"ميركل "المرأة الحديدية إعداد :محمد الجرجاوى شهدت الجمهورية الألمانية خلال عام 2013 العديد من الأحداث الفارقة فى تاريخ إحدى أهم الدول الأوروبية ذات التاريخ العسكرى القوى وأحد أهم الدول الصناعية والاقتصادية فى التاريخ الحديث إذ تعددت الأحداث السياسية فبعد فوز المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بولاية ثالثة في الإنتخابات التشريعية لقبها المراقبون بالمرأة الحديدية بعد أن استأثرت به مارجريت تاتشر منذ توليها رئاسة الحكومة ببريطانيا حتى خروجها من الحكم في عام 1990، حيث عرفت بحنكتها وقوتها بإتخاذ القرارات التي أفادت ألمانيا ومنعتها من التأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية، وأصبحت بذلك أقوى اقتصاد في أوروبا. وحصلت ميركل على هذا اللقب لنجاحها في الحصول على ما تريد ، كما فعلت لإلزام بلدان أوروبا المتعثرة مالياً بسبب أزمة اليورو لتنفيذ خطة التقشف ومرة باللين بإظهار تفهما لكثير من الأوضاع مع التشديد على التغيير. ووصف كثير من السياسيين الألمان ميركل بالداهية، فهي تستغل وجهها الطفولي وابتسامتها اللطيفة والحنكة التي تعلمتها من والدها رجل الدين "هورست كاستنر" للوصول إلى أهدافها، ولم تتأخر يوماً عن طلب المساعدة من سياسيين من أمثال هلموت كول كي تصل إلى هدفها الحزبية، وهو الذي قال بعد ذلك إنها طعنته في الظهر. وصنفت مجلة "فوربس" الاقتصادية، ميركل ب"أقوى امرأة في العالم" ثماني مرات خلال عقد.. كما فازت بأغلبية ساحقة من أصوات النواب لولاية ثالثة من أربع سنوات على رأس "ائتلاف كبير" مع الاشتراكيين الديموقراطيين في 17-12-2013 .. وفق ما أفاد به رئيس مجلس النواب نوربرت لاميرت. وشهدت حكومة ميركل الثالثة وجوه جديدة وأخرى متجددة إذ وقع كل من المحافظين والحزب الاشتراكي اتفاقية تشكيل الحكومة..والمفاجأة الكبرى تمثلت في تعيين "أورزيلا فون دير لاين" كأول إمرأة في تاريخ ألمانيا على رأس وزارة الدفاع. ويشار إلى أن فون دير لاين الأم لسبعة أطفال، والطبيبة، والحاصلة على شهادات في العلوم الاقتصادية والسياسية، منذ عام 2005 بمهام وزارة "الشؤون العائلية، والمرأة، والطفولة وكبار السن"، قبل أن تتولى وزارة العمل في حكومة 2009. وكانت المفاجاة الأخرى والتى سجلها الحزب الاشتراكي الديمقراطي بتعيينه إمرأة مسلمة من أصول تركية، وهي آيدان أوزيجوز، كوزيرة مفوضة لشئون الهجرة، واللاجئين والإندماج.. وتنحدر أوزيجور من عائلة تركية هاجرت إلى ألمانيا في نهايات خمسينيات القرن الماضى. وبخلاف قصة الحكومة الثالثة لميركل ظهرت على الساحة الألمانية قضية التجسس الشهيرة التى كانت الولاياتالمتحدة الطرف الأساسى فيها إذ تم الكشف عن قيام واشنطن بالتجسس على هاتف ميركل الشخصى وبناءً على ذلك استدعت الخارجية الألمانية السفير الأمريكي لدى برلين على خلفية تلك الواقعة. وقال ستيفن شيبرت المتحدث بإسم ميركل:"إن الهاتف المحمول لميركل قد يكون تعرض للتنصت من قبل الاستخبارات الأمريكية"،مشيراً إلى أنها اتصلت بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بهذا الخصوص. وأطلقت فرنساوألمانيا مبادرة لإجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة قبيل نهاية العام وذلك بعد الكشف عن التجسس الأمريكي على أوروبا،حسبما أعلن رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي. وأعرب فان رومبي عن قناعته أن الأوروبيين بأن العلاقات بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يجب أن تقوم على "الثقة"، وذلك خلال مؤتمر صحفي بختام اليوم الأول من القمة الأوروبية في بروكسل التي ركزت على عمليات التجسس الأمريكية على أوروبا. وأوضح فان رومبي أن فرنساوألمانيا قدمتا هذه المبادرة وأن"مجمل الدول ال 28 وافقت عليها"، مشيراً إلى أنه بإمكان دول أخرى أن تنضم إلى هذه المبادرة،وبالفعل وافقت بريطانيا على هذه المبادرة. وشهدت ألمانيا خلال 2013 ارتفاع ملحوظ لعدد الأجانب المقيمين في ألمانيا العام الماضي بنسبة 4.1%، وهي أكبر زيادة منذ عام 1993، وكان وراء ذلك توافد كبير لمواطنين من دولتي بولندا والمجر وهما من أعضاء الاتحاد الأوروبي،وذلك وفقاً لما قاله مكتب الإحصاء الألماني. وذكر مكتب الإحصاء أن الهجرة إلى أكبر اقتصاد في أوروبا إلى جانب زيادة عدد المواليد على الوفيات ساهما في هذه الزيادة العام الماضي..كما أظهرت بيانات المكتب تراجع عدد الأتراك المسجلين كمقيمين بألمانيا بنسبة 2% العام الماضي. وقال المكتب إن الأتراك مازالوا يشكلون أكبر جالية أجنبية في ألمانيا إذ يبلغوا ثلاثة أمثال الجاليتين الإيطالية والبولندية اللتين تأتيان في المركزين الثاني والثالث. ومن أبرز الأحداث التى شهدتها ألمانيا إشادة الرئيس الألماني، يواخيم جاوك،ببدء تدريس الدين الإسلامي في عدد من الجامعات الألمانية، معتبرًا ذلك بأنه "فصل مهم في تاريخ ألمانيا الحديث".. معبرا عن سعادته بدخول العلوم الإسلامية للجامعات الألمانية لتدريب علماء في الدين الإسلامي يمكن الاستفادة منهم في القضايا الدينية. وذكر الرئيس الألماني خلال زيارة قام بها إلى مركز علوم الدين الإسلامي في جامعة مدينة مونستر، أن المركز يلعب دورًا مهمًا كواحد من 4 مراكز تتلقى دعمًا من الحكومة الألمانية. ولفت الرئيس الألماني إلى وجود 4 ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا، نصفهم من حاملي الجنسية الألمانية، مؤكداً أن معظم الشعب الألماني يدرك أن التعايش المشترك يتطلب الاحترام المتبادل. ومن الأشياء الطريفة التى قامت بها الحكومة الألمانية السماح بإفتتاح أول مقهى على أراضيها لبيع الحشيش بشكل قانوني، ولكن تحت رقابة حكومية شديدة، وذلك في إطار مكافحة سلطات البلاد لانتشار المخدرات على أراضيها.