ذهبت إلي بوابات ملعب الدفاع الجوي حالمة برؤية وتشجيع الزمالك.. فتلقاها ممر الموت بالأحضان.. وسقط اسمها من تعويضات الضحايا هالة الحبيشي أصغر مشجعة للزمالك "14 سنة" ماتت أثر الأحداث المؤسفة التي جرت بمحيط ملعب الدفاع الجوي قبل مباراة فريقها المفضل أمام انبي، لم تهدأ الطفلة عندما علمت بفتح البوابات للجماهير لحضور لقاء لفريقها التي تعشقه والتي حرمت من رؤيته لسنوات ولم تعلم ما ينتظرها وهو ان بوابات الموت كانت تنتظرها، طفلة التزمت بشراء التذكرة وراعت نظام المباراة لتتجه الي التجمع الخامس بفرحة لتعود محمولة علي الأعناق بحزن جم لأهلها. جاءت هالة من طنطا "كفر النملة" مهرولة علي منزل عمتها "أم محمود" بالقاهرة بصحبة شقيقها وشقيقتها وعمها وابن عمها ليلة المباراة لتنام بقميص الزمالك والفرحة تملأ عيونها انتظارا لرؤية وتشجيع الفريق الأبيض، وروي مراد شفيق أحد أقارب هالة ومعه شقيقها عبدالحليم الحبيشي ما حدث في اليوم المشئوم حيث قالا ان هالة تعودت أن تحضر مباراة الزمالك وتأتي إلي القاهرة بصحبة أشقائها وكان تشجيعها لفريقها أسعد شعور لديها وفي يوم المباراة استيقظت هالة مبكرا وهي في منتهي السعادة وتدعو الجميع للاستيقاظ للتوجه إلي ملعب الدفاع الجوي وبالفعل استطاعت الصغيرة بفرحتها اقناع الأسرة ان تتحرك إلي الاستاد من الواحدة ظهرا وبعد الوصول الي ملعب الموت وجدت هالة الجماهير الغفيرة تملأ المكان استعدادا للدخول والعودة الي المدرجات متمنية ان يحقق فريقها الفوز ويحافظ علي صدارة الدوري سعيا في التتويج بالبطولة. وبدأت الأحداث المؤسفة تنطلق من خلال اشعال شماريخ "الوايت نايتس" الذي تواجد بمحيط الاستاد معلنا دخوله المدرج بدون تذاكر، ومع بدء الاشتباكات مع الأمن ورفض الأخير دخول الجماهير التي لاتحمل تذكرة اللقاء، عاد اشعال الشماريخ وسط تعبير عن الفرحة والغضب في آن واحد وتم إلقاء "شمروخ" علي قوات الأمن، في هذا التوقيت كانت هالة تقترب من القفص "ممر الموت" الذي يفصلها عن باب حلمها برؤية اللاعبين وقميص الزمالك في الملعب. وبدأت قوات الأمن في القاء قنابل الغاز المسيل للدموع ليسود حالة من الكر والفر بين المشجعين والقوات الأمنية، ووسط هذا الزحام سقطت هالة ارضا بسبب الاختناق من الغاز وادي التدافع إلي دهسها بالأقدام في نفس اللحظة التي سقطت شقيقتها "سارة" فاقدة للوعي من الغاز الذي ملأ المكان، وبعد افاقتها، حمل أحمد نبيل ابن عمهما "هالة" ليتوجهوا بها سريعا إلي أحد المستشفيات بالتجمع الخامس ولم يستطع الأطباء انقاذها، فانتهت حياة هالة بصافرة نهاية المباراة والتي انتهت بالتعادل الايجابي وبسقوط 20 ضحية، لم يحتسب منهم إلا 19، وكما سقطت هالة متوفية، سقط حق اسرتها في التعويضات التي قررت وزارة الشباب والرياضة بصرفها وهي 100 ألف لكل أسرة وتعويض اتحاد الكرة بقيمة 25 الف لكل اسرة أيضا.. وأخيرا مجلس الزمالك بصرف 50 الف لكل اسرة وعمرة. وللحفاظ علي حق أسرة الضحية اتجه مراد، وعبدالحكيم، واحمد نبيل إلي القاهرة يوم السبت 14 فبراير إلي المستشفي التي انتهت بها حياة هالة اثر الأحداث المؤسفة للحصول علي شهادة توضح ان سبب الوفاة و الاختناق والتدافع حيث انهم وجدوا السبب في تصريح الدفن "علامات مجهلة" فاتجه الجميع الي نيابة القاهرة الجديدة بصحبة خالها "سامي" وشرحوا الأمر الي مدير النيابة شريف عبدالمنعم الذي امر باحضار "هويدا" الموظفة التي استخرجت تصريح الدفن ورفضت ذكر السبب فيه وباستجوابها وبمواجهة أحمد نبيل ابن عم "هالة" لها وجد عبدالمنعم تضاربا في أقوالها من أجل الهروب من تحمل المسئولية وأمر بالتحفظ عليها وفقا لما قاله خال "هالة". وأكد خال "الصغيرة" ان مدير النيابة طالبهم بالعودة الي القاهرة الأسبوع المقبل للحصول علي شهادة توضح سبب الوفاة بعد ان اثبت التحقيق في تضارب أقوال الموظفة ان هالة توفت أثر أحداث الدفاع الجوي.