وصل الإعصار ساندي أحد أكبر العواصف التي تضرب الولاياتالمتحدة على الإطلاق إلى اليابسة محملا بالرياح العاتية والأمطار الغزيرة بالقرب من مدينة أتلانتيك سيتي أمس الاثنين مما أدى إلى عمليات إجلاء وإغلاق وسائل النقل العام وتعطيل حملة انتخابات الرئاسة. وذكرت التقارير الأولية أن هناك فيضانات واسعة النطاق في مدينة نيويورك. وأكدت الشرطة مقتل شخصين على الأقل من جراء العاصفة في المدينة ووردت أنباء عن وفيات في اماكن بعيدة مثل تورونتو أيضا. وهبت رياح عنيفة واجتاحت فيضانات مئات الأميال من ساحل الأطلسي ويتوقع سقوط ثلوج كثيفة على المناطق الداخلية المرتفعة إذ يتحرك مركز العاصفة نحو الغرب. وامتدت رياح العاصفة من الحدود الكندية إلى ولاية ساوث كارولاينا ومن ولاية وست فرجينيا إلى نقطة في المحيط الأطلسي عند منتصف المسافة تقريبا بين الولاياتالمتحدة وبرمودا. وهناك أكثر من ثلاثة ملايين شخص بدون كهرباء بالفعل منذ المساء وأكثر من مليون شخص عرضة لأوامر الإجلاء ، وغمرت مياه الفيضانات العديد من المناطق. وقال المركز الوطني للأعاصير إن ساندي وصل إلى اليابسة في صورة “ما بعد الإعصار الإستوائي” مما يعني أنه لا يزال محملا برياح الإعصار لكنه فقد خصائص العاصفة الاستوائية، ويحمل الاعصار رياحا تبلغ سرعتها 129 كيلومترا في الساعة وهو أعلى كثيرا من الحد الأدنى لشدة الأعاصير. وشملت منطقة العاصفة مراكز سكانية كبيرة مثل مدينة نيويوركوواشنطن وبالتيمور وفيلادلفيا. وسقطت الأشجار في وسط شوارع مدينة نيويورك التي باتت مدينة اشباح واغلق الحطام أحد الجسور الرئيسية في بوسطن وغمرت مياه الفيضانات الشوارع الجانبية في منتجع ديوي بيتش بولاية ديلاوير لترى فقط قمم صناديق البريد. وفي بلدة فيرفيلد الساحلية بولاية كونيتيكت وهي نقطة سفر رئيسية إلى مانهاتن اغلقت زوارق الشرطة الطريق الرئيسي المؤدي إلى الشواطئ وطوق شريط الشرطة الأصفر المداخل الجانبية. وأغلقت أسواق الأوراق المالية الأمريكية لأول مرة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول 2011 وستبقى مغلقة يوم الثلاثاء كما أغلقت الحكومة الاتحادية في واشنطن وأغلقت أيضا المدارس على امتداد الساحل الشرقي. وتوقعت شركة للتنبؤ بالخسائر أن الخسائر الاقتصادية قد تصل إلى 20 مليار دولار في نهاية المطاف نصفها فقط مؤمن عليه. وأعلن حكام ولايات الساحل الشرقي حالة الطوارئ. وحذر مارتن أومالي حاكم ولاية ماريلاند من أن الإعصار ساندي سيقتل أشخاصا في طريقه لا محالة. وتوفي شخصان في حي كوينز في نيويورك رجل في منزل بسبب سقوط شجرة وامرأة سقطت في بركة مياه مكهربة. وسجلت أيضا شرطة تورونتو حالة وفاة واحدة وهي امرأة اصابها حطام طائر. وصل الإعصار ساندي لليابسة إلى الجنوب مباشرة من مدينة أتلانتيك سيتي على بعد حوالى 190 كيلومترا جنوب غربي مانهاتن. وأظهرت لقطات تلفزيونية ارتفاع منسوب المياه إلى مستويات تاريخية في مانهاتن مما يزيد احتمال حدوث فيضانات في شبكة مترو الانفاق في المدينة، كما ذكرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز أن المياه بلغ ارتفاعها ستة أقدام خارج مكاتبها في مانهاتن. وقال شاهد من رويترز إن 19 عاملا حصروا داخل محطة طاقة تابعة لشركة كون إديسون على الجانب الشرقي من مانهاتن مساء الاثنين من جراء مياه الفيضانات المتدفقة التي صاحبت الإعصار ساندي. قام مسؤولو المدينة بإجلاء جيران مبنى سكني فاخر تحت الانشاء مكون من 90 طابقا بعد انهيار الجزء العلوي من رافعة البناء وسط الرياح العاتية مما أثار مخاوف من سقوطها على الأرض. أما في واشنطن فقد دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما عشرات الملايين من الناس في مسار الإعصار إلى اتباع تعليمات ونصائح السلطات. وقال أوباما في البيت الأبيض “إذا لم يتبع الجمهور التعليمات فإن هذا يجعل الأمر أكثر خطورة على الناس وذلك يعني سقوط ضحايا يمكن تفادي سقوطهم.” وأضاف أن الناس يجب أن تتوقع انقطاع التيار الكهربائي طويلا وتوقف شبكات النقل. يذكر أن الإعصار ساندي قد عطل حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية قبل ثمانية ايام فقط من الانتخابات ، وألغى الرئيس أوباما ومنافسه ميت رومني بعض الزيارات الانتخابية. وأدت العاصفة ساندي الى مقتل 66 شخصا في منطقة البحر الكاريبي الأسبوع الماضي قبل ان تسبب هطول أمطار غزيرة على بعض سواحل الولاياتالمتحدة وفي سقوط ثلوج على المناطق المرتفعة مع تحركها شمالا. ويقول خبراء الأرصاد الجوية ان ساندي ظاهرة نادرة الحدوث تتمثل في “عاصفة فائقة الضخامة” نتجت عن التفاف تيار قطبي بارد حول عاصفة استوائية وأدت إلى هطول أمطار وصل ارتفاعها الى 30 سنتيمترا وسقوط الثلوج حتى بلغت قرابة متر على جبال أبالاتش.