من المؤكد انه لم ولن يغيب عن فطنة الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الخطر الشديد الذي اصبح يحيق باتحاده. ومن المؤكد ان الأمير سلطان بما يملكه من مراكز دراسات.. وخبراء متخصصين في التحليل العلمي قد وصلته الرسالة القوية من نتائج الانتخابات الأخيرة للمكتب التنفيذي للاتحاد التي جرت في جدة يوم الأربعاء الماضي، ان القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي الذي انسحب قبل أسابيع قليلة من منافسة الأمير علي رئاسة الاتحاد قد نجح في فرض عدد من انصاره علي المكتب التنفيذي. في العام الماضي كان ابن همام قد واجه منافسة قوية جدا من الشيخ سليمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني علي مقعد غرب اسيا في الفيفا.. وفاز ابن همام بفارق صوتين فقط عن المرشح البحريني الذي كان يخطي بمساندة علنية وقوية من السعودية ممثلة في الأمير سلطان بن فهد، بعد الفوز.. قال الخبراء والمعلنون ان ابن همام نجح باصوات فقراء القارة الآسيوية والمعني بالطبع مفهوم.. فلغة المال كانت حاضرة بقوة ومرجعة كما قال الخبراء وقتها. الرد علي سلمان بعيسي ويبدو ان ابن همام الذي انسحب قصرا من المنافسة علي رئاسة الاتحاد العربي.. وصدرت له تعليمات بذلك لأسباب كثيرة سنكشفها فيما بعد قد قرر ان يجمع قواه لتكون له اجنحة قوية في هذا الكيان العربي.. فجاء سقوط الشيخ عيسي بن راشد النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي التاريخي.. والذي كانت له انجازات ضخمة في مشوار الكرة العربية والخليجية منها المساهمة في تأسيس كأس الخليج.. كان سقوطه ردا علي منافسه البحريني لابن همام في مقعد الفيفا. حصل الشيخ عيسي علي خمسة أصوات فقط لاغير ولم يكن الهدف بالنسبة لتكتل ابن همام هو ابعاد حكيم الرياضة العربية كما يطلقون عليه.. ولكن لكي يفسح المجال في منصب نائب الرئيس عن اسيا للعراقي حسين سعيد نجم الكرة السابق وعضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الاسيوي واحد المقربين جدا من ابن همام هذا فضلا عن ما قدمته قطر للكرة العراقية ولحسين سعيد بصفة خاصة اخرها المدرب بدر الذي قاد المنتخب العراقي في نهائيات كأس العالم للقارات هذا غير المعسكرات وغيرها.. هذه هي الركيزة الأولي التي اصبح يرتكز عليها رئيس الاتحاد القطري في سيطرته علي الاحاد العربي. الجناح الأخر في السيطرة علي الجناح الأخر كان لابد من الدفع بمحمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري في منصب النائب عن افريقيا باعتباره احد اعوانه ومسانديه وكان من العناصر التي عملت معه بوضوح في خلال محاولاته لرئاسة الاتحاد من مواجهة الأمير سلطان وان كان يحاول الانكار الآن.. الا ان مالا يمكن انكاره الدور الذي لعبته قطر وتلعبه مع الجزائر خاصة في ازمة لقائي المنتخبين المصري والجزائري في تصفيات كأس العالم.. وكان الدور الذي لعبته السياسة والاقتصاد بل والاعلام القطري ممثلا في قناة الجزيرة واضحا ولا يخفي علي احد. كان من السهل ان ينجح روراوة في عضوية المكتب التنفيذي.. ولكن لكي يصبح نائبا للرئيس كان لابد من ابعاد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري.. هنا جاء الدور علي أصوات فقراء العرب لكي ينفذ ابن همام نفس الخطة التي لعب بها في الانتخابات الآسيوية. أصحاب الرؤية الثاقبة ولأن هناك مجموعة من ممثلي الاتحادات العربية تمتلك الرؤية الثاقبة وتعرف ان هناك ثوابت لايجوز