رأت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يلقى خطابات رائعة وقليلون هم من يستطيعون مباراته في هذا، مضيفة أن الخطب البليغة فى كثير من الأحيان تولد شعورا بالإحباط حيث تصبح الكلمات بديلا عن العمل، وليست مقدمة له، مشيرة إلى أن هذا هو ما فعله أوباما مجددا في زيارته للقدس. وقالت الصحيفة – فى مقال أوردته اليوم الجمعة على موقعها الالكترونى – إن الزعماء ينقسمون إلى فريقين: فريق يحترم معايير السلطة والسياسة وفريق يؤيد الخروج عنه واتخاذ فعل حقيقي، وكان أوباما من الفريق الأول.. مؤكدة أن زيارة اوباما إلى إسرائيل كشفت سقف طموحات الولاياتالمتحدة.. ففى الوقت الذى تحترق فيه منطقة الشرق الأوسط أكد أوباما أنه ليس هناك الكثير الذي يتعين القيام به. من جهة أخرى، أكد مسئولو إدارة أوباما، أن جهود تحسين العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والتأكيد على إلتزام الولاياتالمتحدة بضمان أمن إسرائيل تعد الأرض الصلبة التي تبنى عليها جهود استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين. وأن هذه المهمة الآن ستكون على عاتق جون كيرى وزير خارجية الولاياتالمتحدة. واستطردت الصحيفة أن نوايا وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى الحسنة لا قيمة لها إذا كان الرئيس الأمريكى غير مستعد لتحمل المخاطر.. واعتبرت أن المسافة الزمنية بين الكلمة التى ألقاها أوباما للشباب المصرى بالقاهرة منذ أربعة أعوام والتى قدم فيها رسالة مقنعة للتصالح مع العالم الإسلامى وبين تلك التي ألقاها الأسبوع الجاري أمام الطلاب الإسرائيليين لم تثمرعن نجاحات سياسية. وأشارت صحيفة ” فاينانشيال تايمز” البريطانية إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأ ولايته الأولى بالتعهد بإحياء عملية السلام المتعثرة والعمل على برنامج إيران النووى،و تحسين صورة وسمعة بلاده فى العالم الإسلامى وهى نفس الأهداف التى أكد عليها فى فترة ولايته الثانية. و أكد البيت الأبيض من جانبه – فى حديثه للاسرائيليين – أن أوباما سيستعيد مجددا تأثيره على نتنياهو. مضيفا أن إصرار أوباما على اعتبار عدم حدوث حرب مع الفلسطينيين هو الضمانة الوحيدة لأمن إسرائيل ربما يلقى تصفيقا صاخبا من الجمهور الإسرائيلى غير أن الزيارات الرئاسية السابقة كانت تتضمن أهدافا أكثر واقعية. ورأت الصحيفة أن نتنياهو لا يخفي ازدرائه لحل إقامة الدولتين ،فهو يباشر التوسع فى بناء المستوطنات غير الشرعية فى الضفة الغربية لخلق أسباب واقعية تحول دون إقامة دولة فلسطينية، والتي يعتبرها أوباما خطوة جوهرية فى تحقيق السلام الدائم. وأضافت الصحيفة ” لكن الرئيس الأمريكي يطرح وجهة نظر مختلفة ، فكلما كان الوضع أكثر خطورة في المنطقة، كلما زادت الأسباب التي تدفع الإسرائيليين لسعى نحو التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين ” . واستطردت الصحيفة أنه برغم ذلك، فإن الأمر الملح في هذا الشأن هو وجود القيادة الأمريكية، فمهما كان الآمل ضعيفا فى التوصل لاتفاق إقامة دولتين ، إلا أن هذا الامل الضعيف قد يختفي تماما اذا لم يوجد تدخل أمريكى مستدام في حل الصراع “.