لم تمر أيام قليلة عن إعلان مصر توقيع معاهدة سد النهضة مع دول إثيوبيا والسودان، إلا وبدأت تتكشف حقائق توقيع المعاهدة التى تمت على وجه السرعة دون معرفة صاحب تلك المبادرة التى وصفت إعلاميا بالمنقذة للوطن واعتبرها خبراء كارثة على مستقبل البلاد. "مفيد شهاب" رئيس جامعة القاهرة الأسبق ووزير التعليم العالى الأسبق الذى شغل منصب وزير المجالس النيابية والشئون القانونية أيام حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، أحد هؤلاء المخططين لوثيقة المبادئ التى وقعتها مصر مع دول حوض النيل، وشهاب رجل قانون وشارك في الدفاع عن قضية مصر لاسترداد طابا، وبعد ثورة 25 يناير تم التحقيق معه في 1 مايو 2011 فى قضايا تتعلق بالفساد ليخلى سبيله بعد ذلك. وبحسب مصادر برنامج "صوت الناس" المذاع على فضائية "المحور" اليوم الثلاثاء فإن مفيد شهاب كان له دور كبير في اعداد وثيقة سد النهضة خاصة وأنه بث الطمأنينة بحسب القناة للنظام الحالى عن الوثيقة ودافع عنها بشد لنقلها مصر من منطقة التوتر والشك إلى منطقة التعايش والنوايا الحسنة. وبرز الدكتور مفيد شهاب الحاصل ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1956 ودرجة الدكتوراه جامعة باريس 1963 والذى يلقب "بترزى مبارك" وسط النخبة السياسية عام 1993 عقب مشاركته كعضو هيئة الدفاع المصرية في قضية طابا أمام التحكيم الدولي فى الفترة من 1986 إلى 1988 . وأصدر مبارك قراره بتعيين شهاب رئيساً لجامعة القاهرة فى عام 1993 كمكافأة له على استرداد طابا، وسط تفاؤل طلاب وأساتذة الجامعة بمقدم الرجل صاحب الخبرة القانونية العريضة كأحد أبرز أساتذة القانون الدولي. لكن سرعان ما تحول شهاب من النشيط سياسيًا بتنظيمات الاتحاد الاشتراكى إلى موظف بيروقراطى يحاول الحفاظ على منصبه ، فاعتقل فى عهده العديد من الطلاب من داخل الحرم الجامعي بسبب تبنيه قوانين منع الطلاب من ممارسة العمل السياسي داخل الجامعات، لتنكشف سوءة شهاب سريعا مع اعتقال الطلاب المشاركين فى المظاهرة الشهيرة ضد الأحكام العسكرية عام 1995، ويفاجأ الجميع بتوجيهه الاتهام للطلاب بمخالفتهم القوانين ليهتف الطلاب ضده "ياشهاب ياشهاب.. هتروح فين يوم الحساب ". هنا انتهت علاقة شهاب بالتعليم لكنها لم تنته بالنظام السياسي بالدولة، رحل من الجامعة ليحط برحاله فى حقيبة وزارة الدولة للمجالس النيابية والشؤون القانونية، ليفجر أزمات عدة داخل الوزارة فكان دائما عصا النظام لتأديب موظفى الحكومة المتمردين على الدولة، بل وطاله غضب الشارع أيضا فلم يسلم من التظاهرات التى اتهمته بالفساد وخدمة النظام ضد صالح الشعب. لقب شهاب ب" ترزى مبارك " كونه صاحب اقتراحات بمشاريع قوانين عدة اصدرها النظام، إضافة الى إجادته الدفاع عن نظام مبارك وكان من بينها اتهامه للمعارضة بالغوغائية لمجرد ترديدهم ما ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق حول غرق العبارة السلام 98 ، ليكون سببًا فى افلات الحكومة من العقاب . وقرر المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع فى 2 مايو 2011صرف الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية السابق، من مقر الجهاز في ختام التحقيقات التي استغرقت معه قرابة 7 ساعات والتي انتهت إلى عدم وجود أية شبهات تتعلق بذمته المالية ، ليختفى اكثر من عامين ويظهر مجددًا على الساحة بقوة خلال الشهور الماضية فى القاء محاضرات والادلاء بتصريحات اعلامية تمس قضايا قانونية .