رأت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية أن قطر تحرز تقدماً جيداً في خلافها مع الدول الخليجية مع اتجاه بعض دوائر صنع القرار الأميركي إلى المطالبة برفع الحصار المفروض عليها. وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يرى مستشارو البيت الأبيض أمثال «جاريد كوشنر» و«جاسون جرينبلات»؛ السعودية والإمارات ومصر كحلفاء أقوى من الدوحة، تتناقض وجهة نظرهما مع وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» ووزير الدفاع «جيم ماتيس»، الذين يرون أن مثل هذه الإجراءات ضد قطر من الممكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، وتقربها من طهران. وتختار دول الخليج الاعتقاد فيما يقوله المسؤولون الأميركيون الذين يخبرونهم بما يودون سماعه، مما يدفعهم إلى عدم الرغبة في تقديم تنازلات أو تلبية المطالب، ويصرون على موقف معين بناءً على ما قاله محاوره الأميركي المفضل. وقال تيلرسون في آخر تصريحاته التي تم قياسها «الخطوة المثمرة التالية هي أن يجلس كل من البلدين معا ويواصل الحوار، مع كتابة مطالبه خطياً بحيث لا يستطيع أحد داخل البيت الأبيض أو الخليج تفسير نواياه بشك خاطىء ،وذلك قبيل أسبوع من الاجتماعات مع وزير خارجية قطر وغيره من كبار المسؤولين الخليجيين» لكن مسؤولين من دول الخليج أعربوا عن ثقتهم في تأكيدات مستشاري البيت الابيض أمثال «كوشنر» زوج ابنة ترامب ومستشار الشرق الاوسط «جرين بلات» الذين قالوا لهم إن قطر الصديقة لإيران ستضطر الى تغيير مسارها، وسترغم على وقف دعمها المزعوم لحركة حماس والإخوان المسلمين، وشبكة الجزيرة الإخبارية. ويلفت الكاتب إلى أن الجمهوريين البارزين في الكونجرس الأميركي يؤيدون موقف «تيلرسون»، كما اقترح رئيس العلاقات الخارجية «بوب كوركر» حظر بيع الأسلحة إلى مجلس التعاون الخليجي إلى حين أن يتم حل الخلاف مع قطر. وقال كوركر في رسالة وجهها يوم الاثنين إلى تيلرسون «النزاعات الأخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي لا تؤدي إلا إلى الإضرار بالجهود الرامية إلى محاربة تنظيم الدولة ومواجهة ايران»، وأضاف «قبل أن نواقف على أي تصاريح أخرى لمبيعات المعدات العسكرية المميتة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، نحتاج الى فهم أفضل لمسار حل النزاع الحالي». ويقول«أندرو بوين»، الباحث الزائر بمعهد «أميركان انتربرايس» الأميركي «من المؤكد أن رسالة السناتور كوركر تقوي موقف تيلرسون التفاوضي وتضغط على دول مجلس التعاون الخليجي لإيجاد حل بدلاً من الاستمرار في التهرب، على أمل أن تستسلم قطر أو الولاياتالمتحدة في نهاية المطاف لمواقفهم». ووفقاً لمصدرين مطلعين فإن مطالب «تيلرسون» لقطر الرامية إلى تخفيف التوتر بينها وبين جيرانها قد أجلت مؤقتاً مع تقديم دول الحصار مطالبها التي يعتبرها مسؤولوا الخارجية الأميركية لا يمكن تطبيقها بشكل كامل ، في حين يقول مصدر قطري إن التدخل في السياسة التحريرية للجزيرة هو محاولة للقضاء على حرية التعبير في بلاده، وهي ما ترفضه بلاده بشكل نهائي.
