صرح حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، إن أعداد المسيحيين في مدينة القدس انخفضت إلى أقل من 5 آلاف شخص. وأضاف عيسى، في حوار مع وكالة “الأناضول” للأنباء، أن أعداد المسيحيين كانت عام 2000 حوالي 11 ألفًا، بينما صار عددهم اليوم أقل من 5 آلاف بفعل ممارسات الاحتلال التي تسعى إلى “تهويد المدينة والمقدسات والإنسان، وتقديم القدس على أنها عاصمة دولة اليهود الكبرى”. وأكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية على أن “إسرائيل تستخدم مستوطنيها لتنفيذ عمليات تهجير واسعة للمسيحيين والمسلمين، وتقديم الصراع على أنه صراع ديني”، مشيرًا إلى أنهم “ينفذون مخططات استيطانية صهيونية لا دخل للتوراة بها”. ولفت عيسى إلى أن إسرائيل “تستهدف” المقدسات المسيحية كما تستهدف المقدسات الإسلامية، مشيرًا في ذلك إلى أن هناك أكثر من عشرة انتهاكات تعرضت لها الأماكن المسيحية مثل كنائس القدس واللطرون وأريحا، وأحدثها وقع هذا الأسبوع على كنيسة الأرثوذوكس الرومان، بضربها بالزجاجات الفارغة والقمامة “لترهيب الكهنة وإخراجهم من القدس”. وفي تقدير عيسى فإن إسرائيل تسعى من إخراج المسيحيين من القدس إلى تقديم القضية الفلسطينية أمام العالم على أنها “قضية صراع ديني بين اليهودية والإسلام وليس صراعًا سياسيًا”، فيقل التعاطف معها، مؤكدًا: “نحن مسيحيو فلسطين نرفض ذلك على اعتبار أننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني”. وعن العلاقات بين مسلمي ومسيحي المدينة قال عيسى: “بكل تأكيد لا يستطيعون خدش العلاقة المسيحية الإسلامية بفلسطين”، مشيرا إلى أن المسيحيين والمسلمين “يجمعهما التآخي والتاريخ النضالي المشترك”. وفيما يخص التطورات المتعلقة بالمقدسات الإسلامية، قال حنا عيسى إن إسرائيل نفّذت هذا العام حفريات تقدر ب47 حفرية حول المسجد الأقصى وفي أماكن متعددة بالقرب منه، بالإضافة إلى اقتحام أكثر من 10 آلاف مستوطن لساحات المسجد. وحذّر من مشروع القانون المقدم إلى البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” والخاصة بتقسيم أيام الصلاة في الأقصى بين اليهود والمسلمين، واصفا إياه بأنه “الخطر الكبير المحدق بالمسجد الأقصى”. وطالب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات العرب بالتوحد في مواجهة “الانتهاكات” الإسرائيلية، كما طالب الفلسطينيين بتخصيص صندوق لدعم المقدسيين وتثبيت وجودهم في القدس، يساهم في ترميم الكنائس والمساجد ويقدم التكافل الاجتماعي.