حكايات أهل القمة .. الأهلي..حياة

وكأنه ‬أراد ‬أن ‬يحمي ‬لاعبي ‬الأهلي ‬من ‬الهجوم ‬الاعلامي ‬الساخن ‬فجاء ‬توقيت ‬وفاة ‬الكابتن ‬طارق ‬سليم ‬أسطورة ‬الوفاء ‬والاخلاص ‬في ‬تاريخ ‬النادي ‬الأهلي ‬في ‬يوم ‬اقامة ‬المباراة ‬العصيبة ‬بين ‬الأهلي ‬والوداد ‬البيضاوي ‬في ‬الجولة ‬الثالثة ‬لدوري ‬المجموعات ‬في ‬بطولة ‬رابطة ‬الأبطال ‬الافريقية ‬لكرة ‬القدم ‬لتقليل ‬الاهتمام ‬الاعلامي ‬بالمباراة ‬في ‬اليوم ‬التالي . ‬وعلي ‬رغم ‬أن ‬الأداء ‬الذي ‬قدمه ‬الأهلي ‬أمام ‬الوداد ‬جاء ‬أقل ‬بكثير ‬من ‬المأمول ‬من ‬فريق ‬يلعب ‬المباراة ‬علي ‬أرضه ‬ووسط ‬جماهيره ‬بأمل ‬واحد ‬هو ‬تحقيق ‬الفوز .. ‬الا ‬أنني ‬اليوم ‬أجد ‬نفسي ‬مدفوعا ‬للحديث ‬عن ‬الكابتن ‬طارق ‬سليم ‬الذي ‬يجب ‬أن ‬تعرف ‬الأجيال ‬الجديدة ‬من ‬الأهلوية ‬اعضاء ‬ولاعبين ‬واداريين ‬ومدربين ‬وجماهير ‬كم ‬قدم ‬للنادي ‬من ‬جهد ‬واخلاص ‬علي ‬مدي ‬عمره ‬منذ ‬انضم ‬الي ‬ناشئي ‬الأهلي ‬وعمره ‬11 ‬سنة ‬حتي ‬وفاة ‬عن ‬79 ‬عاما . ‬
‬طارق ‬سليم ‬الذي ‬تولي ‬منصب ‬مدير ‬جهاز ‬كرة ‬القدم ‬بالنادي ‬الأهلي ‬رافضا ‬أن ‬يحصل ‬علي ‬أي ‬مقابل ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬كان ‬ارتباطه ‬بمهام ‬منصبه ‬يؤثر ‬سلبا ‬علي ‬دخله ‬من ‬عمله ‬ككبير ‬الطيارين ‬بالشركة ‬الوطنية ‬للطيران ‬بسبب ‬كثرة ‬اعتذاراته ‬عن ‬سفريات ‬كثيرة ‬بسبب ‬ارتباط ‬مواعيدها ‬بمواعيد ‬اقامة ‬مباريات ‬مهمة ‬للفريق ‬الأول ‬الي ‬درجة ‬أن ‬كثيرا ‬ما ‬اضطر ‬الي ‬تقديم ‬طلبات ‬بالحصول ‬علي ‬راتبه ‬مقدما ‬حتي ‬يغطي ‬مصاريفه ‬العادية .. ‬وعندما ‬سألته ‬عن ‬السر ‬وراء ‬ذلك ‬وهو ‬في ‬تلك ‬الظروف ‬خصوصا ‬أن ‬هذا ‬العمل ‬لم ‬يعد ‬تطوعيا ‬قال ‬لي ‬وهو ‬يضغط ‬علي ‬أسنانه ‬كما ‬كان ‬يفعل ‬دوما ‬عندما ‬يغضب : ‬هل ‬تريدني ‬أن ‬أطلب ‬من ‬الأهلي ‬مقابلا ‬لعمل ‬أقوم ‬به ‬لصالحه .. ‬ولماذا ‬لم ‬يفعل ‬ذلك ‬شقيقي ‬عبد ‬الوهاب ‬سليم ‬الذي ‬ظل ‬مديرا ‬للكرة ‬حتي ‬هزمه ‬المرض ‬في ‬نهاية .. ‬ولماذا ‬لم ‬يفعلها ‬صالح ‬سليم ‬عندما ‬كان ‬مديرا ‬للكرة ‬بالأهلي ..‬
‬ولا ‬أنسي ‬مطلقا ‬رحلة ‬طيران ‬الي ‬مابوتو ‬عاصمة ‬موزمبيق ‬حيث ‬كانت ‬هناك ‬مباراة ‬للأهلي ‬في ‬دور ‬الثمانية ‬الافريقي ‬وذلك ‬في ‬منتصف ‬الثمانينات ‬حيث ‬كان ‬الكابتن ‬طارق ‬سليم ‬مديرا ‬لكرة ‬القدم . ‬وبدا ‬الجهاز ‬الاداري ‬يبحث ‬مع ‬كل ‬شركات ‬الطيران ‬عن ‬رحلة ‬يصل ‬بها ‬الفريق ‬الي ‬مابوتو ‬بأقل ‬عدد ‬من ‬ساعات ‬الطيران ‬فتم ‬ابلاغه ‬بأن ‬تكاليف ‬أقل ‬رحلة ‬طيران ‬ستصل ‬الي ‬نحو ‬مليون ‬جنيه ‬الا ‬قليلا .. ‬فأجري ‬هو ‬اتصالا ‬بالمسئولين ‬في ‬شركة ‬مصر ‬للطيران ‬يبحث ‬عن ‬حل ‬يقلل ‬التكاليف ‬لو ‬استأجر ‬الأهلي ‬طائرة ‬خاصة ‬فاكتشف ‬أن ‬تكلفة ‬طائرة ‬لثلاث ‬أياك ‬ايضا ‬لن ‬تقل ‬عن ‬750 ‬ألف ‬جنيه .. ‬وما ‬العمل ‬قيل ‬له ‬انه ‬يمكن ‬استئجار ‬طائرة ‬شحن ‬بضاعة ‬فيتكلف ‬الأهلي ‬250 ‬ألف ‬جنيه ‬فقط .. ‬لكن ‬المشكلة ‬ستكون ‬في ‬امكان ‬موافقة ‬الطيران ‬المدني ‬علي ‬تحويل ‬طائرة ‬شحن ‬بضاعة ‬الي ‬طائرة ‬ركاب .. ‬ولن ‬يكون ‬بمقدور ‬أحد ‬سوي ‬وزير ‬الطيران ‬المدني ‬منح ‬هذا ‬التصريح ‬ومن ‬سيكون ‬الطيار ‬الذي ‬سيغامر ‬بالاقلاع ‬بمثل ‬هذه ‬الرحلة .. ‬كان ‬ذلك ‬يوم ‬الخميس ‬وموعد ‬المباراة ‬هو ‬الأحد ‬اي ‬لم ‬يتبق ‬سوي ‬ثلاثة ‬أيام .. ‬
‬وبذل ‬الراحل ‬المحاسب ‬كمال ‬حافظ ‬وكان ‬وكيلا ‬للنادي ‬الأهلي ‬جهدا ‬ضخما ‬للحصول ‬علي ‬الموافقات ‬المطلوبة ‬لكن ‬كل ‬المحاولات ‬فشلت .. ‬ولم ‬يعد ‬باقيا ‬سوي ‬اللجوء ‬الي ‬المشير ‬محمد ‬عبد ‬الحليم ‬أبو ‬غزالة ‬الذي ‬عرفنا ‬أنه ‬موجود ‬في ‬نادي ‬الجزيرة ‬فذهب ‬الوفد ‬الأهلاوي ‬اليه ‬وتم ‬شرح ‬المشكلة ‬وأن ‬هذا ‬هو ‬الحل ‬الوحيد ‬حتي ‬لا ‬نتأخر ‬عن ‬موعد ‬المباراة .. ‬وتفهم ‬المشير ‬أبو ‬غزالة ‬الموقف ‬وأجري ‬اتصالا ‬بوزير ‬الطيران ‬المدني ‬للسماح ‬بأقلاع ‬الطائرة ‬في ‬رحلة ‬مباشرة ‬الي ‬مابوتو ‬لتصبح ‬هي ‬أول ‬طائرة ‬مصرية ‬تحط ‬علي ‬أرض ‬هذا ‬المطار . . ‬لكن ‬وزير ‬الطيران ‬المدني ‬اشترط ‬أن ‬يكتب ‬أحد ‬من ‬النادي ‬الأهلي ‬مذكرة ‬بتحمل ‬المسئولية ‬كاملة .. ‬وهنا ‬نظر ‬ابو ‬غزالة ‬الي ‬الكابتن ‬طارق ‬سليم ‬وسأله ‬عما ‬اذا ‬كان ‬يمكنه ‬التعهد ‬بتحمل ‬المسئولية ‬في ‬السفر ‬والعودة ‬بالطائرة ‬سليمة ‬الي ‬القاهرة .. ‬ولم ‬يتردد ‬الكابتن ‬طارق ‬لحظة ‬وكتب ‬التعهد ‬المطلوب ‬ووقعه ‬علي ‬أوراق ‬رسمية ‬تخص ‬النادي ‬الأهلي .. ‬وهنا ‬اتصل ‬المشير ‬أبو ‬غزالة ‬هاتفيا ‬بوزير ‬الطيران ‬المدني ‬ليبلغه ‬بأن ‬طارق ‬سليم ‬كتب ‬التعهد ‬وانه ‬شخصيا ‬يضمنه .. ‬
‬وعلي ‬الفور ‬تحرك ‬الأتوبيس ‬الذي ‬يقل ‬اللاعبين ‬والجهاز ‬الفني ‬بقيادة ‬فايسا ‬علي ‬ما ‬أتذكر ‬ومجموعة ‬الاعلاميين ‬بالبعثة ‬التي ‬كان ‬يترأسها ‬الدكتور ‬السيد ‬سالم ‬عضو ‬مجلس ‬ادارة ‬النادي ‬الأهلي ‬آنذاك .. ‬
أما ‬ماذا ‬حدث ‬بعد ‬ذلك ‬فتلك ‬قصة ‬المقال ‬المقبل ‬إن ‬كان ‬في ‬العمر ‬بقية .‬