من فلسطين إلى مصرهربت فى القرن الأول الميلادى، خوفًا على السيد المسيح من هيرودس، الملك اليهودى، الذى امر بقتل جميع الأطفال فى ذلك الوقت؛ فقررت أن تسلك طريقًا غير معلوم ملئ بالمخاطر و المتاعب حتى بلغوا رفح بسيناء، ومنها بدأوا رحلتهم على أرض مصر، التى استمرت ثلاث سنوات ونصف .. إنها العائلة المقدسة (السيد المسيح، العذراء مريم، ويوسف النجار)، الذى تقرر تحويل مسارها إلى مزارات سياحية عالمية. تل بسطا بمحافظة الشرقية كانت هى المحطة الثانية فى هذا المسار، والتى انفجر فيها ينبوع مياة بالقرب من الشجرة، التى استظلوا بها، ليرتوا منه، وسقطت جميع الأوثان الموجودة بتلك المدينة فور دخولهم إليها، انتقلت العائلة المقدسة بعدها إلى بلدة مسطرد، التى سميت بال"محمة"، ويرجع ذلك إلى قيام العذراء مريم بغسيل ملابس السيد المسيح هناك. واستكملت العائلة المقدسة رحلتها متجهين إلى بلبيس بالشرقية، ثم عبروا النيل للوصول إلى مدينة سمنود، تلتهما منطقة البرلس، والتى اقاموا فيها بقرية "شجرة التين"، وعقب مغادرتها اتجهوا إلى "سخا"، وهو الأسم المشتق من "بيخا ايسوس" أى "كعب يسوع"، وذلك لأن هناك حجر بهذة البلدة انطبع عليه اثار أقدام السيد المسيح.
باتجاه جنوب غرب الدلتا ذهبت العائلة المقدسة إلى وادى النطرون، تلك المنطقة العامرة بالكنائس و الأديرة فى الوقت الحالى، ومكثت هناك لفترة طويلة قبل أن تتجه إلى مناطق عين شمس و المطرية بالقاهرة، حيث استظلت بشجرة عُرفت بعد ذلك ب "شجرة مريم"، وإلى منطقة مصر القديمة توجهت بعد تركها حارة زويلة، واختبأت بمغارة الفسطاط ما يقرب من ستة أشهر، وتم بناء كنيسة القديس أبوسرجة و الكنيسة المعلقة فى تلك المنطقة المعروفة الآن باسم "مجمع الأديان". على ضفاف النيل بمنطقة المعادى مكثوا عدة أيام، ليتم تشييد كنيسة تحمل اسم العذراء مريم فى تلك المنطقة، وتحتوى على السلم الحجرى، الذى نزلت عليه العائلة المقدسة لتعبر إلى الجهة المقابلة من النيل متجهة إلى صعيد مصر، حيث جبل الطير بمحافظة المنيا، وبعد مغادرتهم عدة مدن فى الصعيد لعدم الترحيب بوجودهم، وذلك لتحطم أوثان تلك المدن بعد دخول السيد المسيح إليها، توجهوا إلى بلدة مير ميره، ثم دير جبل قسقام، الذى تحول إلى دير المحرق حاليًا، و يعتبر أول كنيسة تم تدشينها فى العالم، حيث قضوا داخل مغارته أطول مدة خلال زيارتهم لمصر، لتختتم العائلة المقدسة رحلتها بجبل درنكة، التى اقامت فيه حتى علمت بخبر وفاة الملك هيرودس لتعود إلى فلسطين.
فى نمط سياحى مختلف يستطيع جذب ملايين الزائرين من جميع أنحاء العالم، للأستمتاع بزيارة تلك الأماكن، والإنسجام مع الجو الروحانى، الذى ينبعث داخلها .. قررت وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، إعادة إحياء مشروع مسار العائلة المقدسة، الذى يبلغ 3500 كم، ليشمل 25 نقطة مرت بها، تنتظر التطوير وتزويدها بالخدمات، لتتحول إلى مزارات سياحية عالمية. عادل الجندى، مسئول العلاقات الدولية بهيئة تنشيط السياحة، يقول ل"أونا" إن هذا المشروع، الذى يبدأ مرحلته الأولى اليوم بتطوير 7 نقاط، سوف يخلق مجتمعات تنموية جديدة، خاصة فى مناطق الصعيد، التى سيتم تزويدها بالخدمات و الفنادق السياحية، مشيرًا إلى إنه تم التسويق لهذا المشروع خارجيًا من خلال سفارات مصر بالدول الأوروبية و العربية، كما تم دعوة وسائل الإعلام الأجنبية لنقل الحدث، مؤكدًا إنه من المتوقع وفود أكثر من ثلاثة مليون سائح سنويًا إلى مصر لزيارة تلك الأماكن.