سامح شكري- وزير الخارجية قال وزير الخارجية سامح شكري أن الأمن القومى العربى يواجه تحديات ونعمل على الحفاظ عليه ولم الشمل العربي، موضحا أن وجود خلافات لا ينفي وجود أمن قومي عربي ولابد أن تحافظ عليه كل الدول العربية، خاصة في ظل وجود تهديدات قد تؤدي لخروج بعض الأطراف منه أو سقوطها. وأضاف شكري في لقاء مع الصحفيين اليوم الأحد أن الأوضاع القائمة قد تفقد الأمن القومي العربي حلقة في إطار المنظومة المتكاملة، وينبغي أن يكون ذلك محل إدراك من الدول العربية بالإضافة لما تمثله الأوضاع في بعض الدول من تهديد، لافتا إلى أن الأوضاع الصعبة في العراقوسوريا لها تأثيرها. وردا على سؤال عن الإتهامات لدول أخرى بالوقوف خلف بعض العمليات الإرهابية في مصر، قال إن هناك قدرة على إتخاذ المبادرة بحيث لا تعود على مصر بالضرر، وأي عمل عسكري له مخاطر بالغة ويتخذ فقط في حالة عندما يكون الأمر به مساس بأمن الاراضي المصرية بشكل مباشر، "فقد خاضت مصر صراعا طويلا لتحرير الارض، وطالما لا تواجه مصر بعمل عسكري مباشر يضر بالأرض وأمن المواطن المصري فلا أتصور اللجوء لحلول عسكرية ولكننا نلجأ للحلول العسكرية فى مواجهة الارهاب الذى يهدد الارض أو المواطن المصري". ومن ناحية أخرى أكد الوزير أن الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي قائم، وتم تأجيله بسبب ارتباطات لوزير الخارجية الأمريكى جون كيري، على أن يتم تحديد الموعد خلال الفترة المقبلة وبعد فترة الأعياد الحالية، معربا عن تطلعه لوجود تواصل مستمر بين البلدين.. مشيرا إلى التنسيق بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وباراك أوباما وأيضا الإتصال الهاتفي الأخير بين الرئيسين، لاستعراض القضايا الملحة ذات الإهتمام المشترك، حيث تمت مناقشة التوجهات المستقبلية وتنسيق القضايا الإقليمية والدولية. وأشار إلى وجود إتصال وثيق بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى وهناك احتياج أن تجتمع الدولتان على هذا المستوى لصياغة توجهات المستقبل.. واصفا العلاقات المصرية الأمريكية بالمهمة، وقال" لا أتصور وجود رغبة لدى أي من الطرفين فى إهمال العلاقات ولابد أن تتم في إطار مفهوم مشترك وبما يضمن متانة العلاقات. وعما إذا كانت هناك متابعة دولية للانتخابات البرلمانية المقبلة,أكد شكري أن قرار متابعة الانتخابات يرجع للجنة العليا للانتخابات وسوف نحيط الجميع علما بأي قرارات تنظيمية إتساقا مع المشاركة السابقة. وكان شكري قد استهل اللقاء مع الصحفيين باستعراض ما تم إنجازه خلال الأشهر الستة الأخيرة منذ انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى على صعيد السياسة الخارجية.. مشيرا إلى أن الفترة الماضية كانت هامة للغاية وخاصة مع تنفيذ الاستحقاق الثانى من خارطة الطريق وانتخاب الرئيس السيسى وتشكيل الحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب. وأوضح وزير الخارجية أن هذه الفترة كانت مليئة بالعمل والاحساس بالمسئولية في هذه المرحلة التاريخية التى تمر بها مصر فى تحول ديمقراطى بعد ثورتين عظيمتين والعمل على الدفاع عن ثورة 30 يونيو. وأضاف اننا حققنا قدرا من النجاح فى مواجهة هجمات وعدم فهم البعض لما حققه الشعب المصرى سواء اعلاميا أو من قبل دول مختلفة وذلك من خلال التواصل أو الاعتراض أو التوضيح، وتدريجيا كان هناك تحول فى مواقف العديد من شركاء مصر الذين اتخذوا مواقف غير مناسبة وقد هدأت الكثير من الهجمات والانطباع الخاطىء، بفضل تكاتف أجهزة الدولة ومن بينها هيئة الاستعلامات والرئاسة والدفاع والمخابرات وليس فقط الخارجية، نتيجة للتواصل مع بعض أطراف المجتمع المدنى التى تتناول الأمور بشكل موضوعي. وأوضح انه مع نفاذ الاستحقاق الثانى وانتخابات الرئاسة ووجود قيادة تحظى بالتأييد والدعم الشعبى كانت هناك أرضية مواتية لصياغة سياسة مصرية تستعيد مكانتها سواء فى محيطها العربى أو الافريقى، وجهود لاستعادة صلاتها عربيا وأفريقيا وكان هناك احتضان من العرب والافارقة لعودة مصر إلى دورها الدولى وكانت بداية من قمة مالابو والاهتمام بالكلمة التى ألقاها الرئيس والهدف كان أيضا التوازن فى علاقات مصر وفتح علاقات جديدة مع شركائها مثل روسيا ودول أخرى لها وزن سياسي أو اقتصادي مثل الصين.. مشيرا الى الزيارة الناجحة للرئيس السيسي إلى الصين سياسيا واقتصاديا. أشار شكرى الى أن قضية الإرهاب أخذت حيزا كبيرا خلال الستة أشهر الماضية نظرا لبزوغ "داعش" فى سورياوالعراق والتحالف الدولى الذى تشارك مصر فيه منذ البداية ارتكازا على رؤية واضحة قائمة على أن الجماعات الارهابية جميعها ترتكز على فكر متطرف واحد. كما أشار إلى حرص وزارة الخارجية على القيام بدورها على أكمل وجه بالنسبة لرعاية المصريين بالخارج، خاصة وأنه فى هذا الشأن كانت هناك رعاية ملحة اتصالا بتطورات الاوضاع عسكريا وسياسيا فى ليبيا، كما أدى الوضع الى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين المصريين من ليبيا إلى تونس وقمنا بالاتصالات اللازمة وتم إخراج حوالى 25 ألفا من البلاد، وكان هناك تعاون كبير مع وزارة الطيران المدنى في هذا الشأن. واستعرض ايضا الدور الذى قامت به الوزارة وبعثاتها فى الخارج بالنسبة لتنظيم الانتخابات للمصريين فى الخارج. وأكد وزير الخارجية أن العلاقات المصرية الأمريكية شهدت تطورا كبيرا منذ لقاء السيسى واوباما فى سبتمبر الماضى على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة,لافتا الى أن مشاركة الرئيس السيسى فى اجتماعات الجمعية العامة فى حد ذاته ووجود قيادة تطرح رؤية مصر والأسس التى نسعى لارسائها خلال الفترة القادمة كان أمرا هاما وكان هناك ترحيب واسع لعودة مصر للقيام بدورها الكبير وخاصة المتعدد الأطراف.