العمل الإيجابي المحترم، يستحق الإشادة والتقدير، والأداء السلبي المغرض ليس له إلا النقد وربما الضرب. وما حدث في الزمالك يوم الجمعة الماضي لم يكن إلا نموذجاً رائعاً لمسيرة إنجازات غير مسبوقة في مدرسة الفن والهندسة. كم أسعدني حضور هذه المناسبة، وكم سررت لما رأيت وشاهدت وتابعت من نقلة حضارية لناد كان الأعضاء يعزفون عن التردد عليه، لأنه كان »خرابة» وفي زمن قياسي يتحول إلي صرح كبير بمعني الكلمة. الفضل في ذلك يعود بالطبع لمجلس الإدارة بقيادة المستشار مرتضي منصور الذي عندما تفرغ لإنهاء بعض المشروعات دون الدخول في صراعات أو صدامات، استطاع أن يسبق معظم رؤساء الأندية علي أرض المحروسة. إن هذه الحشود من أعضاء الجمعية العمومية لنادي الزمالك، والتي أقبلت علي المشاركة في الاحتفالات بافتتاح المنشآت الجديدة بحضور ورعاية المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ليس له إلا تعبير واحد، وهو أن أعضاء الزمالك أصبحوا يثقون في إدارتهم، للعبور بناديهم لآفاق أرحب وأوسع.. إذ أنه لاتزال هناك طموحات لم تتحقق بعد. لقد جمع الزمالك في احتفالاته رقماً قياسياً من الوزراء وقيادات الدولة، ورموزاً رياضية وأدبية وفنية وسياسية لم تتواجد من قبل داخل جدران ناديهم إلي جوار نجوم الأهلي والإسماعيلي ومعظم الأندية الأخري.. إلي جوار الأجيال الذهبية للزمالك التي حرصت علي المشاركة للتأكيد علي أن تواصل الأجيال بدأ ينطلق من هذا النادي العملاق. لن أستطيع أن أحصي من التقيت بهم، ومن لم أقابلهم نتيجة للتزاحم الشديد الذي عبر عن أن الأسرة الرياضية كلها تجمعت في ميت عقبة لتكون البداية لصفحة جديدة. ولعل حرص حرم الراحل العظيم صالح سليم علي التواجد إلا رسالة من مرتضي منصور إلي جماهير الأهلي تحديداً بأن العلاقة اليوم علي خير مايرام.. وأن هذه العلاقة غداً ستنمو وتكبر ليلعب الزمالك والأهلي الدور الأهم والأبرز في دعم الحركة الرياضية لتأخذ مكانها في مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي. لن تتسع السطور لنقل مشاعر كل من حضروا.. وأري أن تجميع الزمالك لكل هؤلاء إلا إنجاز لا يقل بأي حال من الأحوال عن الإنجازات التي طورت النادي الذي كان مهجوراً.. وفي زمن قياسي قبله للرياضيين عموماً ولأعضاء النادي بشكل خاص. براڤو مرتضي منصور.. وإدارة الزمالك. المؤكد أن الجولات الأولي للأهلي والزمالك وسموحة كانت مهمة.. بل غاية في الأهمية، ولكن ملف التأهل مازال مفتوحاً، ولن يغلق علي خير إلا بعد الجولة الثانية والحاسمة. الأهلي والزمالك كانا في نزهة أمام فريقين من رواندا.. غاية في التواضع.. ثم كتبت عليهما القرعة أن يصعدا بفريقين قويين من المغرب الشقيق الذي يعشق المصريين وأياً كان المتأهل.. سيبقي لكرة القدم المغربية كل التقدير والاحترام. أما سموحة.. فقد كان فارس الأندية المصرية حتي دور ال16 لأنه أخرج أهلي بنغازي وأنيمبا. لم يحظ جاريدو حتي الآن بثقة جماهير الأهلي، والخوف أن يكون لاعبو الأهلي أيضاً علي نفس المنوال أو المنطق. لا يجب أن تتعامل إدارة الإسماعيلي مع الهزيمة الثقيلة أمام إنبي علي أنها كارثة، لأن الظروف كانت صعبة بسبب كثرة الإصابات والغيابات.. ولكن في الوقت نفسه لابد من تحية طارق العشري.. ونجومه.
لا يجب أن تكون هذه هي نهاية عماد متعب الذي حقق بمفرده إنجاز الكونفيدرالية التي وصلت الأهلي.. وكانت بعيدة جداً.. ولا علاقة للجهاز الفني بها.