كتب – كريم مجدي: جاءت زيارة الرئيس التركي، رجيب طيب أردوغان إلى إيران، وسط عاصفة من الانتقادات الموجهة إلى أردوغان وتركيا، بسبب مواقف وتصريحات أنقرة الأخيرة، والتي كانت تحمل طابعاً هجومياً ضد إيران وسياستها في المنطقة، لم تقتصر الانتقادات الموجهة إلى أردوغان فقط، بل طالت الرئيس الإيراني حسن روحاني بسبب دعوته لأردوغان لزيارة طهران، رغم التوتر الحاصل حالياً بسبب تأييد تركيا لعملية عاصفة الحزم في اليمن، وبعد أن عبر أردوغان الشهر الماضي عن انزعاجه هو والسعودية ودول الخليج تجاه محاولة إيران للهيمنة على المنطقة. وخلال الأيام الماضية، وجه 65 عضوًا بالبرلمان الإيراني انتقادات حادة لأردوغان بسبب تصريحاته بخصوص سياسات إيران في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، مطالبين الرئيس الإيراني حسن روحاني بتحذيره للتوقف عن تصريحاته المنتقده لإيران، بحسب موقع مشرق الإيراني، مما يبدو تفسيراً لعدم استقبال روحاني للرئيس التركي في المطار اليوم، بل لم يقتصر الأمر على هذا، حيث كان الوفد الإيراني في المطار والمكلف باستقبال أردوغان متواضعاً بشكل كبير، حيث كان في استقبال أردوغان في مطار مهرآباد الدولي بطهران، وزير الاتصالات فقط، محمود واعظي، بحسب وكالة فارس، في ظل غياب رئيس الجمهورية الإيراني ووزير الخارجية ونوابه، مما يعد كسر للأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية. لم يكن عدم استقبال أردوغان هو الكسر الوحيد للأعراف الدبلوماسية هذه المرة، حيث حاولت إيران إظهار اعتزازها بانتمائها الشيعي أمام الرئيس التركي، وقد نقل موقع "عصر إيران" الإيراني، أنه عند استقبال أردوغان في قصر "سعد آباد" التاريخي، ظهرت طريقة جديدة في استقبال أردوغان على عكس الطرق المعهودة، فعند وصول السيارة التي تحمل أردوغان إلى ساحة الاستقبال بالقصر، كان هناك حرس الشرف على أحصنة حاملين علم تركياوإيران بالإضافة إلى علم أحمر مكتوب عليه "يا أبا عبد الله" يعني الإمام الحسين، قاموا باصطحاب السيارة من بعد دخولها إلى الساحة وحتى باب القصر. وتزامناً مع وقت الزيارة، علق الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية بالبرلمان الإيراني، حسين نقاوي حسيني، على هامش الجلسة المغلقة للبرلمان الإيراني التي عقدت صباح الثلاثاء، على الزيارة قائلاً: "إن وضع البساط الأحمر تحت قدمي رجل يُحَقِّر من شأن بلادنا عارٌ على دبلوماسيتنا"، بحسب وكالة فارس الإيرانية. وقد سبق نقوي العديد من المسؤولين الإيرانيين الذين عبروا عن رفضهم لهذه الزيارة، كان منهم حسين مظفر، لنائب الإيراني وعضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام، والذي طالب بعدم السماح لأردوغان بزيارة طهران ما لم يعتذر عن تصريحاته السلبية التي أطلقها أخيرا تجاه إيران ودورها في المنطقة. ورغم تلك المظاهر الإيرانية الرافضة للزيارة، إلا أن الزيارة أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة، حيث ذكرت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، أنه تم توقيع 8 وثائق للتعاون تتعلق بمجال المياة والبيئة، بجانب توقيع بيانا مشتركا، وتم التأكيد خلال هذه المراسم، على ضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين إيرانوتركيا، واعتبر الرئيسان الإيراني والتركي، التوقيع على هذه الوثائق، بأنه خطوة هامة على طريق تعزيز العلاقات بين طهرانوأنقرة، بحسب وكالة إرنا الإرانية الرسمية. ورغم تأييد تركيا للعملية العسكرية العربية في اليمن، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، في ختام لقاء عقده مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أن تركياوإيران متفقتان على ضرورة وقف العمليات العسكرية في اليمن، ويشجعان التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد، وأضاف "نعتقد نحن الاثنين أنه من الضروري إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، ووقف الهجمات في هذا البلد"، فيما لم يتطرق الرئيس التركي إلى الموضوع اليمني في تصريحه الصحفي، بحسب إرنا. كما التقى أردوغان مع المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الذي أكد له على أن الحل في اليمن يتم عبر وقف التدخل الخارجي" مشدداً على أن اليمنيين هم من يجب أن يقرروا مستقبل بلادهم، واعتبر خامنئي لدى استقباله أردوغان قبيل اختتام زيارته القصيرة لطهران، أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل "مسرورتان اليوم من الخلافات الداخلية لبعض الدول الإسلامية وأن السبل لحل هذه المشاكل تكمن في تعاونها واتخاذ تدابير عملية مناسبة وبناءة"، بحسب روسيا اليوم.