لا أخجل من طولي لأنه «هبة من الله» غريب أمر الرياضة المصرية، في بعض الأحيان تحاول دفن أو لنقل قتل المواهب النادرة في ملاعبنا، هذه حقيقة أكدتها تصرفات بعض المدربين تجاه لاعبنا العملاق حمد فتحي لاعب منتخبنا الوطني لكرة السلة، ولاعب نادي الشرقية للدخان. التقيت هذا العملاق في دبي، وعندما بدأنا الحديث صدمت من الكثير مما تعرض له، خاصة وأنه في عالم الرياضة يعتبر "فلتة" نظراً لأن طوله 228سم، وفي بلدان كثيرة من العالم يبحثون عن هذه الأطوال الطبيعية لكي تساهم في تطوير الرياضة، وعلي سبيل المثال حالياً المعاناة الكبري مثلا لكرة السلة في الإمارات انهم لايجدون الأطوال المناسبة للانخراط في عالم كرة السلة، أو أي لعبة أخري تحتاج لمثل هذه النوعيات من اللاعبين الذين يمكن وصوفه ب"النوادر". حمد فتحي رياضي مصري عمره 25 سنة، بدأ مع لعبة كرة اليد ولكنه وجد المشاكل تحيط به من كل مكان، فمدرب الفريق لايمنحه الفرصة المناسبة للمشاركة مع فريق سبورتنج السكندري، وليس هذا فحسب بل لايحصل علي الجرعات المناسبة من التدريب لكي يتطور ويطور من نفسه، والأدهي من ذلك أن مدرب نادي سبورتنج وهو محمد عبدالسلام أضاع علي اللاعب حمد فتحي مبلغ 150 ألف جنيه، وضياع هذا المبلغ علي حمد هو من الأسباب الرئيسية التي جعلته يهجر البلد لينطلق وبقوة نحو كرة السلة. المماطلة زهقتني حمد فتحي ل"أخبار الرياضة" : "كل هناك مبلغ في تعاقدي مع سبورتنج وهو 150 ألف جنيه، حيث رفض المدرب تسجيلي في كشوفات النادي بعد أن تم الاتفاق علي أن أمضي عقد جديد وقيمته 150 ألف جنيه وظلت المماطلة حتي انتهي موعد التسجيل في الكشوفات الخاصة وهو موقف جعلني أهجر اللعبة التي بدأت معها وحققت فيها أيضاً بطولة افريقية كانت هي الأولي في مشواري مع الرياضة، ولكني لاحظت خلال فترتي مع اليد أن المشاكل تتفاقم وتتزايد يوما بعد الآخر، وأنا بطبيعتي لا أحب المشاكل، وأريد أن ألعب الرياضة والمنافسة في أجواء صحية، لذلك وجدت نفسي أنسحب من هذه اللعبة حتي لا أجد نفسي بعيداً عن الرياضة، ووصلت مع اليد إلي أبواب مغلقة فكان الباب الواسع والجميل مع كرة السلة". حياة مختفة لن اتركها قال حمد فتحي: "مع السلة بدأت أجد نفسي وموهبتي ترتقي يوما بعد الآخر، ولعبت لنادي الشرقية للدخان، ولا أفكر مطلقاً في ترك اللعبة لما بها من متعة وإثارة ومواهب مختلفة وشاءت الأقدار التي أري أنها خدمتني بتعاقد اتحاد السلة مع المدرب الأسباني الكبير خوان أورينجا والذي أدين له بالكثير من الفضل فيما وصلت إليه حتي الآن، حيث يحاول الاستفادة من أشياء كثيرة بالنسبة لي لعل أبرزها عامل الطول، وبالطبع تأكدت أن العقلية الأجنبية في التفكير والتنفيذ تختلف كثيراً عن عقلياتنا نحن المصريين وربما العرب، فالمدرب مستر خوان يعلم أن طولي هذا موهبة ولابد من تنميتها، وليس مثلما رأيت من مدربين سابقين في ألعاب مختلفة لايفكرون في هذا الاتجاه". ونجح حمد في الاختبار الأول مع كرة السلة قائلا: "بعد تحقيق لقب أفريقيا معا منتخب الشباب في الكونغو برازافيل، خضت تجربة جديدة هي الأولي لرياضي مصري يشارك في بطولتين مختلفتين ويحقق الألقاب فيهما، حيث كانت البطولة العربية للمنتخبات بالقاهرة في يناير الماضي اختبارا جديدا لي. إحتراف أسباني وانتقل حمد في حواره مع "أخبار الرياضة" إلي نقطة الحلم بالنسبة له قائلا: "تحدث معي المدرب الأسباني مستر خوان في أنه يرغب في أن ينقلني إلي عالم الاحتراف، وهذا حلم كبير فكرت، وأفكر فيه كثيراً، وأجد في نفسي أنني استطيع ذلك لوجود عنصر الطول الفارع الذي تحتاجه لعبة كرة السلة، لكنني قبل الانتقال للاحتراف لابد من تطبيق أفكار معينة خاصة باللعبة وهو ما يركز عليه مستر خوان معي منذ فترة انضمامي للمنتخب، هناك العديد من العروض يبحثها ويدرسها مدرب المنتخب منها عروض أسبانية في المقام الأول وهو ما سيكون بمثابة نقلة مهمة للغاية في مسيرتي مع السلة التي أصبحت أمارسها بمنتهي الاستمتاع بخلاف ما كان عليه الحال في كرة اليد، ويُحسب لكل من مستر خوان ومعه الكابتن وائل لطفي مدير المنتخب في أنهما ساهما بشكل كبير في مسيرتي وعشقي الحالي للسلة". البداية من 11 عاد بنا حمد فتحي لنقطة الإنطلاق بالنسبة له قائلا: "بدأت مشواري في الرياضة مع السلة وهو في ال11 من عمره، قبل أن تتحول وجهته إلي كرة اليد عام 2015، ولم أجد التدريبات الكافية في السلة عندما لعبت لنادي سموحة السكندري، وعندما انتقلت للعبة اليد وجدت الاهتمام الكبير من الكابتن خالد حمودة رئيس اتحاد اليد ومروان رجب المدير الفني للمنتخب الأول، حيث كان لهما الفضل الأول في تحويل وجهتي لليد، ولم استمر كثيرا في اليد بسبب المشاكل الكثيرة بين المدربين والإدارة، كما أن مدرب سبورتنج أهملني كثيراً. وقال: "عندما قررت العودة للسلة كان لزاماً العودة لفريق الشرقية لأنني وقعت معهم قبل الانتقال لليد موسمين، قضيت موسماً ثم انتقلت لليد، وبالتالي أصبحت مضطراً لاستكمال العقد بموسم آخر". عن طوله الفارع وهل يسبب له أي حرج، خاصة أنه الوحيد في أسرته بهذا التكوين الضخم، يقول فتحي: "أنا شقيق لخمسة آخرين، 3 أولاد، وبنتين ، ليس هنالك من هم في طولي، ولا أجد أي حرج في تعاملي مع المجتمع، فأعتبر هذه "هبة من الله".