وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون وجون كيري وزير الخارجية الأمريكي إهتمت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليوم الأربعاء بما وصفته "العاصفة الدبلوماسية" بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل على خلفية تصريحات وزير دفاع الأخيرة ضد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى. واشارت "لوفيجارو" الى أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون وجه انتقادات لاذعة لوزير الخارجية الأمريكي حيث قال إنه يعاني من "هوس غير مفهوم" بالنزاع في الشرق الأوسط ثم اعتذر عن تصريحاته التي أثارت استياء في إسرائيل وردا شديد اللهجة من قبل واشنطن. وقالت أن وزير الدفاع الاسرائيلى أكد في بيان له أنه لم تكن لديه أي نية لإهانة وزير الخارجية الامريكى وأنه يقدم إليه اعتذارا إذا كانت قد مسته التصريحات التي نسبت إليه . و أضاف البيان أن "إسرائيل والولاياتالمتحدة لديهما هدف مشترك هو دفع مفاوضات السلام الجارية بين إسرائيل والفلسطينيين بقيادة جون كيري.. نحن نثمن الجهود المتكررة التي يبذلها كيري لتحقيق هذا الهدف". وعلقت "لوفيجارو" بالقول أن وزارة الخارجية الامريكية، التي غالبا ما تختار أن تصم أذانها عن انتقادات اليمين الإسرائيلي، لم تتسامح هذه المرة عن الاهانة، حيث أعتبرت المتحدثة باسم كيري ان "تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلى، وإذا ما تأكدت ، فانها تعتبر إهانة وغير ملائمة، ولا سيما بالنظر إلى ما تقوم به الولاياتالمتحدة لصالح أمن إسرائيل..كما أكد البيت الابيض أن تلك التصريحات "مسيئة وغير ملائمة". وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن تلك التصريحات تأتى على خلفية "التوترات المتكررة بين إسرائيل وإدارة أوباما".. ففي فصل الخريف الماضى، قوبل إحجام الولاياتالمتحدة عن شن ضربات ضد نظام بشار الأسد، وكذا استئناف الحوار مع إيران،من جانب اليمين الإسرائيلي بموقف عنيف.. كما تسببت الضغوط التى يمارسها جون كيري لإحياء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين أيضا فى حساسية كبيرة من جانب اليمين الاسرائيلى . واشارت "لوفيجارو"الى انه فى شهر نوفمبر الماضى، أدعت حكومة بنيامين نتنياهو علنا أن واشنطن وافقت على تسريع وتيرة الاستيطان في الأراضي المحتلة..كما أعتبر جون كيرى فى حديث للتلفزيون الاسرائيلى قبل أشهر "إن البديل عن استئناف المحادثات هو الفوضى" ..مهددا "هل تريد إسرائيل انتفاضة ثالثة؟". وعلقت الصحيفة الفرنسية بالقول أن مثل هذه التصريحات المتبادلة بين الجانبين لا ينبغي أن تؤدى إلى تغيير جذري في تقديم الدعم لإسرائيل من قبل الولاياتالمتحدة، فالمساعدات العسكرية الأمريكية، التى تقدر ب 3 مليار دولار سنويا، ولم توضع فى محل تشكيك قط.. وفي المقابل، فإن إدارة أوباما الآن تضاعف التحذيرات إلى الدولة العبرية. وأوضحت "لوفيجارو" بحسب مصادر بواشنطن انه إذا فشلت المفاوضات مع الفلسطينيين، ستخضع اسرائيل لضغوط دبلوماسية لم يسبق لها مثيل، أو بعبارة أخرى: فإن الولاياتالمتحدة لن تكون في وضع يمكنها من معارضة الجهود الفلسطينية للحصول على اعتراف دولي بالدولة (الفلسطينية)، ومقاطعة البضائع المنتجة في الأراضي المحتلة.