قال قادة الدول العشر المطلة على المتوسط (خمسة زائد خمسة) في ختام قمة لهم في مالطا على ضرورة التصدي “للاسباب العميقة” للهجرة غير الشرعية والتعاون “الفعال” في ذلك. وهي القمة الاولى لهذا المنتدى منذ تسع سنوات ومنذ ثورات الربيع العربي التي اطاحت باثنين من قادة دول المغرب العربي في تونس وليبيا. وبحسب الوكالة الفرنسية أكد البيان الختامي للقمة التي عقدت في مالطا يومي الجمعة والسبت “ان ادارة تدفق المهاجرين لا يمكن ان تتم فقط بوسائل المراقبة”. واضاف قادة ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا (جنوب المتوسط) والبرتغال واسبانيا وفرنسا وايطاليا ومالطا (شمال المتوسط) في بيانهم ان السيطرة على مشكلة الهجرة السرية “تتطلب تحركا يتم التشاور بشانه للتصدي للاسباب العميقة للهجرة مع ارساء تضامن فعال وسريع وملموس”. وفي هذا السياق اعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي اثر اختتام القمة قرار المنتدى تشكيل “قوة عمل مشترك لتجميع الطاقات” للتصدي للهجرة السرية من بلدان جنوب المتوسط الى بلدان شماله التي وصفها بانها “اولوية ملحة قصوى”. وقال المرزوقي “من الجيد الحديث عن التنمية وشبكات الطاقة الشمسية لكن الاولوية الملحة القصوى بالنسبة الي (…) هي الهجرة”. واضاف “لقد اقترحت على القمة التي وافقت، تشكيل فريق عمل لمنع هذه الهجرة ونجدة هؤلاء الناس بهدف تفادي حدوث مآس في البحر”. واكد المرزوقي انه ينبغي “تكاتف الجهود والامكانات لكن يجب الا يتعلق الامر بعملية امنية بل عملية انسانية. لا يمكننا ان نقبل ان يغرق مئات الناس في البحر المتوسط”. واضاف ان الدول يجب ان تتحد على الصعيد البحري خصوصا لتفادي هذه “المآسي في البحر”. واشار الرئيس التونسي الى ان بلاده تنوي ان تستضيف قريبا اجتماعا على مستوى الوزراء المكلفين الامن والهجرة والقضايا الانسانية لوضع “التفاصيل التقنية” لهذه القوة مشددا على ان “المهم هو الاتفاق على المستوى السياسي ثم نبحث” التفاصيل. وقال المرزوقي “ان شبابنا لديه طموحات كبيرة لكن لا يمكننا تحقيق معجزات” على مستوى التنمية الاقتصادية طالبا من “الشباب ان يتحلوا بالصبر. نحتاج الى الوقت لان تونس لديها ارث يزيد على نصف قرن من الفساد”. وعلى المستوى الدولي دانت القمة “الجرائم الوحشية التي ترتكبها القوات الحكومية السورية وميليشياتها واي عنف مهما كان مصدره”. واكد البيان الختامي ان قادة مجموعة دول 5+5 دعوا الى “وضع حد فوري لاعمال العنف هذه”، منددين ب”استمرار القتل والعنف” ومعتبرين ان “على النظام السوري ان يكون اول من يضع حدا لذلك”. وفي المؤتمر الصحافي الختامي، شدد رئيس الوزراء المالطي لورانس غونزي على ان اعلان مالطا الختامي حول سوريا “واضح جدا في ادانته المطلقة لاعمال العنف” في هذا البلد. واكد ايضا اهمية “وحدة سوريا” داعيا الى “التشكيل الفوري لحكومة انتقالية تتمتع بكل السلطات وتنقل سوريا الى نظام سياسي ديموقراطي تعددي”. وكان قادة دول المغرب العربي حرصوا الجمعة على طمأنة نظرائهم على الضفة الشمالية من المتوسط، ازاء التطور الايجابي للمسار الديموقرطي في بلدانهم، ودعوا الى اكبر تعاون بين الطرفين. وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ان “المنطقة شهدت تطورات سياسية ستساهم في استقرارها، ان بلداننا تحاول التوفيق بين الديموقراطية وحسن الادارة” مؤكدا ان “الحوار من شأنه ان يساعد على مواجهة تحديات الارهاب والجرائم العابرة الحدود وتهريب الاسلحة”. من جانبه تطرق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة في مالطا الى “تحديين اثنين” هما “مواكبة الانتقال الديموقراطي واحترام حقوق الشعوب” مع “العمل على ان تحترم كرامة الافراد في كل مكان” ثم “التحدي الاقتصادي” المتمثل في “تنمية الضفة الجنوبية من المتوسط” و”النمو الذي ينبغي تحفيزه في شمال المتوسط” مشددا على ان الهدفين يجب ان يتما بشكل متواز. وقال رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي ان “مساعدتنا لدول الجنوب يجب ان تصبح الية لان الديموقراطية تتعزز بفضل التنمية”. واكد مونتي ان “زهور الربيع العربي يمكن ان تذبل سريعا اذا لم يجد الناس ما ياكلونه”.