علي عكس ما هو متوقع، لم يصب مسئولو الجبلاية بالخضة من الخطاب الذي أرسله الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا» أمس الاول والذي حمل تهديدا واضحا بتجميد نشاط الاتحاد المصري ومن ثم الكرة المصرية بأثرها بسبب التدخلات الحكومية السافرة في شأن بعض الاندية المصرية، فعلي الرغم من شدة لهجة الخطاب وحساسية توقيت إرساله إلا أن مسئولي الجبلاية بدوا وكأنهم كانوا يعملون حساب اللحظة ويرتبون لها، وهو ما ظهر في لهجة الكابتن حسن فريد نائب رئيس الاتحاد الذي بدا واثقا وغير مكترث بالمرة من خطورة ما حمله الخطاب وخطورة تداعياته، وقال إن خطاب الفيفا جاء للاستفسرار عن بعض الشكاوي المقدمة من خمسة أندية هي الاهلي والزمالك والشمس والترام والترسانة وهي الاندية التي قامت وزارة الرياضة بحلها، مشيرا إلي أن الرد علي هذا الاستفسار سهل وبسيط لأن كل هذه الاندية تم حلها بعد انتهاء مدتها القانوني- أربع سنوات - وأن المجالس التي تم تعيينها جاءت لسد الفراغ الزمني الذي يفصل بين حل هذه المجالس والمواعيد القانونية لإجراء الانتخابات، والدليل علي ذلك - فريد يقول - إن بعض هذه الاندية حددت مواعيدها لإجراء الانتخابات القادمة مثل الزمالك الذي حدد يومي 22 و23 مارس القادم لدعوة الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة جديد، وكذلك نفس الامر بالنسبة لباقي الاندية الاخري التي حددت بشكل مبدئي شهر مارس لاجراء الانتخابات دون أن تسمي اليوم ومن هذه الاندية الاهلي.. ويشدد فريد علي أن خطاب الفيفا ليس به ما يدعو للقلق أبدا، مؤكدا علي أن الاتحاد المصري سيشرح للفيفا الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر في الفترة الحالية وتجعل الوضع مرتبكا وغير مستقر علي النحو الذي جعل البعض يستثمره لإحداث المزيد من الارباك والتشتيت.. أما فيما يتعلق بوجود د. كمال درويش رئيس نادي الزمالك علي رأس لجنة الاندية وهو الرئيس المعين من قبل الحكومة المصرية - وزارة الرياضة - فيقول فريد إن هذا الوضع فرضته الظروف الاستثنائية التي يمر به البلد وهو ما سيتم تداركه في الفترة القادمة بمجرد إجراء الاندية لانتخاباتها، ويثق فريد في تفهم الفيفا للظروف بدليل أنه أعطي مهلة للاتحاد المصري لتصحيح الاوضاع ولو أنه لم يكن مقدرا للظروف لأتخذ علي الفور قراراته التصعيدية علي ضوء الشكوي الاولي التي وصلته من ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك السابق، مضيفا بأن مجلس إدارة الجبلاية سيعمل جاهدا علي تدارك كافة الملاحظات التي بيده خلال تلك المهلة ، مثلما يظن أن تفعل وزارة الرياضة أيضا.. أما بخصوص بيع حقوق بث الدوري الممتاز للتليفزيون المصري فيؤكد فريد أن هذا الامر ليس للفيفا شأن فيه فهو شأن داخلي وقد ارتضته جميع الاندية المشاركة في المسابقة باستثناء ناد واحد هو الاهلي، مشيرا إلي أن شكوي الاهلي من عدم حصوله علي شارة البث التليفزيوني لمبارياته فهو أمر خاص بالاهلي وحله ليس بيد الاتحاد المصري وإنما بيد مسئولي التليفزيون.. وفي السياق ذاته رفض مجلس إدارة الجبلاية عقد أي جلسة استثنائية لبحث تداعيات الموقف، حيث اكتفي أعضاء المجلس بالتباحث والتشاور بالتليفون، حتي الاجتماع الذي كان محددا من قبل وكان المفترض أن يعقد أمس تم إلغاؤه بسبب الاحداث الساخنة التي يعيشها الشارع المصري في ذكري الاحتفال بثورة 25 يناير.. هذا وعلي الرغم من ثقة مسئولي الجبلاية في تجاوز أزمة هذا الخطاب الدولي إلا أن الوضع ينذر بتفجير المزيد من المفاجآت غير السارة والعابرة للقارات خلال الفترة المقبلة والتي تهدف توجيه ضربات موجعة للمسئولين عن الرياضة المصرية عامة واتحاد الكرة خاصة في ظل المعركة الطاحنة الجارية منذ فترة بين وزارة الرياضة والنادي الاهلي والتي يلقي فيها الاخير دعما غير محدود من بعض كبار المسئولين بالاتحادات الدولية مثل د. حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الاتحادات الدولية والذي كان قد كشف عن كراهية غير عادية للكابتن طاهر أبوزيد وزير الرياضة بل ووجه له ألفاظا جارحة تكشف عن حجم الغضب الذي يحمله بداخله تجاهه، ولعل حسن مصطفي كان قد كشف في نفس الحوار الذي هاجم فيه وزير الرياضة عن احتمالية تدخل اتحاد الاتحادات الدولية لمعاقبة مصر بدعوي التدخل الحكومي في شأن الاندية والاتحادات. من جانب آخر نفي الكابتن عمرو السعيد رئيس لجنة شئون اللاعبين ما تردد مؤخرا باتخاذ اللجنة قرارا باعتبار اللاعب العربي المحترف بالاندية المصرية لاعبا مصريا أي يعامل معاملة اللاعب المصري، مؤكدا أن هذا مجرد كلام واقتراحات لم تصل بعد لحد اتخاذ القرار، وقال إنه في حال تفعيل هذا الامر فسيكون الهدف منه بالدرجة الاولي خدمة اللاعب المصري المحترف بالاندية العربية ذلك إذ ما نجح الاتحاد المصري في توقيع بروتوكولات مع الاتحادات العربية تقضي بمعاملة اللاعب المصري بالمثل.. وفي سياق مشابه أكد السعيد أن اللجنة تنوي اتخاذ قرار خلال الايام القادمة يقضي باعتبار اللاعب الافريقي الناشئ مسجلا بقائمة الفريق الاول، وقال إن الهدف من هذا الاجراء هو تقنين عملية ضم اللاعبين الافارقة والحد من الازمات والمشاكل التي تنشأ عن وجود اللاعبين الافارقة بالاندية المصرية، مشيرا إلي وجود عدد كبير من اللاعبين الافارقة المحترفين ببعض الاندية المصرية عاجزة عن الحصول علي مستحقاتها المالية وكلها أزمات يتم تصديرها لاتحاد الكرة..