يجب أن يستفز غياب منتخب مصر الكروي عن بطولة الأمم الأفريقية التي تجري في غينيا الاستوائية حضرات السادة المسئولين عن الرياضة وكرة القدم تحديدا.. لأنه سيكون من العار ألا ينافس أحفاد الفراعنة علي البطولة القادمة . لا أن يكون الطموح مجرد التأهل. ثلاث بطولات متتالية لم يصعد لنهائياتها ذلك المنتخب الذي احتفظ باللقب ثلاث مرات.. وهو أمر في غاية الخطورة يكشف عن كارثة مرعبة. بالطبع.. كان للغياب الطويل أسبابه، أهمها وأبرزها تلك الظروف العصيبة التي مرت بها البلاد في السنوات الثلاث الأخيرة تحديدا.. حيث لا نشاط منتظم، ولا دوري بمعناه الطبيعي ولا جمهور في المدرجات.. والأكثر من ذلك هو »الخناقات» والصراعات بين القائمين علي الحركة الرياضية والكروية. حقيقة.. الأمور تمضي نحو الهدوء والاستقرار بما يعني أن الأحوال العامة تتحسن، بما ينعكس علي كرة القدم، التي اصابها الانهيار أكثر من أي لعبة أخري.. فقط مطلوب ضبط النفس وهدوء الأعصاب والعمل لوجه الله والوطن للمصالح الخاصة. إذن.. نشاهد ونتابع بطولة الأمم الافريقية ليس بالحسرة وإنما بالأمل وبالتفاؤل، بأن يفرجها ربنا علي الاخوة الفاشلين.. المتمسكين بمقاعدهم، رغم أنف المسئولين المفترض أن يكونوا من المخلصين. د.حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد وموفد اللجنة الاوليمبية الدولية لرسم خريطة الطريق للرياضة المصرية قال إن قانون الرياضة الجديد سيكون جاهزا بعد حوالي 45 يوما.. والمستشار خالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية قال إن القانون لن يكون جاهزا بعد شهور أو سنوات. »إيه الحلاوة دي؟».. ماذا أضاف المدربون الاجانب للكرة المصرية وأتحدث عن مدربي الأندية. وجهة نظري الشخصية أنهم لم يقدموا إلا القليل مقارنة بالأموال الضخمة التي ترصد لهم. السيد جوزيه رفع شان الخواجات لأن حجم البطولات التي حققها مع الاهلي قياسية، ليس لانه عبقري فذ، وانما لأن ادارة الأهلي في عهد حسن حمدي جاءت له بلبن العصفور والعجيب أن من يتحدثون عن انجازات الاهلي لا يقولون.. والحق هو أنه حسن حمدي.. أولاً. ليس كل الأجانب نجحوا.. والمحزن.. أن الافاضل المدربين الوطنيين لم يطوروا من أنفسهم فوقفوا عند حدود فنية معينة، يكملوها، ويحسنوها بشوية شغل. العقوبات الدبلوماسية التي أصدرها اتحاد الكرة ضد مؤمن زكريا ومعروف يوسف وخالد قمر ما هي الا صورة بالألوان الطبيعية لحالة الواقع المؤلم الذي لا يخضع لقواعد أو لوائح أو قوانين. مايزال الناس في الشارع الرياضي ينتظرون اجراءات... ايقاع فوضي التوقيعات التي يتلاعب بها أنصاف اللاعبين بأنديتهم وبجماهير »المجنونة» ربنا ينفخ في صورتهم.. لو أن محمد ابراهيم لاعب الزمالك قرر العودة لناديه فعلا ومخلصا في قراره وحريصا علي شق طريقه نحو النجومية الحقيقية فسيكون اضافة رائعة، لا تعوض غياب مؤمن زكريا فقط وانما ستزيد الفريق الأبيض قوة ومتانة. ولو أن كل لاعب فشل في تجربته الاحترافية اراد أن يعود إلي أضواء النجومية، فانه يستطيع اذا كان يملك العزيمة، وما أكثر الذين سيعودون من الغربة في الشهور القادمة. منتخب مصر لكرة اليد سيضيف لبطولة العالم بالدوحة والاضافة مصدرها الجماهير العظيمة التي يظهر معدنها الأصيل بعيدا عن أرض الوطن. والواقع أن كرة اليد حققت وماتزال تحقق ما لم تستطع كل المنتخبات الكروية أن تفعل. اليد.. لم تغب عن بطولات العالم منذ سنوات..... ولكن »المجنونة» كرة القدم غابت وضلت الطريق.. وللأسف تاهت يا ولاد الحلال». اذا رضخ عصام عبدالفتاح لرغبة الاهلي والزمالك في حكم أجنبي للقمة.. »يبقي» كل عام وأنتم بخير، لأن كل »اللي عمله».. »حيروح» في »الباي.. باي».