تجاوزها وهي انه لا رياضة عربية من دون مصر فلم تقبل بالطرح الذي كان رئيس الاتحاد الاسيوي والوفد القطري ومعهم رئيس الاتحاد السوداني د. كمال شداد وبالطبع رئيس الاتحاد الجزائري محمد رواروة يسعون لتنفيذه بالدعوة لابعاد سمير زاهر ممثل مصر.. مستخدمين الكثير من الأساليب والأكاذيب لتشويه صورة المرشح.. تمسك العقلاء بالتصويت للمرشح المصري.. ومال من مال لمن عنده مال!! حصل زاهر علي 31 صوت في مقابل 81 صوت لروراوة والأصوات التسعة التي خسرها زاهر من جملة أعضاء الجمعية العمومية معروفة وواضحة بينها الثلاثي القطري والسوداني والجزائري و6 اصوات كانت للاعبين في خطة ابن همام التي لعب بها في مقعد الفيفا الآسيوي. مخالفة الاتفاق مع زاهر كانت الانتخابات في الدورة الماضية قد اسفرت عن فوز زاهر برصيد 02 صوت وكان من حقه ان يحصل علي منصب نائب الرئيس الا ان روراوة بنعومة فائقة وبدعوي ان زاهر سيرأس اتحاد شمال افريقيا وانه يريد ان يظهر في بلاده انه لم يعد بخفي حنين.. وبلهجة الاستعطاف.. واللعب علي أوتار الأخوة والترابط وغيرها من الكلمات التي لايؤمن هو شخصيا بها تم الضغط علي زاهر لكي يتنازل عن حقه في منصب نائب الرئيس واخطأ حين وافق ولكنه كان علي قناعة بان هذا التنازل تقديرا للأمير سلطان بن فهد. وبعد انتخابات المكتب التنفيذي الأخيرة لم يكن لدي سمير زاهر شك في ان القاعدة التي اقرها الأمير سلطان وأعضاء المكتب التنفيذي ستطبق وسيتم تزكيته كما فعل في الدورة السابقة الا ان وجد ان الأوضاع تغيرت وان هناك ترتيبات تمت بشكل خفي من خارج الاجتماع!! لم يتقدم زاهر للمنافسة علي منصب نائب الرئيس اعلانا للمبدء الذي كان يسير عليه الاتحاد ولكنه لم ينفذ! محاولات لتفادي الخطر القادم لقد أكدت تلك الوقائع ان هناك خطرا داهما يتهددا لرئاسة لذا قبل بعدم الالتزام بالمبدء الذي اقره من قبل في مقابل تزكية الأمير نواف بن فيصل لمنصب نائب الرئيس التنفيذي للاتحاد والشيخ عيسي بن راشد نائب الرئيس الفخري لتدعيم موقف الرئاسة في مقابل التربيطات التي تمت لاتجاهات مناوئه. الحقائق التاريخية تقول ان الاتحاد العربي عاش في الدورة الماضية واحدة من اسوء فتراته منذ تأسيس عام 6791 فقد تم ايقاف بطولة دوري ابطال العرب ومثلها غابت الأندية الجماهيرية عن البطولة فسقطت اعلاميا وتسويقيا.. كما لم يتمكن الاتحاد من اقامة بطولة علي مستوي المنتخبات والشباب والناشئين الا من خلال الدورة العربية التي استضافتها مصر وشاركتها فيها منتخبات فقط هي مصر الدولة المضيفة السعودية وليبيا والامارات والسودان وهو عدد هزيل يؤكد عدم الاهتمام وعدم التأثير لبطولاته. هل تلعب الجزيرة الدور القادم؟ ما أعلنه زاهر من ان الاتحاد المصري سيعيد حساباته في المشاركات العربية يعني مزيد من الوهن للبطولات العربية التي مازالت تترنح من ضربة بيع شبكة راديو وتليفزيون العرب ART الي شبكة الجزيرة وكانت الأولي ترعي بطولات الاتحاد العربي وتقدم لها الدعم الكثير.. ومع دخول أعوان ابن همام ينتظر ان يكون الجناح الجديد للسيطرة دخول الجزيرة لتلعب دور الART وهنا يزداد التحكيم وفرض الهيمنة علي الاتحاد العربي. الخطر كبير وداهم ليس علي اشخاص ولكن علي الكتاب العربي وعلي رئاسته والمؤكد ان المرحلة المقبلة ستشهد مواجهات عنيفة لان هناك من ادخلوا السياسة في الرياضة فما فعله ابن همام وما يحكم تصرفات روراوة الا انعكاس لسياسة ينفذونها.. اما شداد فموقفه فردي ولاعلاج له!