تتجه العلاقات الإيرانية السعودية، خلال الفترة الحالية، إلى خفض التوترات، وإعادة بناء علاقات دبلوماسية، في محاولة لرأب الصدع بين البلدين، عقب إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي نمر باقر، ومقابلتها بالاعتداء على السفارة السعودية بطهران. وقال مصدر مقرب من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن الخلافات بين الجانبين انخفضت بشكل ملحوظ، وأفادت تقارير إلى السلطات الإيرانية تفيد إيجابية الموقف السعودي خلال لقاءات دبلوماسية تمت في الرياض. وفود دبلوماسية بعد العيد وذكر المصدر، بحسب صحيفة الجريدة الكويتية، اليوم السبت، أنه «من المقرر أن يزور وفد دبلوماسي سعودي طهران بعد عيد الأضحى، لتقييم الأضرار التي لحقت بالسفارة السعودية هناك، وقنصليتها». وأكد المصدر، أن «المسؤولين في طهران يأملون أن تفضي الزيارات إلى حل الخلافات وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وخاصةً أن الهدف من زيارة الوفد السعودي لتقييم الأضرار يدل على نية سعودية لإعادة تشغيلها». وكشف المصدر عن تجهيز وفد دبلوماسي إيراني لزيارة الرياض، عقب زيارة الوفد السعودي، في إطار إيجاد قنوات اتصال مباشرة، دون وسيط، لمحاولة حل الخلافات بين الدولتين. رضا الحجاج الإيرانيون مقياس عودة العلاقات وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن رضا الحجاج الإيرانيون، عن الحج والتعامل السعودي معهم، سيكون مقياسهم في حسم عودة العلاقات مع الرياض. ومع بدأ توافد البعثات الإيرانية للحج، سعت السعودية، لاستقبالهم بصورة مميزة، ونشرت وزارة الثقافة والإعلام السعودية مقطع فيديو، عبر حسابها بموقع «تويتر» لمساعد التنفيذي لمكتب شؤون الحج الإيراني ناصر هويزاوي، قال فيه : «بدوري ونيابة عن الحجاج الإيرانيين، نشكر السلطات السعودية على حسن التعامل وحسن السلوك». وأكدت وسائل إعلامية إيرانية، أن نائب وزير الحج محمد بن صالح البيجاوى وعددا من المسئولين وأمن المطار كانوا في استقبال الحجاج الإيرانيين فور وصولهم إلى المدينة. #فيديو | المساعد التنفيذي لمكتب شؤون #الحج الإيراني يشكر السعودية على حسن استقبال حجاج #إيران في #جدة و #المدينة .#الحج_رسالة_سلام pic.twitter.com/uy3Se37M9M — الثقافة والإعلام (@moci_ksa) August 9, 2017 رضوخ للشروط رضخت المملكة العربية السعودية لشرط إيران للمشاركة في موسم الحج لهذا العام، بعد مفاوضات دامت لمدة عام، اضطرت خلالها الرياض الموافقة على جميع الشروط من أجل السماح بإفاد البعثات الإيرانية للحج. وكانت إيران طالبت بتوفير الأمن للحجاج الإيرانيين، والسماح لهم بإقامة مراسم قراءة دعاء كميل في المدينةالمنورة ما بين المسجد النبوي الشريف ومقبرة البقيع، وإقامة مراسم البراءة من المشركين في صحراء عرفات والتي يتم خلالها إطلاق «الصيحات». وفي المقابل لم تفرض السعودية اي شروط على البعثات الإيرانية، وقال الأمير خالد الفيصل، مستشار الملك السعودي، أمير منطقة مكةالمكرمة ردا على سؤال لأحد الصحافيين حول الشروط التي وضعتها الرياض على حجاج إيران، قال الفيصل «ليست هناك شروط خاصة بإيران». وتولت القنصلية السويسرية في السعودية أمور النقل والطيران، والتأشيرات، والخدمات القنصلية للحجاج الإيرانيين، بعدما عرضت الوساطة عقب قطع العلاقات بين البلدين.
وكان قال وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي إن السعودية طلبت من العراق التدخل للتوسط بين الرياضوطهران، وأكد أن إيران تلقت هذا الطلب بشكل إيجابي. وتعتبر المبادرات التي تقوم بها الدولتين والتصريحات، هي الاولى من نوعها منذ قطع العلاقات الدبلوماسية في يناير 2016، بعد تخريب سفارتها في طهران من قبل حشد ردا على اعدام رجل دين شيعي في المملكة. ولم ترسل إيران حجاجاها في الموسم الماضي للحج،لعدم توصل البلدين إلى حلول وتفاهمات بشأن قضايا امنية ولوجستية.