رونالدو سوف يقاتل للتتويج بلقب كأس القارات ليكون ثالث بطولاته في عام 2017، مقتربا أكثر من الفوز بجائزة الكرة الذهبية للمرة الثانية علي التوالي والخامسة في مسيرته، ليتساوي مع منافسه الأرجنتيني ليونيل ميسي صاحب الرقم القياسي، وأيضا الفوز بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم »فيفا» كأفضل لاعب في العالم التي حصل عليها في 2016. كانت البرتغال صعدت إلي كأس القارات بعدما فازت للمرة الأولي بلقب أمم أوروبا في فرنسا »يورو 2016»، وكان رونالدو صاحب دورا هاما في التتويج التاريخي لمنتخب بلاده، ويسعي وراء إنجاز جديد علي المستوي الدولي. 3 وجوه جديدة تشهد كأس القارات »روسيا 2017» مشاركة 8 منتخبات من جميع قارات العالم يتم تقسيمهم إلي مجموعتين، الأولي تضم (روسيا ونيوزيلندا والبرتغالوالمكسيك)، والثانية تجمع (تشيليواسترالياوألمانياوالكاميرون)، وبالنظر للفرق المتنافسة نجد أن هناك 3 وجوها جديدة علي البطولة العالمية التي انطلقت عام 1992، ووصلت الآن إلي نستخه العاشرة. تلعب روسيا في البطولة لأول مرة وساعدها علي ذلك تنظيم الكأس علي أرضها، وأيضا تلعب تشيلي البطولة في سابقة تاريخية بعدما توجت بكأس أمريكا الجنوبية علي حساب الأرجنتين في المباراة النهائية، وتكتب البرتغال ظهورها الأول في المنافسات لأنها توج بأمم أوروبا للمرة الأولي قبل عام. تأتي المكسيك بصفتها أكثر المنتخبات المشاركة في كأس القارات، فهي تظهر للمرة السابعة في البطولة، ثم استراليا (4 مرات) بالتساوي مع نيوزيلندا، وألمانيا (3 مرات) وهذا نفس عدد مشاركات الكاميرون، التي صعدت للبطولة علي حساب المنتخب المصري بعدما فاز »الأسود» في المباراة النهائية لأمم إفريقيا »الجابون 2017». ألمانيا بدون النجوم في قرار شجاع من المدرب الألماني يواخيم لوف، لم يقم المدرب الفائز بكأس العالم »البرازيل 2014» بضم النجوم الذي توجوا معه باللقب العالمي في قائمة كأس القارات 2017، ماعدا لاعبين فقط وهما جوليان دراكسلر لاعب باريس سان جيرمان وشكوردان موستافي مدافع أرسنال. وبالتالي يغيب عن قائمة ألمانيا أبرز نجومها في الفترة الحالية، وهم مانويل نوير، وتوني كروس، ومسعود أوزيل، وتوماس مولر، وسامي خضيرة، وماتياس هوملز وماركو رويس. وفضل لوف استبعاد النجوم المخضرمين من كأس القارات تحت حجة إعطاءهم الراحة في الموسم الحالي، حتي لا يكون هناك ضغط مباريات عليهم في الموسم المقبل قبل كأس العالم في صيف عام 2018، وقرر أن يدفع بعناصر شابة ليكسبهم مزيدا من الخبرات. تشيلي تحلم بالكأس يحلم المنتخب التشيلي تحت قيادة المدير الفني خوان أنطونيو بيتزي بإنجاز تاريخي جديد في كأس القارات، فالفريق الذي تسبب في بكاء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عامين متتاليين في نهائي بطولة »كوبا أمريكا» في 2015، و2016، بعد أن هزم الأرجنتين في المباراة النهائية، يملك الثقة والقائمة القوية التي تجعله منافسا علي كأس القارات في »روسيا 2017». حشدت تشيلي قوتها الضاربة في البطولة، وضمت القائمة كلاوديو برافو، حارس مرمي مانشستر سيتي الإنجليزي ، وأرتورو فيدال لاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني، وأليكسيس سانشيز مهاجم أرسنال الإنجليزي ، وهم من بين اللاعبين الذين توجوا مع المنتخب بكوبا أمريكا ، ويرجح أن يعتمد عليهم المدير الفني خوان أنطونيو بيتزي، في كأس القارات. تكرار إنجاز 2003 تمثل الكاميرون القارة الأفريقية في كأس القارات، وهذا الواقع يشكل ذكريات سيئة لدي جماهير المنتخب المصري، لأنه كان قريبا من اللعب في البطولة للمرة الثالثة في تاريخه، لولا الهزيمة في سيناريو غريب المباراة النهائية بنتيجة (2-1). بالنسبة للكاميرون فالفريق الأفريقي يحلم بتكرار إنجاز بطولة 2003 عندما وصل إلي المباراة النهائية ليواجه فرنسا علي الكأس، لكن الأفضلية وقتها كانت لممثل أوروبا لتحصل الكاميرون علي المرتبة الثانية في أفضل إنجاز تحقق للقارة السمراء في كأس القارات.