أعربت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي يوم أمس الثلاثاء عن قلقها إزاء أحدث إندلاع للعنف في مصر والذي أودى بحياة أكثر من 50 شخصاً ودعت كل الأطراف إلى الحوار لإنهاء حالة السخط وطالبت بالتحقيق في الأحداث. وقالت بيلاي في بيان نشر بموقع المفوضية العليا لحقوق الإنسان على الإنترنت “كما أظهرت الأحداث المأساوية خلال الأيام القليلة الماضية لا تزال مصر هشة وغير مستقرة للغاية وأحث الحكومة على بذل جهد أكبر لاستيعاب وجهات نظر المعارضة واتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة المخاوف العامة.” ودعت بيلاي كل الاطراف بحسب ما ذكرت رويترز إلى “الامتناع عن اللجوء للعنف وتسوية خلافاتهم سلميا دون المساس بالحق في حرية التعبير والتجمع السلمي.” وتفجرت أحدث احتجاجات عشية الذكرى الثانية للانتفاضة التي اندلعت يوم 25 يناير 2011 وأسقطت الرئيس السابق حسني مبارك بعد 18 يوما. وزاد من وطأة الاحتجاجات اشتباكات في بورسعيد بين الشرطة ومحتجين على قرار محكمة بإحالة أوراق 21 شخصا أغلبهم من سكان المدينة إلى المفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم في قضية عنف اعقب مباراة لكرة القدم في بورسعيد. وفرض الرئيس المصري محمد مرسي حالة الطواريء يوم الاحد في المدن الثلاث الرئيسية بمنطقة قناة السويس وهي بورسعيد والإسماعيلية والسويس محاولا احتواء العنف لكن معارضين حذروا من ان إجراءات الطواريء بقصد فرض النظام قد تأتي بأثر عكسي. وقالت بيلاي وهي قاضية سابقة بالمحكمة الجنائية الدولية إن حالة الطوارئ لا بد أن تطبق وفقا لاحكام القانون وتمشيا مع المعايير الدولية وشددت على أهمية الرقابة القضائية للتأكد من أن اعلان حالة الطوارئ جرى بصورة قانونية تراعي حقوق الإنسان. وقالت “أحث الحكومة على اتخاذ تدابير عاجلة لضمان أن المسؤولين عن إنفاذ القانون لا يستخدمون القوة المفرطة ضد المتظاهرين لأن القيام بذلك غير قانوني ولأنه من المرجح أن يزيد الوضع اشتعالا.” ودعت بيلاي إلى التحقيق الفوري في أحداث العنف فضلا عن مراجعة شاملة لأساليب الشرطة خلال إدارة المظاهرات. واشارت إلى أن التقصير في أداء الواجب غير مقبول حين يتعرض المتظاهرون لهجمات البلطجية أو تتعرض النساء للاغتصاب أو التحرش. وقالت جماعات حقوقية ان نساء تعرضن لتحرش وإعتداءات جنسية في ميدان التحرير خلال المظاهرات في الذكرى الثانية للانتفاضة الشعبية. وهدأت الاشتباكات كثيرا يوم الثلاثاء لكن شبانا رشقوا افراد الشرطة بالحجارة على أطراف ميدان التحرير بالقاهرة وردت القوات بقنابل الغاز المسيل للدموع. وبعد سقوط 52 قتيلا في اشتباكات بين الشرطة وألوف المحتجين في الشوارع خلال الأيام الماضية حذر وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي اليوم من أن الدولة المصرية توشك على الانهيار بسبب الصراع السياسي المحتدم.