تحولت العبارات النهرية العاملة والمسيرة بنيل بني سويف بمختلف مدنها ومراكزها في الآونة الأخيرة الى نعوش عائمة ومقابر جماعية متحركة تحمل رائحة الموت والخطر في كل لحظة ، والتي تعتبر همزة الوصل الوحيدة بين شرق المحافظة وغربها باستثناء مدينة بني سويف وانها صارت تفتقد مؤخرا بشدة لاعمال الصيانة والتطوير كما لم تتوافر بها معايير السلامة والامان اللازمة لتسييرها . قال محمد احمد علي موظف ان جميع هذه المركبات المائية تستخدم في عملية تشغيلها وقود السولار الملوث للبيئة الى جانب الزيوت الثقيلة والتي تخرج عوادمها ومخلفاتها في مياه النهر وتتسبب في الحاق الضرر الشديد بالثروة السمكية غغالبية العاملين على هذه العوامات يقومون بالتخلص من نفايات وعوادم اعمال الصيانة اليومية لهذه المركبات المائية في مياه النهر دون وازع من ضمير او رادع من قانون بينما الخطير في الامر ان غالبية هذه العوامات تخالف في كثير من الاحيان الحمولة القانونية المقررة لها مما يجعلها معرضة للغرق في أي وقت . وأكدت “صفية محمود ” ربة منزل ان هذه العوامات تشكل خطرا حقيقيا يهدد ارواحنا في كل لحظة بسبب لجوء القائمين عليها بتحميلها اكثر من طاقتها الفعلية وحمولتها القانونية المقررة فهي تحمل على متنها كل شئ بدء من البشر ومرورا بالسيارات الملاكي وسيارات النقل الثقيل وانتهاء بالمواشي والدواب بمختلف انواعها وكاننا داخل غابة حقيقة كما ان العاملين بهذة العوامات يخالفون رسوم اجرة الركوب المقررة ويقومون بتحصيل مبلغ 50 قرشا من كل فرد بدلا من 25 قرشا فقط نظرا لانها الوسيلة النهرية الوحيدة لدينا . وأضاف ” انور سالم ” موظف في بهيئة الاستعلانات بمركز ناصر يضم ثلاثة عوامات نهرية اثنين منها يعملان عند حدود قرية اشمنت والثالثة تعمل داخل قرية الشناوية مع العلم ان العوامة الاخيرة حمولتها 30 راكب وتتخطى حمولتها ما بين 300 الى 400 راكب ولا يوجد بها طفايات حريق كما ان مخلفاتها من الزيوت تلقى مباشرة في النهر ويؤكد ان مسئولى العوامة لا يلتزمون بتعريفة الركوب فنقل السيارة الملاكي تسعيرتها 125 قرشا بينما يصر اصحاب العوامة على 4 جنيهات . واكد “تونى عثمان ” عضو محلى سابق السابق ان هذه العوامات تفتقد لكثير من وسائل الامان من اطواق النجاة وطفايات حريق وقوارب انقاذ وان المواطنين يصابوا بالذعر في حالة حدوث أي اهتزاز من العوامة طالب عثمان بمتابعة وتشديد الرقابة على العوامات واجراء صيانة دورية على العوامات وقال انه لابد من وجود ميكانيكي طوال ساعات العمل اليومية خوفا من حدوث أي اعطال . فيما قال سعيد علي سائق عوامة بمركز ببا ان هناك شروط لقيادة العوامات النهرية فلابد ان يحصل السائق على تصريح من المسطحات المائية لقيادة العوامة وقال ان احدى العوامات بمركز ببا لا يوجد بها سور فاصل عند اطرافها لحماية الركاب او السيارات المنقولة من السقوط في مياه النهر فقد سقطت احدى سيارات النقل الثقيل في مياه النهر بسبب الفرامل وتم العثور عليها بعد 10 ايام . ومن جانبه ، ذكر مصدر مسئول بالمحافظة ان هناك لجنة من شرطة المسطحات المائية تقوم بالتفتيش الدوري على العوامات لمراجعتها فنياً من خلال طفايات الحريق وأطقم النجاة والتأكد من سلامة جسم العوامة ، مضيفاً انه يتم مراجعة التراخيص بشكل دوري وان الرقابة مستمرة من خلال شرطة المسطحات ومجالس المدن ويتم تعيين مساعد شرطة من المسطحات المائية لمراقبة سير العوامات وعند رصد أي مخالفة يتم تحرير محضر لصاحبها واغلب المحاضر يكون حمولات زائدة ومخالفة الرسوم المقررة من المجلس المحلي .