أوضح النجم الصاعد في الحزب الجمهوري الأمريكي السناتور ماركو روبيو يوم الأربعاء موقفه من قضايا الشرق الأوسط خلال مناقشة كان الهدف منها إظهار نفسه كمرشح محتمل لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016. وخلال المناقشة التي نظمها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أعار عضو مجلس الشيوخ روبيو اهتماما خاصا لقضية إيران وقال إنه يعتقد أن الجمهورية الإسلامية تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية. وبحسب شينخوا قال السناتور ذو الأصول اللاتينية عن ولاية فلوريدا، “إننا لن نسمح بحدوث هذا”، مشيرا إلى احتمال سعي إيران إلى امتلاك أسلحة نووية، فيما يعد انعكاسا لآراء كثير من الجمهوريين. وتواصل إيران إدعاء أن برنامجها النووي سلمي في حين تؤدي العقوبات المفروضة على طهران، والتي تقودها الولاياتالمتحدة، إلى عرقلة اقتصاد الجمهورية الإسلامية. وجاء ظهور روبيو يوم الأربعاء وسط سعي الحزب الجمهوري إلى تعديل صورته من حزب الرجال أصحاب البشرة البيضاء المسنين إلى حزب يشمل الأقليات والنساء. وقد خسر الجمهوريون 71 بالمائة من أصوات ذوي الأصول اللاتينية في انتخابات الرئاسة التي جرت في نوفمبر 2012. ويكافح الحزب المعتل حاليا من أجل التعافي وسط تغير المشهد الديموغرافي الأمريكي، إذ من المتوقع أن يتحول أصحاب البشرة البيضاء إلى أقلية في غضون العقود الثلاثة المقبلة، وفقا لهيئة الإحصاء السكاني الأمريكية. وفي لهجة أكثر ليونة، قال روبيو إن “الأمريكيين يعيشون في اقتصاد عولمة … سواء علمنا هذا أم لا”، مضيفا أن الولاياتالمتحدة متمسكة بوجود عالم قائم على حقوق الإنسان والحريات. وحرص السناتور في حديثه على عدم انتقاد سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط ، ربما في محاولة منه للبقاء في منطقة آمنة في هذه المرحلة المتقدمة من اللعبة الانتخابية. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ألقى روبيو كلمة إلى الأمة باللغتين الإنجليزية والاسبانية – وهي كلمة تاريخية وتعد الأولى من نوعها – في رد رسمي متلفز من الحزب الجمهوري على خطاب حالة الاتحاد الذي أدلى به أوباما في 12 فبراير الجاري. وجاءت كلمة روبيو بعد أسبوع من محاولة تقارب إلى المصوتين ذوي الأصول اللاتينية قام بها زعيم الأقلية في مجلس النواب الأمريكي إريك كانتور الذي دعا إلى مسار نحو المواطنة للعمال الذي لا يحملون وثائق رسمية والذين جاءوا إلى الولاياتالمتحدة في أعمار صغيرة برفقة أبائهم. وأظهر البيان تحولا واضحا عن موقف المرشح الطامح للرئاسة السابق ميت رومني، الذي تعهد باستخدام الفيتو ضد تشريع الحلم، وهو مشروع قانون يمنح الإقامة القانونية للمهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا الولاياتالمتحدة صغارا عن طريق ابائهم. وقال داريل ويست، وهو باحث بارز في معهد بروكينغز، ان ” السيناتور روبيو مهتم بخوض السباق الرئاسي”. واضاف ” انه يضع نفسه أمام الجماهير رفيعة المستوي ويسافر إلى جميع الأنحاء بالبلاد . أنه شخص يتمتع ببطاقة هوية حكيمة وأفاق جيدة لجمع التبرعات. وباعتباره أحد اكبر الاصوات الداعمة للاتينيين بالحزب الجمهوري، سيكون ضمن قائمة قصيرة للمرشحين المحتملين للرئاسة”. في الوقت نفسه، كان بوبي جيندال، حاكم ولاية لويزيانا، يتجول بين برامج التوك شو يوم الأحد فيما وصفه محللون بأنه جهد مبكر من جانبه لتوصيل رسالة بأنه سيخوض السباق القادم إلى البيت الأبيض عام 2016. وحاول جيندال، الذي تعود أصوله إلى الهند، رسم صورة أكثر شمولا للحزب الجمهوري تعكس أمريكا حديثة ومتعددة الثقافات، على ما قال المحللون. ويتوقع النقاد والخبراء السياسيون ان تنافس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون على منصب الرئيس فى عام 2016 بتذكرة الحزب الديمقراطي، ما اضطر الجمهوريين إلى لاظهار أخطر مرشحيهم، مثل روبيو وجيندال، بدلا من مرشحين يتمتعون بفرص ضئيلة في المنافسة مع كلينتون. وقال المحللون ان كلينتون، الأيقونة السياسية والسيدة الأولي المحبوبة السابقة، سيكون من الصعب هزيمتها. وقد اثار إعادة انتخاب اوباما شرارة البحث عن الروح في الحزب الجمهوري المتشرذم، مع دعوة جيندال للحزب بالكف عن كونه ” الحزب الغبي”، مشيرا الى التصريحات المثيرة للمرشحين السابقين لمجلس الشيوخ، تود اكين وريتشارد موردوك، التي احرجت المرشح السابق للرئاسة ميت رومني. ان الولاياتالمتحدة تمر بتحول ديموغرافي كبير حيث تجاوزت نسبة مواليد بين الاقليات في العام الماضي أول مرة نسبة المواليد بين البيض. ومن أجل ان تبقى الولاياتالمتحدة على قيد الحياة والنماء، يدرك الحزب لجمهوري انه لابد من ان يفعل المزيد للوصول إلى المجموعات التي لا ترتبط عادة به، على ما قال المحللون. وللمفارقة، خرجت الكثير من النجوم الصاعدة في الحزب من الأقليات ، فجيندال من أصل هندي وحاكمة ولاية نيومكسيكو سوزانا مارتنيز، التي تحدثت في المؤتمر العام للحزب في اغسطس الماضي، امريكية-مكسيكية . ورغم ذلك قال النقاد ان الحزب الجمهوري فشل في توصيل رسالته إلى أصوات الأقليات.