في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابع الملايين المؤثرين بشغف، بدأت تتكشف ملامح الجانب الخفي لصناعة المحتوى الرقمي، حيث تتحكم الشركات المديرة بحياة البلوجر، عبر استراتيجيات تستهدف تحقيق أقصى مكاسب مادية، من العلاقات العاطفية إلى الخلافات والطلاق، يبدو أن كل شيء قد يُخطط له مسبقًا لجذب التفاعل، ما يثير تساؤلات جدية حول تأثير المال على القيم الإنسانية. أوضح الناشط محمد اليماني، رئيس مؤسسة "قاوم" لدعم ضحايا جرائم الابتزاز الإلكتروني، في تصريح أثار جدلاً واسعًا، أن أكثر من 90% من البلوجر على مواقع التواصل الاجتماعي يخضعون لتوجيهات شركات تدير محتواهم. وأشار إلى أن هذه الشركات قد تقترح على المؤثرات الارتباط أو الزواج من شخصيات معينة لتعزيز التفاعل، أو تدبير خلافات وحتى حالات طلاق بهدف إثارة الجدل وزيادة الانتشار. وسلط اليماني الضوء على حالة حقيقية لزوجين من المؤثرين، قاما ببث مباشر حول طلاقهما بناءً على توصية الشركة المديرة لحساباتهم. الهدف كان إدخال الزوج إلى عالم الميديا وزيادة الأرباح للطرفين، مما يعكس تأثير الشركات على صناعة المحتوى وتحويل الأحداث الشخصية إلى أدوات لتحقيق الربح. هذا الجانب المظلم يثير تساؤلات حول مصداقية المحتوى الذي يتابعه الجمهور ويكشف عن التحديات الأخلاقية المرتبطة بالاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للربح. ووصف اليمامي هذه الظاهرة ب"العبودية الإلكترونية"، حيث يعيش البلوجر حياة تخضع بالكامل لمتطلبات السوق، بينما يتحول الجمهور إلى مجرد وسيلة لزيادة التفاعل دون وعي بدورهم في هذه اللعبة. وأضاف أن هذه السيطرة ليست سوى الجيل الجديد من العبودية، حيث تُغرق الشركات البلوجر بالأموال مقابل التحكم الكامل في حياتهم وقراراتهم، مشيرًا إلى أن المشاعر الإنسانية تُقتل لصالح المكاسب المادية. في ظل هذا الواقع، نطرح فى هذا التقرير أسئلة حول أخلاقيات صناعة المحتوى الرقمي، ودور الجمهور في كسر هذه الحلقة المفرغة. فهل يستمر المتابعون في دعم هذا النوع من "الحياة المصطنعة"، أم أنهم سيبدؤون في التمييز بين الصدق والتلاعب؟