علينا الآن أن نتجاوز مرحلة سرد وكشف وتوصيف، مخطط ترامب- نتنياهو، بشأن غزة، والفلسطينيين، والعرب، إلى البحث عن خطة عملية لمواجهة هذا المخطط، وبشكل عاجل ما يتعلق منه بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، سواء طوعًا أو قسرًا، وفى هذا الصدد نؤكد على أنه ينبغى على مصر والدول العربية تبنى استراتيجية شاملة تقوم على عدة محاور، تشمل الآتى: العمل الدبلوماسى المكثف، والضغط السياسي، والتعاون الإقليمي، والدعم الميدانى للفلسطينيين، وفيما يلى أهم التفاصيل العملية التى يمكن اتخاذها فى الخطوات السابقة : 1- التحرك الدبلوماسى المكثف، وذلك من خلال حشد موقف عربى موحد من خلال جامعة الدول العربية، وإصدار بيان قوى يؤكد رفض أى مخطط للتهجير القسرى للفلسطينيين، باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي، واتفاقيات جنيف.. وتنسيق المواقف مع القوى الدولية، مثل الاتحاد الأوروبي، روسيا، الصين، ومنظمة التعاون الإسلامى للضغط على واشنطن وإسرائيل.. واستخدام المنابر الدولية، مثل الأممالمتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة المخطط وكشف تداعياته الكارثية على الأمن الإقليمي، والتأكيد على الخطأ الشنيع الذى أسس عليه الرئيس الأمريكى تصوراته للنتائج حين طرح خطته المتهورة بشأن غزة. 2- الضغط السياسى والاقتصادى على إسرائيل، وذلك من خلال التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع أى دولة عربية طبّعت العلاقات معها، فى حال تنفيذ التهجير القسري.. وكذا وقف أى مساعٍ عربية للتطبيع الإضافى مع إسرائيل ما لم تتراجع عن المخططات الاستيطانية والتهجير القسري.. والتحرك قانونيًا لمقاضاة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية؛ بسبب انتهاكاتها المحتملة لحقوق الفلسطينيين. 3- تعزيز الدعم الميدانى لصمود الفلسطينيين، من خلال دعم إعادة الإعمار فى غزة لضمان بقاء الفلسطينيين فى أرضهم وتحسين ظروفهم المعيشية.. مع الاستمرار فى إرسال مساعدات إنسانية عاجلة عبر مصر والدول العربية الأخرى لمنع انهيار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى القطاع.. وتمكين الفلسطينيين اقتصاديًا من خلال فتح أسواق العمل والتجارة، ودعم المؤسسات الفلسطينية لتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية. 4- رفع الوعى الشعبى والإعلامى من خلال إطلاق حملة إعلامية عربية ودولية لفضح مخطط التهجير وكشف آثاره السلبية على الاستقرار الإقليمي.. مع توعية الرأى العام العربى والدولى بخطورة تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري، والتأكيد على أن الحل العادل يتمثل فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. 5- تعزيز التعاون الأمنى العربي: العمل على تعزيز التعاون الأمنى بين مصر، والأردن، ودول الخليج لمواجهة أى تداعيات أمنية ناتجة عن محاولات تهجير جماعي.. وفى الوقت نفسه تشديد الرقابة على الحدود لمنع عمليات التهجير القسرى وإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم تحت الضغط.. وإذا ما نجحت مصر والدول العربية فى تنفيذ هذه الاستراتيجية، فإنها ستُحبط مخطط التهجير، وستُجبر الولاياتالمتحدة وإسرائيل على البحث عن حلول سياسية تحترم الحقوق الفلسطينية، بدلاً من فرض حلول أحادية الجانب تؤدى إلى مزيد من الفوضى والانفجار الإقليمي.