طالب حميد شباط، الأمين العام لحزب “الاستقلال” ثاني أكبر قوة سياسية بالمغرب، وعضو التحالف الحاكم بالبلاد، بتقييم عمل الحكومة المغربية، متهما حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود التحالف بالهيمنة على الحكومة. جاء ذلك في اجتماع للمجلس الوطني للحزب انعقد مساء أمس الجمعة بالعاصمة المغربية الرباط، ورفع خلاله الحاضرون شعارات ضد الاستمرار في المشاركة بالحكومة مثل “المشاركة أكبر غلطة (خطأ)”. وانتقد شباط في كلمته بالاجتماع ما وصفه ب”البطء الشديد وعدم الفعالية التي يتسم بها عمل الحكومة وغياب التنسيق بين مكوناتها في سياسات القطاعات الاستراتيجية”. وعبر زعيم ثاني أكبر قوة سياسية بالمغرب عن استغرابه ل”عدم تحمل الحكومة مسؤوليتها في تحريك دورة الاقتصاد، واتهمها بالانشغال بالتحضير للانتخابات البلدية المقبلة على حساب مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد” على حد قوله. واتهم شباط حزب العدالة والتنمية الإسلامي بالهيمنة على الحكومة واحتكار صناعة القرار، وقال إن “المرحلة تفرض تقييم أداء الحكومة لتسريع وتيرة عملها، كما نرفض إخضاعها للاحتكار من قبل تيار معين”. وأكد أن حزبه لن يستمر في التزام الصمت إزاء ما أسماه “القرارات الحكومية غير الشعبية”، خاصة التوجه نحو إلغاء صندوق المقاصة (الخاص بدعم المواد الاستهلاكية الأساسية)، وقرار رئيس الحكومة القاضي باقتطاع أجرة أيام الإضرابات من رواتب موظفي الدولة. وطالب شباط بإجراءات فورية لدعم الإنتاج الاقتصادي وتقوية الصادرات المغربية وتقليص البطالة ورفع إجمالي احتياطي البلاد من العملة الصعبة للحفاظ على استقلالية القرار الاقتصادي للمغرب. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحكومة على هذه الاتهامات حتى صباح اليوم السبت. وطالب “الاستقلال”، في 3 يناير الجاري، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، بإقرار تعديل وزاري جزئي بسبب “نقائص تشوب عمل الحكومة وانعدام الانسجام بين مكوناتها، وغياب قيادة رشيدة قادرة على قيادة التحالف الحكومي”. ويتكون التحالف الحكومي في المغرب من أربعة أحزاب هي: العدالة والتنمية الإسلامي، والاستقلال، والحركة الشعبية، إضافة إلى التقدم والاشتراكية اليساري.